كتب : محمد الثريا
فيما يتعلق بالمشهد اليمني ! تقتضي اللعبة الدولية بالمنطقة والصراع الاقليمي المتصل بها هناك، ان تبلغ اطراف الداخل بمشاريعها السياسية مستوى معين من الحضور اللافت على الساحتين المحلية والاقليمية، بعدها تتم الفرملة والتحجيم لتلك المشاريع ضمن إطار محدد لايسمح بتجاوزه.
عند هذه النقطة والمستوى سيبدو ان كل شيئ على الصعيد المحلي قد توقف وأصبح الجميع مجرد ريشة في مهب رياح المصالح الاقليمية والدولية، او بلغة اكثر تجردا سيمضون بقية وقتهم رهائن للفوضى المتجددة والازمات المدورة، وغالبا بانتظار عقد التفاهمات بين الكبار ووكلائهم بالمنطقة وما سيرمى على إثرها من فتات تسوقه أطراف الداخل لجمهورها كإنتصارات مؤزرة وغايات مدركة .
هذه حقيقة يمكن مشاهدتها بوضوح في ملفات المنطقة الساخنة، ومنها ملف الصراع اليمني !
فعقب ست سنوات من صراع المشاريع السياسية صعودا ونزولا باليمن، هل تمتلك تلك المشاريع قدرة التقدم أكثر مما هي عليه اليوم؟
فالشرعية ومكوناتها في مقابل المجلس الانتقالي وبقية المكونات الجنوبية الاخرى أصبحوا جميعا مقيدين عند نقطة إتفاق الرياض وتطبيقه، وأي محاولة تسرب سياسي هنا او هناك سيتم قمعها بعصا الإتفاق المبارك دوليا، وهذا أمر بات ملاحظا اليوم للجميع .
بل أن حتى المشروع الحوثي نفسه والذي ظن البعض طويلا انه سيتمدد أكثر وقد يبتلع جميع مناوئيه ومن خارج جغرافيا الشمال أيضا، وأن مسألة تحوله الى قوة ردع إقليمية باتت مسألة وقت كما زعم أحد قياداته قبل أشهر، هاهو اليوم يثبط ويقيد بفعل عصا القرار الاميركي وفوبيا تصنيفه بالإرهابي .
رأينا كثيرا من حالات البرزخ السياسي التي آلت اليها حسابات وتقديرات خاطئة لحركات وتيارات سياسية عدة بالمنطقة، وأيضا حجم وكلفة السقوط المدوي الذي أعقب خطيئة الإصرار والتمسك بأفكار ومبررات مغلوطة .
لذا نصيحة للداخل السياسي ! عندما تأخذك رياح الإقليم بعيدا، تحسس طريق العودة سريعا، فلربما لن تجد يومئذ حتى الأرضية التي إنطلقت منها للوقوف عليها مجددا .