كريتر نت – كتب / محمد الثريا
في ظل تطورات المواقف الدولية مؤخرا بما في ذلك الخطاب التشاؤمي الاخير للمبعوث الاممي الخاص بالازمة اليمنية والنبرة المتغيرة في خطاب عدد من المنظمات الدولية ذات العلاقة عند تناولها للاحداث باليمن ودور الشرعية خلالها ..!
هنا نعتقد بالفعل ان الشرعية اليمنية قد أضحت اليوم في أمس الحاجة الى إعادة تعريف نفسها امام المجتمع الدولي فضلا عن ضرورة شرحها مجددا لطبيعة الازمة اليمنية واسباب الصراع باليمن كخطوة استداركية ربما تفاديا منها لتداعيات أخطاء الاداء الدبلوماسي والقصور الواضح في مستوى ادائها وتعاطيها بمسؤولية وحنكة مع الاطراف الدولية المهتمة، وبالاخير سيبدو لامناص من هكذا خطوة تخطوها الشرعية سريعا على أمل التخفيف من وطأة الضغوطات والمساعي الرامية إلى إذابتها دوليا والهادفة الى خلق واقع أخر يتخطى حقيقة ان الشرعية اليمنية هي الممثل الشرعي والرسمي لبلد الصراع والبوابة الاعتيادية التي ينبغي التخاطب من خلالها حول اي مبادرات او حلول مفترضة لإنهاء الازمة والصراع .
فشل ذريع آخر تقدمه الدبلوماسية الخارجية للشرعية اليمنية اليوم يضاف الى كومة الفشل والاخفاقات التي برعت دبلوماسية الشرعية في ارتكابها طيلة الاعوام المنصرمة وقطعا لن تقف تبعات ذلك عند الخطاب الاخير للمبعوث الاممي او عند تهكم مندوبة دولة بوليفيا على ممثل الشرعية في الامم المتحدة بشكل غير مسبوق وتحقيرها للشرعية التي يمثلها السفير احمد عوض بن مبارك، بل نتوقع وعلى إثر هكذا معطيات ليست مبشرة ان نشهد عما قريب تبدلا كليا في مواقف عدد من الدول الداعمة لسلطة الشرعية اليمنية .
ففي الوقت الذي تولي فيه الشرعية اليمنية وقتا وجهدا كبيرين تجاه معاركها الجانبية، يستمر السيد جريفيثس ببذل جهوده في شرعنة سلطات الانقلاب ومحاولة اظهارها بمظهر الطرف الند وبكل أسف يحدث هذا بدلا من العمل على تحجيم الجماعة الحوثية واخضاعها دوليا لقرارات الامم المتحدة بصفتها طرف إنقلابي .
تنديد، تحذير، وأخيرا تشاؤم هذا كل ما يستطيع فعله البريطاني مارتن اليوم لصالح شرعية منفية وشعب مطحون وبلد منكوب.
لكن فكر معي فقط ! من أين ينبثق هذا الموقف الدولي الباهت تجاه الشرعية والمتعاطف مع سلطة الانقلاب الحوثية في وقت يفترض فيه ان نرى توجها دوليا اكثر حزما ودعما لكيان الشرعية؟ وفكر ايضا لماذا يتعمد المجتمع الدولي الاستمرار في تجاهل الازمة اليمنية رغم فضاعة ما يخلفه استمرار الصراع هناك؟
وفي الواقع ليس المجتمع الدولي وحده من يدفع نحو استبدال ورقة الشرعية بأوراق اخرى بديلة ؛ إذ لم يعد خافيا توجه التحالف منذ مدة نحو طي صفحة الشرعية بعد تأكد فشلها وعجزها عن تحقيق اي تقدم على مستوى الداخل في شتى الجوانب وربما ايضا لإعتبارات أخرى تخص قيادة التحالف نفسها ورؤيتها الخاصة لحل الازمة ومسار الصراع .
غير ان ما بدا اليوم في استشعار بوادره هو تشكل الرغبة الدولية الذاهبة نحو خيار تجاوز حائط التمسك بالشرعية كطرف رئيس يتم التخاطب معه عند الحديث عن الازمة اليمنية والحلول المزمع مناقشتها على طاولة المفاوضات قريبا .
الشرعية التي تعاني على المستويين الداخلي والخارجي والتي اصبحت بحكم المنتهي محليا ودوليا ، ما الذي تبقى لتقدمه بعد؟ هل ظل ما ينفي حقيقة زوال شمس الشرعية اليمنية قريبا؟
ـ (ورقة وتؤدي دورها بعد ان تم إفراغها)،
هذا هو واقع الشرعية اليوم ما لم نر إستفاقة سريعة لها نحو لملمة شتاتها السياسي وإعادة خارطة تحالفاتها .