كريتر نت – متابعات
أعرب روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن الانزعاج مما وصفه بالوضع اليائس في اليمن في ظل نظام صحي على حافة الانهيار.
وقال المتحدث -في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة – إن هناك خشية من فقدان أرواح لاحصر لها بسبب وباء كورونا وأيضا بسبب الملاريا وحمى الضنك والكوليرا وأمراض أخرى، وحث الجهات المانحة على تقديم الإغاثة الفورية لمساعدة الملايين الذين عانوا بالفعل من خمس سنوات من الحرب.
وأشار إلى أن اليمن في سباق مع الزمن حيث يحتاج قرابة 24 مليون شخص إلى المساعدة، منوها بأنه سيتم إغلاق أكثر من 30 برنامجا من 41 برنامجا تدعمها الأمم المتحدة في اليمن خلال الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم تأمين أموال إضافية.
وأوضح المتحدث، أن مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، تلقى تقارير عن المستشفيات التي ترفض المرضى في اليمن والذين كانوا يعانون من الحمى الشديدة وصعوبات في التنفس، لافتا إلى عدم وجود أسرة لاستقبال المرضى وأيضا القليل من المعدات وعدد قليل من الموظفين وقلة الإمدادات بالمياه النظيفة، مبرزا أن العاملين الصحيين لايملكون معدات الوقاية من فيروس كورونا ومعظمهم لايتلقون رواتبهم مما أدى إلى عدم قيامهم بواجبهم.
ونوه بأن اليمن سجلت رسميا 500 حالة إصابة بفيروس كورونا، وأن التقارير الرسمية متخلفة كثيرا عن الإصابات الفعلية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع في الشمال، لافتا إلى أن معدل الوفيات الإجمالي يبلغ حوالي 20 %.
ودعا المتحدث باسم المفوضة الأممية، أطراف النزاع في اليمن، إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، واتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية اليمنيين وضمان حصولهم على العلاج الطبي والمعلومات لاحتواء انتشار الفاشيات المميتة الحالية هناك، كما حث على السماح بالوصول دون عوائق وتسليم المساعدات الإنسانية التى تشتد الحاجة إليها، للمدنيين في جميع أنحاء اليمن.
والخميس، قالت الحكومة اليمنية، إن حوالي 30 مليون يمني يواجهون خطر الإصابة بـ 6 أوبئة في مقدمتها فيروس كورونا.
جاء ذلك في كلمة لوزير الصحة اليمني ناصر باعوم خلال اجتماع افتراضي لوزراء الصحة العرب.
وذكر باعوم، أن 30 مليون يمني (عدد سكان الدولة) يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا، وأوبئة الملاريا، وحمى الضنك، والشيكونجوليا، والكوليرا، والتيفوئيد”.
وتسببت سيول ناجمة عن منخفض جوي في أبريل الماضي، بتفشي أوبئة أودت بحياة المئات، وإصابة آلاف اليمنيين دون وجود إحصائية رسمية بالعدد الحقيقي للضحايا.
وطالب باعوم، “بتدخل دولي عاجل لدعم القطاع الصحي ومساندة جهود الحكومة في مقاومة الأوبئة”.
وجدد الوزير اليمني اتهام الحوثيين، “بإخفاء الأرقام الحقيقية لضحايا فيروس كورونا في مناطق سيطرتهم”.
وحتى مساء الخميس، سجل اليمن 591 إصابة بكورونا، بينها 136 وفاة، و23 متعافيا.
ولا تشمل هذه الحصيلة الإصابات في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي التي أعلنت حتى 18 مايو الماضي، تسجيل 4 حالات فقط بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية لها بالتكم عن العدد الحقيقي للضحايا.
فيما عزت مجلة “تايم” الأمريكية انخفاض الأرقام الرسمية للإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، إلى قلة إجراءات الفحص لاكتشاف المصابين، الأمر الذي يجعل الفيروس ينتشر في الخفاء.
جاء هذا في تقرير نشرته المجلة الأمريكية على موقعها الإليكتروني تحت عنوان:” رسميا.. اليمن لديه واحد من أقل إحصاءات الإصابات بكوفيد 19 في الشرق الأوسط. وحقيقة الأمر أن الفيروس ينتشر في الخفاء وفي غياب الفحص”.
ونقلت المجلة عن محمد عبد الرحيم نائب منسق مشروع العلاج بالمركز قوله عبر الهاتف من عدن:” بعد سنوات من الحرب، بعد سنوات من عدم وجود خدمات مناسبة، الناس عموما لا يثقون فيما تقوله وسائل الإعلام ولا يثقون في السلطات”.
وأضاف:” في البداية كان لدينا فريق طبي يصاب بالمرض. كانوا على اتصال مباشر بالمرضى دون تدابير وقائية، مثل وضع الكمامات، هم فقط تعاملوا معه كمرض عادي”.