سالم فرتوت
عندما بلغ الستين فكر جديا في
النهاية المأساوية لكل كائن حي ،فقال في نفسه من الممكن أن أعيش حتى ابلغ السبعين عاما ..امامي عشر سنين.
هدأت نفسه. .بداله ان عشر السنين طويلة. لكن الأرض والشمس سرعان ما التفتا على سنينه العشر ووجد نفسه قد بلغ السبعين عاما.
وجم المسكين ،ويمم وجهه باتجاه المشرق يتأمل وجه الشمس الذهبي موشى بلون قرمزي لحظة ميلادها . ..ونظر إلى السماء زرقاء ،ثم وقعت عيناه على شجرة خضراء غضة ،وإلى جانبها شجرة عجوز في سنه أو أكبر منه .آه !إنه يود أن يعيش عشر سنين أخرى!ذلك ممكن،فهناك اناس عاشوا حتى بلغوا الثمانين .
وعاش عشر سنين وبلغ الثمانين.ونظر ذات ليلة إلى وجه القمر اخضر وفضي وبرتقالي ،وأصغى إلى همس الليل، وقال قد أعيش حتى ايلغ الخامسة والثمانين! وارتاحت نفسه، ولم يبال بتلك اللحظة التي تنقض فيها يد النهاية على أنفاسه. ومااسرع مرور الزمن!فقد مرت خمس السنين وصار في الخامسة والثمانين. .حزن ،وتخيل نفسه في قبضة الغياب الأبدي، حيث يلقي به المشيعون في حفرة بطول قامته واقفاً ومستلقيا . ولكن لا ،فمن الممكن أن يعيش خمس سنوات أخرى حتى يبلغ التسعين !أو لم يعيش أناس تسعين عاما؟! وبالفعل أكمل التسعين. تشبث بالحياة أكثر وقال:(حسنا من الممكن أن أعيش حتى ابلغ المائة )!
وبلغ المائة. .وهنأه معارفه ببلوغ المائةعام متمنين له مائة عام أخرى! لم لا ؟وطمع في مائة سنة أخرى! ولم يغب عنه أنها حتما ستنقضي فود أن لا تبغته تلك الحظة المزعجة التي تنهي كل شيء.
7فبراير 2020م