كتب : مكرم_العزب
*في الأيام الأخيرة وبدون أي مقدمات،بدأت المكينة الاعلامية التابعة للاخوان ،بما فيها القنوات الرسمية التابعة للشرعية بصب غضبها على التحالف والشرعية ،وتحملها كل أسباب الفشل في تحرير اليمن من قبضة الحوثيين في المحافظات الشمالية ومن الإنتقالي في المحافظات الجنوبية ،ولم يعد للتحالف والشرعية عندهم أي رصيد أو ايجابية واحدة.*
*ومهما يكن فنحن نعرف بأن التحالف العربي بقيادة السعودية ارتكب أخطاء كثيرة في ادارة الصراع،والوقوف مع الشرعية في استعادة الدولة اليمنية، ولكن قبل أن نحاسب التحالف ينبغي أن نحاسب أنفسنا ،فقد قيل : إذا كان ربُّ البيت بالدفي ضاربا ،فشيمت أهل البيت كلهم الرقص ،وإذا كنت أنت صاحب الشأن لم تساعد نفسك ،ولم تقدم حلولا ومقترحات وخططا عملية للتحرير ،كما لم تقم بتصويب وتصحيح أخطاء التحالف الميدانية والسياسية في حينه، ولم تبحث عن سُبل عملية بديلة لايقاف أي أخطاء ترتكب، بل كان كل من ينتقد التحالف والشرعية،بغرض التصويب والتقييم، أُتهم بالعميل والخائن والحوثي والعفاشي ،بل والكافر، واليوم وبعد ست سنوات من الحرب تريدون الناس أن يصدقوا الحملة الاعلامية الموجهة ضد التحالف ،وأن يكونوا مع هذه الحملة التي تخون دول التحالف والشرعية.*
*أليس الأحرى بنا جميعا أن نراجع مواقفناوننتقد أنفسنا اولا ،وأن نكون صادقيين مع أنفسنا في تشخيص أخطائناولو مرة واحدة، ،حتى نستطيع أن نبي موقفا حقيقيا متزنا في الخروج من مشكلتنا و معالجة ما يمكن معالجته ،ولنبدأ بأنفسنا أولا مصداقا لقوله تعالى : “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فهذا ناموس الله وسنته في الناس ،فكيف تريد من المنجد والمسعف أن ينقذك -كغريق – ويخرجك إلى بر الأمان وأنت لا تريد مساعدة نفسك؟!*
*أيضا نسأل: هل المقصود ب”الشرعية” الرئيس هادي فقط ،أو كل من عمل مع الرئيس هادي منهم : نائبه ، ومستشاريه وأعضاء حكومته وقادات معسكراته ،ونواب الشعب ،ودبلوماسيه وكل من تولى مهام في ادارته؟*
*أعتقد أن مسؤولية الفشل لا تعود للرئيس هادي لحاله ،ولكن الفشل يتحمله جميع هؤلاء ،فهم من يمثلون الشرعية وهم الشرعية نفسها، وهؤلاء المسؤولين لم يحترموا أنفسهم ،فكيف سيحترمهم الأخرون ،وإذا كانت الشرعية ممثلة بهادي ورجاله وقاداته العسكريين ومستشاريه وحكومته لم يحترموا أنفسهم كرجال دولة أمام دول التحالف وأمام مواطنيهم وأمام العالم وفي ست سنوات مارسوا كل أنواع الفساد والتسيب والاهمال، وعدم الاهتمام بخدمة مواطنيهم ،وانشغلوا بالمخصصات المالية بالعملة الصعبة والسفريات وتوظيف الأقارب وحجز المناصب لذويهم واقاربهم ، وتقاسم ثروة البلد ،وحشوا الجيش بالوهمين والمكررين ، وجعلوه جيشا حزبيا يتولى قياداته مجموعة من المدنيين الذين لا يملكون أدنى الخبرات العسكرية ،واداروا الدولة بطريقة العصابات والمليشيات، حتى وصل بمسؤولين هادي وشرعيته ببيع المواقع القيادية المدنية والعسكرية والترقيات حسب الدفع بالمزاد,ثم بعد ذلك يأتون ليرموا بأخطائهم على الأخرين وعلى دول التحالف.*
*سيقول البعض متعذرا لم يعطهم التحالف الفرصة، نقول لهم ،أين أنتم منذ ست سنوات صامتون ولم نسمع لكم نخس الا اليوم؟ ،وأين ذهبت الأموال التي سُلمت لكم من التحالف وغيره في هذه السنوات؟ واعيدوا النظر فيما تم نهبه من حقوق الجنود ،والموظفين في مواقعكم المدنية والعسكرية،ولماذا لم تختار الشرعية محافظة مناسبة لتكون عاصمة مؤقته لليمن؟ وتحميها بألوية عسكرية تتبع الشرعية وتأتمر بأمر قائدها الاعلى،وتعيد كل المؤسسات المدنية الصانعة لقرارها مثل مجلس النواب والحكومة وكل أحهزة الدولة، وقد مرت ست سنوات ،ولم نر من الشرعية صوابا واحدا باتجاه مأسسة الدولة، وتحسين صورتها ،وارساء مداميك الثقة مع الاخرين المتحالفين معنا في حربنا ضد الانقلابين الحوثيين والدولة الصفوية ،لم نسمع بمحاسبة أو اقالة مسؤولا واحدا.*
*ففي ست سنوات أجاد رجال الشرعية صناعة الفشل، ولم يجيدوا إدارة الصراع نحو النجاح، والاستفادة من كل الفرص والامكانيات ، وتوظيفها توظيفا صحيحا ،كل ذلك يؤكد لنا جميعا بأن رجالات الشرعية وسياسيها وكل من أعتمد عليهم هادي فاشلون وليسوا أهلا لثقته أو ثقة شعبه، وإذا كان هادي جادا باصلاح ما أفسدته ست سنوات من حكمه،فعليه أولا أن يعيد ترتيب بيته، وليتخلص اولا من وباء النفعين والوصوليين والانتهازين حوله ،وليتحرر من القيود التي كبل نفسه بها ،وليبحث عن معادن الرجال والقيادات الوطنية الشابة والمخلصة…والدهر فقيه*