انيس ديان
زرعتُ حروفا قصيدة ثيب في حديقة الليل …. لا أدري كم قطرات من دمعي
ستقنع التراب ان لا يطير, لكن الوقت مضى سريعا .
التاسعة مساءا …
موعد خوفي قد حان !!!
علي ان اترك عشاء الليلة حتى لا أغري كوابيسي .. و اقرأ ماتيسر
لاطرد قبائل الجن من دمي المحتقن في رأسي..نمت حالما وفي فمي
حلمة مريرة وقاسية لم تكن لأمي
سرقتُها من بائعة حليب متجولة في حارة اليتامى سقطت منها وهي تطارد طفلا نتف حلمتها الأخرى وهرب .
ومع ضجيج شخيري رأيت أمي تفترش زاوية الرواق حيث تتكدس القمامة تنفض عن كسرة الخبز اشلاء الذباب و السوس وتقضمه حتى معصمها، وأبي بجوارها منهمك بالبحث عن نظارته وقناة الاخبار في مذياعه القديم تعلن نبأ اغتياله .
هناك خطأ ما !!
ربما نمت على جانبي الايسر .. أو… لا أدري !!
أكملت نومي محتضنا وسادتي، والسؤال حربة مسمومة في دماغي المجهد .
أطلت الشمس بوجهها الصحو ففرت كل الصور العاهرة من شظايا المرآة المحطمة في فناء الذاكرة .
فززت من سريري ..هرولت الى الخارج ..تعثرت بثانية كانت تسابقني ،ثم نهضت وسرت بخطى متثاقلة حتى الحديقة ..لم ينبت حرفا من بذور القصيدة .نبشت التراب لأعيد الخراف الثمانية والعشرين الى حنجرتي.
لكن عبثا كنت أفعل !!!
السابعة صباحا ..موعد الجريدة وفنجان الشاي المهّيل واحتراق أولى سجائري التي لو قُدّر لها الكلام لصرخت في وجهي ؛ أيها الفظّ ..ارتشفني بلطف.. ضعني بين شفتيك لا أسنانك .