تقرير / كريتر
أعلنت السلطات المحلية في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على معبد يهودي في المدينة، إلى 11 قتيلا و6 مصابين.
وقال مسؤول في إفادة صحافية إن “هناك 11 قتيلا كنتيجة لحادث إطلاق النار، ليس من بينهم أطفال، كما هناك 6 مصابين، بينهم 4 شرطيين، وليس من بينهم المشتبه به في تنفيذ الهجوم”.
أفاد شهود عيان أن منفذ الهجوم وصل إلى المعبد اليهودي سيراً على الأقدام و أطلق النار على الكثير من الأشخاص.
كما أفادت قناة “سي إن إن” أن مُطلق النار، ملتحي وذو بشرة فاتحة، تم نقله إلى المستشفى بسبب إصابته بجروح – لم يتم تحديدها – خلال تبادل إطلاق النار مع أفراد الشرطة، مضيفةً أن المنطقة لا تزال تشهد فوضى ، كما واصلت الشرطة تمشيطها للمنطقة للتأكد من عدم وجود تهديدات أخرى محتملة أو عبوات ناسفة ملقاه بالمنطقة.
وذكر الموقع الإلكتروني للمعبد المعروف باسم “شجرة الحياة”، أن المعبد كان يشهد إقامة ثلاثة فعاليات دينية اليوم، مرجحًا أنه كان هناك مئات الأشخاص داخل المبنى وقت وقوع الحادث.
وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن اطلاق النار أوقع “الكثير من القتلى والكثير من الجرحى بحالة الخطر”.
وأضاف ترامب في تصريح أدلى به بعيد وصوله الى انديانابوليس لعقد لقاء مع مزارعين “يبدو بشكل جازم أنها جريمة معادية للسامية”.
وندد بـ”الكراهية” في الولايات المتحدة بعد عملية إطلاق النار، مبديا تخوّفه من أن تكون حصيلة الضحايا “أكثر فداحة” مما تم التداول به حتى الان.
وقال إن “الكراهية التي تشهدها بلادنا وفي مختلف أرجاء العالم أمر رهيب”.
كذلك أعرب ترامب عن رغبته بتشديد القوانين الخاصة بأحكام الاعدام. وقال “عندما يقوم أشخاص بعمل من هذا النوع لا بد من أن يحكم عليهم بالإعدام”.
وكان ترامب كتب تغريدة عبر تويتر قال فيها إنه يتابع عن كثب الوضع، مضيفا “يبدو أن عدة ضحايا سقطوا” قبل ان يدعو السكان الى الحذر.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “قلبه مفطور” لضحايا إطلاق النار “المروع” في بيتسبرغ، مؤكدا تضامن الشعب الاسرائيلي مع عائلات الضحايا ومع الطائفة اليهودية في بيتسبرغ ومع الشعب الأميركي في مواجهة “هذه الوحشية البشعة المعادية للسامية”.
وكانت الشرطة دعت بعيد الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (14،00 تغ) سكان الحي الذي يقع فيه الكنيس الى البقاء في منازلهم، مشيرين الى وجود شخص يطلق النار.
وقال متحدث باسم الشرطة لوسائل الإعلام الأميركية في مكان الحادث “إن المشتبه فيه في عملية إطلاق النار اعتقل. لدينا العديد من الضحايا داخل الكنيس وهناك ثلاثة ضباط شرطة أصيبوا”.
وجاء في تغريدة لقوات الامن في المدينة “هناك مسلح يطلق النار في منطقة جادتي ويلكينز وشيدي. تجنبوا هذا الحي”.
وقال نائب الرئيس الاميركي مايك بنس في تغريدة “نتابع المعلومات حول اطلاق النار داخل كنيس “شجرة الحياة” في بيتسبرغ. لنرفع الصلوات من أجل القتلى والجرحى وعائلات الضحايا”.
وقال جيف فينكلشتاين رئيس تجمع فدرالي يهودي في بيتسبرغ لشبكة “سي أن أن”، “أنا حزين ولا أعرف ما أقول لكم. ما كان يجب حصول هذا الامر ولا حصوله داخل كنيس”.
من جهتها اعلنت شرطة نيويورك أنها قامت بتعزيز الاجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة في المدينة.
وجرى الهجوم في حي سكويريل هيل في بيتسبرغ وهو الوسط التاريخي لليهود في هذه المدينة الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة.
وقال حاكم بنسلفانيا توم وولف على تويتر “إثر هذه المأساة علينا أن نبقى موحدين ونتخذ الاجراءات اللازمة لمنع وقوع مآس من هذا النوع في المستقبل. لا يمكننا أن نعتبر هذا العنف أمرا عاديا”.
وتعد ظاهرة العنف والارهاب الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية تعد من اهم وأخطر الظواهر، التي تهدد حياة الكثير من البشر في امريكا التي تعد وبحسب بعض التقارير، صاحبة أعلى نسبة في ارتكاب الجرائم بين جميع دول العالم، ولأسباب مختلفة منها انتشار الاسلحة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والادمان يضاف الى ذلك انتشار العصابات. وبحسب بعض التقارير السابقة فقد ارتفعت معدلات جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 بنسبة 3.4 بالمئة، فيما انخفضت جرائم الممتلكات بـ 2 بالمئة مقارنة بعام 2016.
جاء ذلك في التقرير السنوي لمكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي آي) والذي أشار إلى وقوع 1 مليون و248 ألف و185 جريمة عنف في أنحاء البلاد، أي بمعدل 386.3 جريمة من هذا النوع بين كل 100 ألف شخص، وتشمل جرائم العنف، القتل العمد، والقتل عن طريق الخطأ، والاغتصاب، والسرقة والتعدي باستخدام القوة. وأشار التقرير الذي اعتمد على إحصائيات تم جمعها من 16 ألف و 782 موقعا من بين 18 ألف و481 موقعا من مختلف أنحاء البلاد، إلى أن عدد جرائم القتل فقط في عام 2016، بلغ 17 ألف و 250 جريمة مقارنة بـ 15 الف و 696، عام 2015. ووصل عدد جرائم الاغتصاب في العام الماضي 95 الفاً و 730، بزيادة 4.9 بالمئة عن عام 2015 الذي شهد 90 الفاً و 158 جريمة اغتصاب.
ولفت التقرير إلى أن عدد الجرائم التي وقعت ضد الممتلكات في 2016 بلغ 7 ملايين و 919 ألف و 35، متسببة بخسائر قيمتها 15 مليار و 600 ألف دولار تقريباً، فيما وصل عدد هذه الجرائم المبلغ عنها عام 2015 إلى 7 ملايين و 993 ألف و 631، بخسائر تقدر بـ 14 مليار و 300 الف دولار تقريباً، وتشمل جرائم الممتلكات، السطو، وسرقة الممتلكات، وسرقة السيارات، والحرق العمد. وبحسب التقرير نفذت السلطات الأمريكية قرابة 10 ملايين و 700 ألف إلقاء قبض خلال عام 2016، وهو رقم مقارب لتقديرات الجهاز الأمني لعام 2015، والذي وصل إلى 10 ملايين و 797 ألف و 88.
9
العنف المسلح في الولايات المتحدة وبحسب تقارير رسمية يسفر عن عشرات الآلاف من القتلى و الجرحى سنوياً. في عام 2013، تم تسجيل 73.505 إصابة غير مميتة بأسلحة نارية ( 23.2 لكل 100,000 مواطن أمريكيى)، و 33.636 حالة وفاة بطلق نارى (10.6 لكل 100،000 مواطن أمريكى).
هذه الوفيات عبارة عن 11.208 جريمة قتل، و 21.175 حالة انتحار، و 505 وفيات ناجمة عن إطلاق الأعيرة النارية دون قصد، و 281 حالة وفاة ناتجة عن استخدام الاسلحة بهدف غير محدد.
و من إجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة في عام 2013 ، والبالغ 2.596.993 ، كانت نسبة 1.3٪ مرتبطة بالأسلحة النارية.
فتعتبر حيازة و مراقبة الأسلحة النارية من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل في البلاد.
سجلت 8.885 جريمة قتل مرتبطة بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة عام 2012.
و كانت نسبة 64% من الوفيات المرتبطة باستخدام الأسلحة النارية، حالات انتحار.
في عام 2010 ، كان هناك 19.392 حالة انتحار مرتبط بالأسلحة النارية ، و 11.078 حالة قتل مرتبط بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة.
في عام 2010 ، تم الإبلاغ عن 358 جريمة قتل تتضمن استخدام بندقية بينما تم الإبلاغ عن 6.009 التي تتضمن استخدام سلاح يدوى ؛ تم الإبلاغ عن 1.939 حالة أخرى باستخدام نوع غير محدد من السلاح الناري.
استخدمت الأسلحة النارية لقتل 13.286 شخصاً في الولايات المتحدة في عام 2015 باستثناء حالات الانتحار. قُتل ما يقرب من 1.4 مليون شخص باستخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة في الفترة بين 1968 و 2011. ويشمل هذا العدد جميع الوفيات الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية ، بما في ذلك حالات الانتحار والقتل والحوادث.
بالمقارنة مع 22 دولة أخرى عالية الدخل ، فإن معدل جرائم القتل المرتبطة بالأسلحة بالولايات المتحدة ارتفع بحوالى 25 مرة.
على الرغم من أن لديها نصف سكان الدول ال 22 الأخرى مجتمعة ، فإن الولايات المتحدة كانت تمتلك 82٪ من مجموع قتلى الأسلحة، و 90٪ من مجموع النساء اللواتي قُتلن بالبنادق ، و 91٪ من الأطفال تحت سن 14 عامًا ، و 92٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا قتلوا بالبنادق. [10]في عام 2010 ، كلف المسلح دافعي الضرائب الأمريكيين حوالي 516 مليون دولار في تكاليف المستشفيات المباشرة.
يُعد العنف المسلح الأكثر شيوعًا في المناطق الحضرية الفقيرة وكثيراً ما يرتبط بعنف العصابات ، والتي غالباً ما تشمل الذكور المراهقين و الشباب البالغين .
على الرغم من تغطية إطلاق النار الجماعى على نطاق واسع في وسائل الإعلام ، فإنإطلاق النار الجماعى في الولايات المتحدة تمثل جزء صغير من الوفيات المرتبطة بالأسلحة
وتواتر انخفاض هذه الأحداث بشكل مطرد بين عامي 1994 و 2007 ،آخده في الزيادة بين عامي 2007 و 2013.
حاولت التشريعات على المستوى الفيدرالي والحكومى والمحلي معالجة العنف باستخدام السلاح من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب ، بما في ذلك تقييد شراء الأسلحة النارية من قبل الشباب وغيرهم من السكان “المعرضين للخطر” ، وتحديد فترات الانتظار لمشتريات الأسلحة النارية ، وإنشاء برامج إعادة شراء الأسلحة ، إنفاذ القوانين و استراتيجيات حفظ الأمن و المظام العام ، والحكم الصارم على منتهكي قانون السلاح ، وبرامج تثقيفية للآباء والأمهات والأطفال ، وبرامج التوعية المجتمعية. على الرغم من القلق واسع النطاق بشأن آثار العنف المسلح على الصحة العامة ، فقد حظر الكونغرس مراكز مكافحة الأمراض من إجراء البحوث التي تدعو إلى تأييد السيطرة على السلاح.
وقد فسر مركز مكافحة الأمراض(CDC) هذا الحظر ليشمل جميع البحوث المتعلقة بمنع العنف المسلح، وبالتالي لم يمول أي بحث حول هذا الموضوع منذ عام 1996.