كريتر نت – عدن
كشف مفوض العلاقات الدولية لتنظيم الأخوان المسلمين يوسف ندا بأن الشركة التابعة له التي كانت تعتزم الأستثمار في مجال النفط بمحافظة شبوة بتنسيق مع اخوان اليمن تعرضت لضغوط ، ليذهب امر التنقيب في الحقل لشركة جيمس بيكر الأمريكية ، لافتا الى ان الشركة كانت تصدر من الحقل نحو 150 الف برميل يوميا.
وتداول نشطاء على شبكة التواصل الأجتماعي مقطع فيديو عن أطماع التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين في نهب ثروات محافظة شبوة منذ أكثر من 30 عاماً.
ويعود مقطع الفيديو الذي نشره الصحفي محمود العتمي الى حوار قديم اجراه المذيع الاخواني بقناة “الجزيرة” احمد منصور مع القيادي يوسف ندا مفوض العلاقات الدولية لتنظيم الاخوان المسلمين.
وفي الحوار يكشف ندا عن سعيه للاستثمار النفطي في محافظة شبوة عقب حرب عام 94م التي شاركت فيها جماعة الاخوان المسلمين مع الرئيس السابق علي صالح ضد الجنوب.
وأشار ندا الذي يعد احد المسئولين عن استثمارات جماعة الاخوان ، بأن ذلك جاء بطلب من قيادة الجماعة في اليمن في اشارة الى قيادة حزب الاصلاح التي تعد الذراع المحلي للجماعة في اليمن.
القيادي الاخواني رد تساؤل مذيع الجزيرة عن صفة قيادة الاخوان في اليمن للحديث عن ملف سيادي بالدولة في اليمن كالتنقيب عن النفط ، بأن ذلك يأتي بسبب دور الاخوان في ” قمع تمرد الجنوب ” ، في إشارة الى دورهم في حرب 94م
من هو يوسف ندا؟
هو أحد أبرز قيادات الظل من أصحاب المليارديرات والبنوك وشركات غسل الأموال في شبكة الإخوان الإرهابية، والمتهم الرئيسي في التحقيق السويسري، الذي فتحته السلطات السويسرية، بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهو مصرفي مصري، اعترف لقناة الجزيرة القطرية، بتوليه مناصب رفيعة داخل تنظيم الإخوان، وأن تلك الجماعة هي الأم لكل حركات الإسلام السياسي في العالم.
وكشفت قناة إكسترا نيوز، في تقرير لها بثته في 15 فبراير 2020 أبرز فضائح القيادى الإخوانى البارز يوسف ندا الذى وصفته بـ”اخطبوط الإرهاب”، مشيرة إلى أن هذا القيادى الإخوانى يعد هو أخطر مسؤول استراتيجى ومالى للتنظيم الدولى للإخوان ، وولد بالإسكندرية عام 1931 والتحق بالجماعة في سن المراهقة ، وسجن يوسف ندا في عام 1952 على خلفية أنشطة التنظيم الترخيبية، وفى خمسينيات القرن الماضى انتقل يوسف ندا إلى النمسا، وعمل في مجال الألبان ثم اقتحم عالم تجارة الأسمنت .
وقالت القناة في تقريرها، إن يوسف ندا أقام شبكة علاقات واسعة مع دول شمال أفريقيا وجمعته علاقة صداقة بالرئيس التونسى بورقيبة الذى منحه الجنسية التونسية ، والنشاط الحقيقى ليوسف ندا كان يتعلق بتأسيس إمبراطورية مالية وشبكة علاقات تدعم أنشطة الجماعة الإرهابية .
ولفتت القناة، إلى أنه في عام 1988 أسس يوسف ندا بنك التقوى في سويسرا ، وامتلكت عائلة أسامة بن لادن أسهم رئيسية في بنك التقوى ، إلى جانب عشرات من قادة الإخوان مثل يوسف ندا، موضحة أنه بعد أحداث 11 سبتمبر أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن بنك التقوى متورط في تمويل الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة .
حلقة الوصل بين الإخوان وإيران
وعلى الرغم من ظن البعض بأن علاقة الإخوان وإيران هي التنافر، نظراً لاختلافات مذهبية، إلا أن علاقات جيدة وتاريخية تجمع التنظيم الإرهابي ونظام الملالي، حيث أشارت تقارير إلى أنه قبل الثورة الإيرانية التقى وفد من جماعة الإخوان من أكثر من دولة عربية، بالخميني في باريس بعد التنسيق مع أبوالحسن بني الصدر (أول رئيس لإيران بعد الثورة الإيرانية) وكان راشد الغنوشي أحد ممثلي وفد إخوان تونس، وكان يوسف ندا مفوض العلاقات السياسية الدولية لجماعة الإخوان في ذلك الوقت، وأبرز أعضاء الوفد الإخواني المصري خاصة، وكان حلقة الوصل الحقيقية بين إيران والإخوان، كما توسط لإطلاق سراح سجناء إيرانيين في عدة بلدان عربية.
وتم ذلك مع ضابط مخابرات إيراني أرسلته إيران إلى لوجانو بسويسرا، حيث يقيم يوسف ندا، وكانت علاقة آية الله قوية جداً مع أعضاء الجماعة المقيمين في أوروبا وأمريكا فلم تقتصر العلاقة بالخميني فقط، وكان على اتصال دائم مع “خسرو شاهي” الذي أصبح فيما بعد سفير إيران في القاهرة.
وبداية من 1979، تلقى يوسف ندا دعماً اقتصادياً ضخماً من إيران، وأسهم في إعادة تخطيط العاصمة الإيرانية طهران، وفي مطلع الثمانينيات، واستقر في سويسرا، عند أحد الإخوان المقيمين هناك، وهو إبراهيم صلاح الذي ساعده في الحصول على مشروع تخطيط العاصمة الإيرانية، وتلقى مقابل هذا المشروع نحو مليار دولار.
ندا وتمويل الإرهاب
في عام 1988، أسس يوسف ندا مؤسسته الخاصة وأطلق عليها اسم “التقوى”، في لوجانو، وكانت أنشطتها متصلة ببنك “التقوى” الذي أسسه في حزر البهاما.
وفي مطلع الألفينيات، كان حادث 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية، بداية فتح النار على الأنشطة الخفية ليوسف ندا، حيث صادرت عدة بلدان أمواله، لاتهامه بضلوعه في تمويل التنظيمات الإرهابية، كما اشتبهت السلطات في عدة دول أنشطة بنك التقوى، في صلتها بشبكات إرهابية دولية، وتم فتح تحقيق في عدة بلدان منها مصر وسويسرا وإيطاليا.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول 2002، مثُل يوسف ندا أمام القضاء الإيطالي، لاكتشاف صلته بتنظيم “القاعدة” الإرهابي.
كما اتهمت الولايات المتحدة، مؤسسة “التقوى” في تمويل الجماعات المسلحة الجزائرية (غيا) وحركة حماس الفلسطينية، حيث حصلتا على 60 مليون من مصرف التقوى، فضلاً عن اتهامه بتقديم الدعم الرسمي بالأموال والسلاح لتنظيم “القاعدة”، واستندت التحريات إلى اعترافات سجين مصري، منتمٍ للقاعدة، اعترف بحصوله على تمويل من بنك التقوى.
وثائق خطيرة في قصر ندا.. السيطرة على العالم
وفي كتاب للكاتبة السويسرية سيلفان بيسون، بعنوان ” المشروع الإسلامي للإخوان لغزو الغرب” نشرت صحيفة “لوتمب” السويسرية عام 2005، مقتطفات منه، كشف عن وثائق مثيرة للدهشة عثرت عليها الشرطة الإيطالية والسويسرية، خلال تفتيشها منزل يوسف في سويسرا، نوفمبر/تشرين الثاني 2001، وتشير تلك الوثائق إلى ملف مكتوب عليه “مشروع “، وبداخله استراتيجية من 14 صفحة تحتوي على خطة تفضيلية لاستيلاء على الحكم في الوطن العربي، يبدأ من مصر، ثم في العالم كله.
والمشروع الذي يتألف من 14 صفحة مؤرخة بتاريخ ديسمبر/كانون الأول 1982، ويبدأ المشروع بالعبارة التالية: “هذا التقرير يعرض رؤية شاملة لوضع استراتيجية دولية للسياسة الإسلامية، ووفقاً لمبادئها التوجيهية، وما يتفق معها”.
وتدعو تلك الوثيقة إلى “دراسة مراكز القوى المحلية والدولية، والفرص المتاحة لبسط نفوذها “كما تدعو إلى “التواصل مع جميع الحركات الجديدة التي تدعو إلى الجهاد على سطح الكوكب، وكل هذا من أجل تنسيق العمل الإسلامي في اتجاه واحد”.
ودرست السلطات السويسرية “ملف التقوى” في ذلك الوقت، وكرست تحقيقاتها على ذلك المشروع، واعتبرته وثيقة سرية، كدليل على دافع الإخوان في تمويل الإرهاب في العالم، لأهداف بعيدة المدى”، بحسب تقرير أعدته وحدة “تاسك فورس” وهي وحدة لمكافحة الإرهاب، تأسست للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
كما أشار التقرير إلى أن المحققين عثروا على وثائق أخرى في منزل يوسف ندا، تؤكد “الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان في الإلهام والدعم، المباشر أو غير المباشر، للتطرف في العالم”.
ويدعو المشروع إلى “بناء المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والطبية، وغزو مجال الخدمات الاجتماعية للتواصل مع الشعوب والإقناع بفكرتهم”.
كما تطرق المشروع إلى “غزو أكبر مساحة من الأرض”، وفي صفحة أخرى وجد المحققون عبارة “أننا ذاهبون إلى أوروبا للمطالبة بنظام موازٍ، وإنشاء حصة في البرلمان للمسلمين”، الأمر الذي صار قائما بالفعل في بريطانيا”.
وأشارت الصحيفة السويسرية، إلى أن اكتشاف هذا المشروع أثار عدة تساؤلات، لا تزال دون إجابة..على سبيل المثال، “هوية كاتبها، لا تزال غير معروفة حتى الآن”.