كتب : محمد الثريا
قبل ساعات ربما فقط..! السلطات السعودية تنذر مسؤولين بحكومة الشرعية اليمنية بانتهاء مدة الاقامة المجانية على أراضيها..
ولك تفسير الخطوة السعودية هذه !
لكن لاحظ هنا ان الموضوع فيه انذار او قل اشعار انتهاء وليس تجديد تلقائي كما جرت العادة طيلة سنوات ماضية ..
عموما لم يعد بالإمكان اخفاء مسالة ان هنالك انشقاق وتشرذم واسع تعيشه الشرعية حاليا ولأسباب تحدثنا عنها سابقا.
لكن ما اود الاشارة اليه هنا وبالعودة الى خيار التصعيد العسكري الاخير الذي اتخذه صقور الشرعية الذين لم يرقهم اتفاق الرياض منذ البداية سوف نجد ان المشهد او الاطار السياسي للشرعية نفسها بدأ بالتأكل فعلا وان قياداتها شرعت حقا بالتهام بعضها وهو ما يفسر حالة التخبط في مسار قرارها السياسي وانقسامه مابين ملتزم باتفاق الرياض ازعجه كثيرا تصعيد قياداته العسكرية اليوم وآخر رافض للاتفاق اساسا ووجد ضالته في التعبير عن ذلك عبر دعمه وتمويله لخيار المواجهة مع القوات الجنوبية المؤيدة للاتفاق ..
وبطبيعة الحال فقد تقاطرت ملامح تلك الانقسامات في جسد الشرعية منذ مدة وكان متوقعا ان تبدو منظومة الشرعية حينها برأسين متصارعين ولاحاجة ربما في إستعراض جملة البيانات والتصريحات النارية التي تبادلتها قيادات الشرعية فيما بينها خلال الفترات الماضية للتاكيد عن مدى بلوغ ذلك التناقص والصراع بينها مبلغا عميقا قد يؤدي بالنهاية الى زوالها وطي صفحتها للابد.
المهم سيقت الخراف الى حيث أراد الذئب واضحت الشرعية اليمنية كما هي حال اليوم شرعية منهارة مشتتة وهزيلة للغاية والاسؤ من ذلك ان تم إفراغ قرارها السياسي الذي تستمد منه ثقلها وحضورها ككيان يضم الجميع ويوحد الصف باتجاه العدو الحوثي كما يفترض ..
ما يحدث من مواجهات في تخوم مدينة شقرة لن يتجاوز خطوط التحالف وفي الاول والاخير ستعود الاطراف الى الحديث عن ضرورة تطبيق اتفاق الرياض باسرع وقت ممكن ليبدو ان كل ما حدث حينها كان مجرد عملية اوعز بها التحالف ويمكن وصفها بإدارة لغربلة اضطرارية تطلب القيام بها قبيل تطبيق الاتفاق بعد ان سمحت السعودية لفصيل ما بان يمارس دور صاحب قرار الحرب وشن هجوم ارتجالي باتجاه عدن .
وهو بالمناسبة يظل هجوما لا طائل منه خصوصا وان الرؤية الاقليمية والدولية قد اتضحت نوعا ما حول مستقبل الجنوب السياسي والقوى الفاعلة فيه وهو ما يتعارض كلية مع اي قرار او جهد يسمح بدخول قوات عسكرية الى عدن من شانها ان تربك المشهد السياسي والامني وان كانت تحمل صفة قوات شرعية ..
إذن سيتضح لك هنا ان فصيل الشرعية ذاك وبما يصنعه اليوم من تصعيد عسكري عبثي انما يريد ايصال رسالة مفادها ان مسالة تجاوز قياداته واقصاءها عن المشهد القادم ليس بالامر السهل وان ثمة اخرون يحملون صفة الشرعية ايضا ولهم رؤية مغايرة تتبنى فكرة عدم السماح بتاتا لاي مشروع جنوبي تحرري بان يحكم او يدير مناطقه طالما وان الغاية الاخيرة هي استعادة الجنوب وحرمان تلك القوى وفصيلها الشرعي من زهو السلطة والثروة.
وبالمحصلة اظنه لم يبق من دنو فرضية الصراع الداخلي الذي بات يعصف بالشرعية اليمنية نحو التماسها واقعا وتحولها الى حقيقة مؤلمة سوى ان تدشن بنود اتفاق الرياض عمليا لتشاهد بعدها فضاعة الانقلابات التي ستحدث في المواقف والصور النمطية لقيادات طالما تغنت بالدفاع عن الشرعية والولاء للتحالف وللرئيس هادي وسيتاكد لك حينئذ ان ما يحدث اليوم ليس الا مقدمة لتلك التوقعات وان مشهد اليوم ما هو الا أحد فصول ملحمة انقلاب الشرعية على نفسها.
# شخصيا أرى حالات إنتحار سياسي وشيكة تلوح في أفق الشرعية ..ولاغرابة.