كتب : ابو_عهد_الشعيبي
كيف نصل إلى مرحلة الإطمئنان التام كشعوب في معيشتنا وإستقرار اوطاننا أمنيا وسياسيا واقتصاديا وتجاه مستقبل اولادنا ، وإلى درجة الثقة التامة بحكامنا وقادتنا وجيوشنا ..؟
للإجابة على هذا السؤال الهام جدا سأحاول وضع بعض الأفكار والاقتراحات المتواضعة محددة بنقاط ولن اتحدث عن العرب وحال العرب البائس ومتطلبات الأمة بأكملها لان حديث من هذا القبيل في هذه المرحلة ليس منه جدوى ا كون الشتات الذي تعيشه اوطان العرب ابلغ وأعمق من كل وصف قد نكتبه ( باختصار حال الأمة لا يزال متاهة لا نهاية لها وصعب حصره في سياقات محدده بغرض المعالجات ) ..
نطاق جغرافيا الجزيرة العربية ومصر نطاق تكاملي جغرافيا وإقتصاديا وأمنيا وسياسيا وملاحيا بين دوله وهو المحور الأهم والمرتكز الأساس لصناعة أبرز تحولات واحداث العالم بأكمله ، ولأنه كذلك فاني أعتقد بانه من الممكن ان يتحقق للعرب كل العرب لاحقا ومستقبلا الكثير إنطلاقا من هذا المربع الإستراتيجي إذا ما قُيمت أوضاعه الراهنة بشكل سليم ولإعتبارات كثيرة لا مجال لحصرها بهذا الحيز ..
اما عن دمشق فقد ذهبت منا لعقود قادمة وقبلها بغداد وبعدها صنعاء وإلى أجلا ليس له مسمى ، وبذلك أصبحت إيران الشر تمتلك نفوذ شاسع وواسع في كافة ارجاء الوطن العربي من خلال سيطرتها المباشرة بأدواتها المحلية والغير مباشرة كسياسات وتوجهات على هذه العواصم بكل ما فيها ولا ننسى بان تحالفات إيران على المستوى الدولي أيضا قائمة وذات تأثير وهي واضحة المتانة والقوة أيضا ..
كما اعتقد بان الحاكم العربي والخليحي تحديدا لا بد ان يدرك بان الصراع مع إيران واطماعها وعدوانيتها هو صراع عقدي ابدي ولا مجال للحديث عن تفوق عربي بهذا الصراع المتجدد ونحن في حال لا يرتقي لمستوى التحدي ..
وعليه دعوني اكون صريح ودغري بدون تدليس ولا نفاق في إبداء رأيي هذه المره ، صحيح نحبك يا جلالة الملك سلمان ونؤيدك يا سمو الأمير محمد وإلى جانبكم بقناعة وعن وفاء يا ابناء زايد ولكنكم قطعاً جميعكم لن تكونوا قادة النصر على إيران في الصراع القائم اليوم مهما بذلتم ومهما بلغتم من قوة في العتاد والتسليح وعلم وخبرات والخ ، ونستشف ذلك من تجربة صراع وحرب عمرها خمس سنوات مع عصابة من عصابات ايران .
وعليه ومن منطلق الحرص اسمعوا مني يا حكام الخليج وأتبعوا التالي أن اردتم المنعة والعزة والقوة لشعوب ودول منطقتنا باذن الله تعالى والامر كما أظن قد يندرج ضمن المعالجات الإستراتيجية البعيده لمشكلات امتنا وللخروج من حال لا يحسدنا واياكم عليه حتى إبليس الرجيم .
أولا أن يعيد حُكام السعودية والإمارات ومصر والكويت التقييم والمراجعة بشكل عميق وجاد ومحسوب لكل الموجود من معطيات على ارض الصراع اليوم ، هذه المراجعة الشاملة التي نطلبها لا بد ان تتحرك لتُخلص إلى فهم سليم وصحيح لكل معطيات الارض بكل مشاهدها وتداخلاتها وأبعاد تأثيراتها سلباً وإيجابا على المستقبل ..
ثانيا : نعم السعودية ومصر جناحي الأمة العربية ولكن الرسم السياسي والعسكري المستقبلي الذي لا بد من وضعه للخروج من حال الضعف والهوان إلى فضاء النهوض لا بد ان يأخذ بالاعتبار إعادة توزيع المهام والأدوار من خلال اعتماد معايير النهوض بالواجب وفق أُسس حقيقية وبالعودة إلى التاريخ القديم والحديث بكل شواهده ووقائع نجاحاته وإخفاقاته وعلى أساس قدرات وميزات كل بلد ، وبموجب ذلك لا بد ان تُسلم مصر الرأس القيادي السياسي والعسكري للعرب وللسعودية الديني والإقتصادي ، وللإمارات والكويت محاور الربط المؤسساتي والمعلوماتي واللوجستي ولقيادة جهود التفاهمات دوليا ..
مصر هي رافعة الأمة العربية ورائدة المنطقة ولكي تعود لموقعها الريادي لقيادة العرب فالصحيح ان يتقوى جيشها الوطني الكبير بكل متطلباته وأن تنهض مصر بوضعها الإقتصادي لتتحسن معيشة ١١٠ مليون مصري وذلك من خلال ضخ مئتان إلى ثلاث مئة مليار دولار من خزائن الرياض وابو ظبي والكويت والخير وفير ، والمبلغ بهذا الحجم ولا شي أمام ثلاثه اضعافه تم تبديدها خلال اربع سنوات مضت على حرب لا تزال ابوابها مفتوحة، وهذا أمر واجب وبالضرورة لضمان معالجات إستراتيجية حقيقية تعيد للعرب مكانتهم وهيبتهم وتلاحمهم وتقوي صمودهم امام عدوهم الغاشم..
بالتوازي مع ذلك لا بد ان يذهب الجميع للدفع بجهود إنهاء الحرب بين القوات الجنوبية والتحالف من جهة وقوات الحوثي وإيران من الأخرى ، على ان يعقب ذلك حل سياسي يعيد البلدين الى الوضع السيادي السابق لكل بلد ، يتبع ذلك تفرغ خبراء المؤسسات الحكومية الرسمية العسكرية والأمنية والمدنية في دول مصر والسعودية والإمارات والكويت لإعادة بناء مؤسسات دولة الجنوب على أسس عصرية حديثة ومنها بناء جيش جنوبي وطني عربي قوي ..
ولصنعاء ان كان ولا بد من فعل شي لتغيير الحال هناك لصالح العرب كون الشعب البمني هناك مستسلم تماما وجزء منه مغلوب على أمره تحت عسف وبطش مرتزقة إيران فالبحث على الوطنيين المحبين لبلدهم ودعمهم مطلوب لتمكينهم من تسلم الوضع هناك مستقبلا ولو على مراحل والمهمة واقعة على الجميع ..!