كتب – جميل الصامت
شهادة للتاريخ عن القائدالوحيد في جيش الجمهورية اليمنية رفض التسليم لانقلاب صالح والحوثي ضد الشرعية والرئيس عبده ربه منصور هادي
بل كان صاحب اول طلقه ضد الانقلاب في الوقت الذي سلمت جميع المعسكرات وقبلها الداخلية ومعسكراتها والامن المركزي والقوات الرديفة .
مثل الضابط عدنان علامة فارقة في طبيعة الجيش الذي سلم لمجرد التعليمات من مركز القيادة ومن طارق صالح الذي كان ساعتها يقود غرفة عمليات لاصدار التوجيهات للقيادات بتسليم معسكراتها لعناصر الصرخة ..؟!
الانحياز للشرعية وخوض المعركة ضد الانقلاب مثلت نقطة تحول لضابط مغمور اخذ ينتصر للشرعية فور صدور قرار جمهوري بتعينه قائدا للواء 35 مدرع واخذ يقتحم مقر اللواء وينتزع القيادة، وينحاز اليه بعض الضباط وكتيبتين لا اكثر ..
وهو لم يرق للقيادات المسلمة لتتكالب ضد الالوية المسلمة للانقلاب وتتداعى لحصاره وسط انقسام وتفتت للوائه في المطار القديم ومفرق المخأ وتسريح جنود اللواء وافراغ المواقع التابعة للواء ،ليصبح الضابط الحمادي في موقف لايحسد عليه وهو في حكم المغامر المنتحر ،ليتدخل المحافظ حينها شوقي هائل متوسلا وعارضا خيار التسليم والاستسلام لكن عدنان الحمادي رفض رغم تكفل شوقي هائل بتوفير منزل ومستلزمات واغراءات مقابل ذلك ..
وسط مشهد ضبابي وكوابح ومعوقات وهروب كل قيادات تعز المحلية عدا المهندس/ رشاد الاكحلي وكيل المحافظة وكلها تميل للتسليم والاستسلام للانقلاب كان للحمادي راي آخر فاخذ بنشر قواته في مواقع متعددة في تعز حيث وزع الدبابات الاربع الى جبل جرة الجبل الذي وفر حماية لمدينة تعز وتمركز في تبة (سرحان) في نطاق جبل جرة – بالمناسبة تبة سرحان اطلقت فيما بعد على موقع في جبل جرة وسرحان هو احد شهداء اللواء من ابناء ذمار وهو بطل من ابطال الشرعية – واخرى في نادى الصقر والخمسين والستين والاربعين شمال المدينة ووزع السلاح للمقاومين لخوض المعركة ..
المغامر البطل لم يكترث للمغريات اوالتثبيطات المثارة حوله وتخاذل البعض بل صمد مع من معه من ابطال – ولدي اسماء لبعضهم من خلال رصدي ومتابعاتي – وسبق ان طالبت في حياة القائد ترقية كل افراد الكتيبتين المنحازتين للشرعية مع القائد واعتبرت افرادها ابطال يستحقون الاوسمة والرتب العسكرية ومن سقطوا منهم شهداء وجرحى …
يحسب لعدنان الحمادي انه الضابط الوحيد من بين قادة الالوية الذي انحازوا للرئيس هادي فيما آخرون فلتوا جيوشهم وهربوا بملابس نسائية باسم حرم السفير السعودي وولوا يجرون اذيال الخيبة والعار
ولعل ذلك هو وراء التآمر للخلاص من البطل عدنان الحمادي لانه يحرجهم كثيرا ويعتبرون بطولته عبئ ثقيل ان لم تكن عار يلازمهم وبقائه تقزيم لهم وفضيحة لن تغسل الا بتغيبه ..!
لاسيما بعد ان قدمه الرئيس هادي للتحالف العربي واصفا اياه بانه الضابط الوحيد معه في تعز ..؟!
واظن ان المؤامرة بدأت ضده من اول يوم ، فالمقدشي كان مصرا عليه الانتقال الى مارب واصابع محسن تلعب على كل الاصعدة لافشاله ..
كنت شاهدا على احتفائية حمود سعيد المخلافي وجحافله في ازقة قريبة من شارع جمال وسط مدينة تعز يجوب بهم الازقة والحواري وشطر من شارع جمال في الوقت الذي كان البطل عدنان الحمادي محاصرا مع ابطاله في مقر اللواء في المطار القديم ويتعرض للضرب من كل اتجاه .
ساعتها بدأت ادرك ان خيارات الاخوان ليست معنا واجندتهم تختلف عن كل ابناء تعز الداعمين للشرعية وزاد منها الموقف من تشكيل المجلس العسكري وكيف اوعز محسن لجحافله في تعز لعرقلة المجلس وتشكيل كيانات موازية لضرب الصف من اول يوم مقاومة تشهدها تعز ..
وليس ادل على ذلك من شهادة حصلت عليها من حامل خطة فك الحصار عن مقر اللواء التي وضعها العميد عدنان الحمادي ونقلها الى حمود المخلافي الذي كان مختبئ مع ضياء الاهدل في احد المنازل القريبة من شمال المدينة وفور تسليمه الخطة رد الاخير (فرحنا به يحمينا يشتينا نحموه .. )
انقلها كما رواها لي حامل الخطةكونه كان ضمن كوكبة من الشباب المغامر بل الابطال الذين كانوا يترددون على اللواء لنقل الجرحى وتقديم الخدمات الطبية والغذاء ويتولون تزويد المحاصرين بما يستلزم صمودهم وسط مخاطر القنص والقصف لقوات صالح والحوثي الا انهم لم يتراجعوا ولم تثنهم التهديدات وقد استشهد خلالها البطل عبدالحليم الاصبحي واصيب البطل جمال القدسي واخرون منهم البطلين عائدة العبسي ،واحمد الوافي ..
مفاد ذلك ان الخطة سلمت لحمود سعيد الذي تم تسليح اتباعه من داخل اللواء 35 مدرع بشهادة الحمادي نفسه .
مرت الساعات والايام واشتدت المواجهة وزاد خناق الحصار وحمود ومسلحيه لم يظهروا بعد مع ان الخطة كانت فقط لفتح ثغرة يتكفل اللواء بعدها بفك الحصار عن نفسه والالتفاف لكسر الحصار وقلب المعادلة، لكن حمود وجماعته اختفوا ولو كانوا نفذوا الخطة حينها لتحررت تعز كاملة بحسب شهادات مؤكدة ..
والمؤكد ان حمود المخلافي وجماعته خذلوا القائد الحمادي وتركوه يواجه مصيره مع قرابة ستة الوية عسكرية لينتهي الامر بسقوط مقر اللواء وكأن هناك من كان ينتظر ذلك او يتمنى القضاء على القائد .
حامل الخطة اكد لي انه اخبر القائد عدنان الحمادي اثناء تمكنه من الدخول للواء وسط عمليات القنص لتقديم الخدمات عبر سيارات الهلال الاحمر وغيرها ، يافندم انت محاصر والقناصة منتشرة في المباني والبيوت المحيطة فلماذا لا توجه الدبابات لقصفهم ليكون الرد ماذنب المواطنين …؟!
توالت عمليات الاستهداف للواء 35 مدرع الذي برز كأهم لواء عسكري مهني وصاحب انجاز واضح على الارض يعزي اليه الفضل في تحرير 90% من مدينة تعز واريافها ولو ترك لهزالفرصة لانجز تحرير تعز واقليم الجند برمته لولا محسن وجحافله الذين تقتضي حساباتهم الاكتفاء بالموجود بانتظار تسوية قادمة ..؟!
عندما انشأ حمود سعيد المخلافي مليشيات الحشد الشعبي بتمويل قطري وزعها على مختلف الالوية بغرض التدريب عدا اللواء 35 مدرع ،لانها بالاساس كانت معدة للانقضاض عليه وهذا ماتم بالفعل بعد استشهاد القائد عدنان الحمادي ..
مليشيات الحشد الشعبي ليست الا امتداد لذاك الخذلان الذي دشنه حمود سعيد عندما استلم اتباعه السلاح من اللواء ورفض التحرك لتنفيذ الخطة لفك الحصار عن مقر اللواء 35 مدرع عندما طلب منه وتتلاقى العملية مع حالة الهروب لمحسن وكيف انعسكت وخذلان المقدشي وصولا لمحور تعز الذي لم يألو جهدا في الاشتغال على اللواء 35 مدرع وقائدة اكثر من الاهتمام بالصراع مع الحوثي ..
ليتضح لنا في النهاية ان عقدة القائد البطل ماتزال ماثلة في مواجهة قائد هارب برتبة حرم للسفير واخر تسلم الخطة وفشل في اول مهمة اوكلت اليه ليتحول فيما بعد الى تاجر حرب حاذق ومستثمر ناجح لمعاناة الناس ..؟!