كتب : مراد حسن بليم
تباهت دائرة الامداد العسكري بوزارة دفاع الشرعية بتوزيع بعض الكمامات ذات الصنع المحلي بلونها الاخضر على المقاتلين في جبهات الضالع وكرش الذي لا ينقصهم في عرف دائرة الامداد ومديرها شيء سوى الكمامات ، معدين تلك الخطوة انجاز عظيم ومارافق توزيع تلك الكمية من ضجيج اعلامي فارغ ..!
المقاتلين بحاجة الى راتبهم الموقوف منذ اربعة اشهر وليسو بحاجة الى كمامات تثير بهم الخوف من فيروس كورونا ، هم بحاجة لتزويدهم بالذخائر والسلاح النوعي ليتمكنوا من مواجهة حشود الحوثي المتواصلة وهجماته المستمرة ، يحتاجون الى تغذية وامداد ورعاية اسر رفاقهم الشهداء وعلاج رفاقهم الجرحى الذين تعفنوا بجراحهم ولم يجدوا قيمة حبه دواء في الوقت الذي يرفل ابناء وذوي مسئولي الشرعية بالرخاء والنعيم في الفنادق والحدائق ومتنزهات العالم ..
المقاتلين الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء في عز ايام الشتاء ولم يجدوا بطانية واحدة تقيهم البرد في جبهات الصمود والشرف والذين قدموا ابلغ صور التضحيات ، لا يحتاجون الى ما يقبهم من فيروس كرونا ، بل هم بحاجة ماسة الى العتاد العسكري ليواجهون به فيروس مليشيات الحوثي التي تقانل باسلحة التحالف الحديثة التي غنمتها في نهم والجوف واللبنات .!
المقاتلين يا مدير دائرة الامداد لا يحتاجون الى كمامات ، بل الى ما يعينهم على تأمين الغذاء والدواء لاسرهم واطفالهم كي يصمدوا في المتارس ، يحتاجون الى اجراءات مسئولة تضمن صرف مرتباتهم شهريا كي لا يخافون من عوز اسرهم او موت اطفالهم جوعا في انتظار علبة حليب ، يحتاجون الى توفر الاحساس لدى قيادة وزارة الدفاع ودوائرها وقادة الويتها الغارقين بالنهب والفساد وخصم المرتبات وتقاسم حقوق المقاتلين وبيع العتاد والاسلحة ..
لقد بلغ بكم الوهن منتهاه الى الدرجة التي تعجزكم عن معرفة ماذا تحتاج الجبهات لتنتصر على عصابة مرغت وجوهكم بالتراب في جبهات التباب ، ومنيت جيوش الكشوفات بالهزائم المتلاحقة ، وذلك امر يفوق التصور ،، فكيف لنا مع هذا كله ان نراهن عليكم في قدرتكم على استعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب والتفاعل مع قضاياه وأنتم بهذه السطحية والخواء توزعون كمامات بدلا من الاسلحة .؟!
تحية بحجم السماء للابطال الاشاوس في جبهة الضالع ، قلعة الصمود وكل الجبهات الصامدة ، تحية لهم وهم يشمخون بهاماتهم ويصنعون النصر ولا سواه غير آبهين بخذلان اللصوص والفاسدين في شرعية مختطفة من قبل أدوات لا هم لها غير الاستحواذ والنهب وممارسة الفساد بابشع صورة ، ادوات اقصائية عنصرية تتعامل مع حقوق الشهداء وفق الولاء لها وليس للوطن ، وتتعامل مع الجبهات وفق حساباتها الخاصة الرخيصة .