كريتر نت / متابعات
تمكن حزب الإصلاح اليمني خلال سنوات الحرب في اليمن من الاستحواذ على المناصب ومراكز النفوذ، وسيطر تقريبًا على قرار الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وفقًا لمحللين ومصادر يمنية.
وتتهم أطراف يمنية عديدة حزب الإصلاح وقواعده بالتلكؤ الواضح في حسم المعركة مع الميليشيات الانقلابية، خاصة وأن الجبهات التي يسيطر عليها في شمال البلاد لم تحقق أي تقدم ملحوظ خلال سنوات الحرب، مقابل انتصارات وتقدم كبير للقوات الجنوبية التي تمكنت من الوصول إلى الأطراف الجنوبية من محافظة الحديدة غربي اليمن.
ويعزو محللون سياسيون ذلك لعدم جدية حزب الإصلاح في حسم الحرب، بينما ذهب آخرون إلى اتهام الحزب بالتواطؤ مؤخرًا مع الحوثيين بمباركة قطرية.
حيث برهنت جملة الأحداث التي شهدها اليمن خلال الأيام الماضية، على أن قطر تقوم بدور المحلل للتحالف الإيراني التركي باليمن، وأن ذلك واضح من خلال رعايتها لتصعيد جناح الإخوان داخل الشرعية الذي يستهدف بالأساس نقل الشرعية إلى المعسكر التركي الإيراني بشكل علني.
حيث تأتي، مواقف الميسري والجبواني وعدد من المسؤولين الحكوميين الآخرين التي تستهدف التحالف العربي هذه المواقف التي لا تزال تحظى بغطاء من داخل مراكز قوى نافذة في الشرعية، تعمل على ابتزاز التحالف من خلال توجيه رسائل ضغط سياسي وإعلامي عبر قيادات تحتفظ حتى اليوم بصفاتها الرسمية في الحكومة بالرغم من إعلانها الصريح لمعاداة التحالف العربي والانضمام إلى محور قطر – تركيا المناهض لدول التحالف.
وتكمن مظاهر الدور القطري الخادم لتركيا وإيران في التنسيق بين مليشيات الإصلاح الإرهابية ونظيرتها الحوثية، والدفع باتجاه استهداف القوات الجنوبية، وقيام حزب الإصلاح بتقديم معلومات عن تحركات القوات الجنوبية حتى يسهل استهدافها من جانب الحوثي بما يصب في صالح الحوثيين وإخوان اليمن.
وتأتي هذه السياسيات ترجمة لتمكين الأمير تميم بن حمد لتركيا وإيران من السيطرة على مفاصل الدوحة، بعد أن وقع اتفاقية عسكرية مع تركيا سمحت لاحتلال الدوحة بعد إرسال قوات من الجيش لحماية تميم من غضب شعبه.
وتجنيس قيادات أتراك بالجيش القطري وتفضيلهم على قوات بلاده وتقديم امتيازات للمستثمرين الأتراك بالدوحة كنوع من دفع الجزية لأنقرة، الأمر الذي تسبب في بسط تركيا لنفوذها اقتصاديا في قطر.
كما لجأ تميم إلى الحرس الثوري لحمايته، مقابل فتح الأسواق القطرية أمام بضائع طهران لتنشط تجارتها، حيث مئات الأطنان من الأغذية الإيرانية تغزو يوميا أسواق قطر، وإنشاء منطقة حرة معفاة من الضرائب أمام الإيرانيين معرضا بلاده لوضعها تحت طائلة العقوبات الأمريكية، بالإضافة إلى حشد إيران لقواتها البحرية فى مضيق هرمز لتهديد التجارة العالمية.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن ما فعله تميم يمثل تهديدا للأمن في الشرق الأوسط بأسره، بحشد القوى المتشددة في المنطقة، من قبيل الميليشيات الموالية لإيران والتي تتلقى تدريبات فى قطر، الأمر الذي يزيد من مخاطر النفوذ الإيراني مع حرية الحركة التي باتت تحظى بها القوات التركية فى قطر، بموجب الاتفاقية العسكرية الأخيرة بين نظام تميم بن حمد وحكومة أنقرة.