كتب : خليل السفياني
يكاد يكون هناك إجماع على أن هجرة اليمنيين هي الأقدم والأضخم بين شعوب العالم ، ويبرر المغتربون اليمنيون هجرتهم بأنهم يسعون لتحسين أوضاعهم الإقتصادية وليؤمنون مستقبل أولادهم .
غير أن الهجرة عقب الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي الإنقلابية ، أضحت عملية تهجير فرضتها ظروف الحرب وتداعياتها الأمنية والسياسية والمعيشية .
تفيد إحصائيات رسمية صدرت عن وزارة المغتربين عام 2014م أن عدد المغتربين اليمنيين حينها 7 ملايين شخص ، يمثلون مانسبته 28% من إجمالي السكان و 40% من إجمالي القوى العاملة .
تقدر تحويلات المغتربين النقدية وغير النقدية بحسب إحصائيات 2014م عشرة مليارات دولار سنويا .
ضخامة التحويلات يوضح بجلاء دور المغتربين في الإقتصاد الوطني بإعتبارهم رافدا أساسيا للعملة الصعبة وبالتالي هم من يحافظون على ثبات قيمة العملة الوطنية وبالتالي الحفاظ على الإستقرار المعيشي .
وكانت إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة التعليم العالي اليمنية في عام 2014م قد كشفت عن وجود أكثر من ثلاثين الف يمني من حملة المؤهلات الجامعية والشهادات العليا والمعاهد المتوسطة يعملون في دول الجوار ودول أخرى ، ولاشك أن هذا العدد قد تضاعف كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية .
كما أن هناك العديد من الكفاءات العلمية من خريجي الدول الأوروبية قد عادت اليها عقب الحرب ، على سبيل المثال المانيا الإتحادية التي عاد إليها خريجيها من الأطباء اليمنيين ، وتم إستيعابهم في المستشفيات والمؤسسات الصحية الألمانية .
حيثما وجد اليمني في دول الإغتراب عرف عنه التزامه بالقوانين والأنظمه وإحترامه للوائح وشروط الإقامة والعمل في دول المهجر ، حيث تنعدم نسبة الجريمة في صفوف المغتربين تقريبا .
إذن وكما أسلفنا فهذا القطاع جزء هام من شعبنا اليمني ، ويقدم خدمات جليلة ، ويستحق الرعاية القصوى عبر معالجة كل النواقص والأخطاء التي يواجهها المغترب اليمني في المنافذ الحدودية وفي بعض بلدان الإغتراب ، والمطالبة من تلك الدول التعامل معهم بشكل إستثنائي نتيجة ظروف الحرب التي تمر بها اليمن ، كما يجب وأن تعمل الحكومة اليمنية على الزام سفاراتنا وقنصلياتنا بضرورة حسن التعامل والإحترام للمغترب اليمني ، وإعفائه أو تخفيف عنه كاهل الرسوم ، وتذليل الصعاب التي تواجهه .
ومن الأهمية أيضا دعم الجاليات اليمنية عبر التواصل الدائم معها من قبل وزارة المغتربين والخارجيه ، لصوغ علاقة عمل وشراكة جديدة تتجاوز العثرات التي ربما أثرت على تلك العلاقة في فترة ما
لكن للاسف افشل وزارة هي وزارة المغتربين بسبب قيادتها
وزارة المغتربين أصبحت عدو للجاليات .
كثير من الشكاوي والمشاكل لم نكن نسمع بها تصرفات وأخلاق مقززة حدثت وتحدث بين أوساط الجاليات وهذا دليل واضح ضعف وفشل وزارة المغتربين والقائمين عليها واختيارها لملحقين بعيدين كل البعد عن الجاليات أو تمكين المرتزقه وأصحاب المصالح وعديمي الضمير لتحملهم مسؤلية الجاليات واستغلال المغتربين
معاناة المغتربين كثيره بل زدادت اوجاعهم والامهم وصرخاتهم
يا فخامة الرئيس فهل كنتم عونا”لهم
الآن استطعت ان استوعب كلمات شاعر اليمن الراحل عبدالله البردوني حين قال ( يمانيون في المنفى .. ومنفيون في اليمن ) وجدت كثيرا من المغتربين اليمنيين – إن لم يكن كلهم – لايستفيدون من وجود سفارات لبلدهم في كثير من البلدان التي يعيشون فيها للأسف فهي مجرد متاحف لصور الرؤساء والعبارت السبتمبرية والاكتوبرية . أو مجرد مكاتب تحصيل لتخليص مايلزم من أوراق الجوازات المفقودة او مكاتب قنصلية لتجاذب اطراف الحديث .
ليس هناك تمثيل حقيقي لحقوق المغترب أو تطوير لحاله أو دفاعا عن ما يواجهه من قوانين مستجدة قد تؤثر على عمله أو الحد الادنى من الدخل الذي يؤمن حياة كريمة .. وهؤلاء هم اليمانيون في المنفى ..
أما المنفيون في اليمن فهم نفسهم المغتربون حين سنحت لهم فرصة طرح قضيتهم أمام مؤتمر الحوار وأمام العالم أجمع من خلاله ، من تعاسة حظهم أوكلت قضيتهم ليتحدث عنها من لايحسن الكلام ، بل إني أعتبره أساء لهم ولحقوقهم ولهذه الفرصة التي كانت ستعني لهم الكثير
من المؤسف حقا هو تواري العقلاء والحكماء والاكتفاء بالمشاهدة على وطن يحترق وشعب ينهار داخل الوطن وخارجه .
إنكم مطالبون الآن بالخروج عن صمتكم والتدخل لانقاذ المغتربين لتقديم الحلول وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإخراج شعبنا من النفق المظلم ومزيد من الانتظار يعني إطباق النفق عليها وخروجها جثة هامدة لا قدر الله .