كريتر نت- كتب- محمد الثريا
حقيقة الامر ان تظاهرة لودر وضمن دوامة الحسابات السياسية النشطة اليوم قد وجهت رسالة واضحة مفادها ان: ( ليس كل الجنوب انتقالي) وهي بالأصل جاءت تكريسا للغاية من وراء ” إستدعاء الوفود وغيرها من المستجدات التي تدعم واقع تناقض الرؤية الجنوبية” وما يراد من هكذا مؤشر سياسي للبناء عليه ..
الصورة !! تتحدث انه ومثلما لجأ المجلس الانتقالي الى ورقة الشارع والمليونيات فمن حق خصومه خلق ورقة مشابهة ولو بوتيرة أقل زخما ؛ المهم انه علينا وكرعاة لملف الازمة النظر بعين واحدة للجميع والسعي لحلول سياسية تكون محل قبول من الكل ودون اقصاء لأحد ( ومافيش احد احسن من احد) .هكذا يتم تبرير المشهد القادم والتمهيد لواقعه.
تظاهرات حضرموت،المهرة، لودر وقبلها حكاية طيران الوفود على عجل نحو الرياض جميعها كانت لتغدو مبررة وذات طابع عفوي وصحي خال من المناكفات السياسية فيما لو اتت قبل التوقيع على اتفاق الرياض اما الان فانها لن تخل من جدلية التأويل السياسي.
لاتسألني اكثر عن دوافع فعالية لودر وغيرها من تلك المعطيات الطارئة بل اسأل حول توقيت ذلك ..وعلى العموم اقرأ المشهد هكذا :
#الدافع :
إعطاء انطباع للخارج والداخل بان الجنوبيين لازالوا ليسوا على قلب رجل واحد وغير متفقين على مشروع سياسي موحد وبالتالي تفرض الحاجة نفسها هنا في ضرورة الذهاب وراء تفصيل اكثر من مشروع وهذا بدوره سياخذنا في نهاية المطاف الى التسليم بمشروع الاقاليم كمشروع وحيد بإمكانه سد تلك الحاجة وملء الفراغ السياسي الحاصل في الجنوبي.
#التوقيت :
تم بالاساس إعتماد الرؤية والمسار السياسي من قبل الرعاة وتخوفا من اي ارتدادات ذهبوا نحو سياسة خلط الاوراق والتمهيد لذلك شعبيا بغية تبيان ان القناعة الشعبية حاضرة ولاتنتظر سوى التأطير السياسي والاعلان عن توافقات تلبي تلك القناعة والرغبة الشعبية..
التوقيت المتأخر لهكذا معطيات يعد انعكاسا وتعبيرا عن صراع اللحظات الاخيرة بين الخصوم السياسيين اكثر منه تعبيرا عن ارادة الشارع.
أظن سيعلم البعض الان لماذا بحت أصواتنا ونحن نصرخ حول اهمية التقاربات التي كانت مطلوبة بين المكونات الجنوبية خلال الفترة الماضية؟ ولماذا كانت البصمة الاقليمية حاضرة دوما في الخلاف الحاصل فيما بين الساسة الجنوبيين؟