د . عبدالعليم محمد باعباد
بدايةً لست منتميًا للانتقالي، ولم أصل إلى قناعة للانتماء إليه وهذا رأيي الشخصي .
لكن ذلك لا يمنعني كمتابع للأوضاع التي يشهدها اليمن، و ما يدور في الجنوب، ومحافظتي على وجه الخصوص، أن أقول رأيي فيما يبدو لي من بعض السياسات والتصرفات للقادة السياسيين؛ خصوصاً التصرفات الإيجابية الصادرة من أي سياسي.
لعلّه من المهم التذكير أن رأب الصدع وحل الخلاف و المشكلات بين فرقاء العمل السياسي ظاهرة إيجابية تستحق الإشادة والتشجيع، لأنها تبعث على الفخر والأمل والاعتزاز بمن يسلك هذا السلوك، إذ تدل على عقلية سياسية مرنة، تستشرف خطر الخلافات، وتدرك نتائجها جيداً.
ليس غريباً على الأخ اللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هذا السلوك الإيجابي فيما أعرفه عنه، وفيما يعرفه عنه أبناء الضالع، و البعض من أبناء المحافظات الأخرى.
في أحد صباحات الأيام الجميلة بُعيد تحرير محافظة الضالع من مليشيات جماعة الحوثي، وقبل تولي الأخ اللواء عيدروس الزبيدي مسؤلية محافظ عدن، شرفنا بزيارة ودية إلى منزلنا بقرية خوبر لأجل حل مشكلة عرضية حدثت بين رفاق السلاح من المقاومة في صبيحة يوم التحرير 8 اغسطس 2015م، وكان طرفاها عزيزين غاليين: أخي المقاوم د. محمود محمد عبدالكريم صالح، والأخ المقاوم بكيل العقلة، حيث أصيب أخي المقاوم د. محمود في اللكمة الحمراء آخر معاقل الحوثيين حينها، أثناء عملية التحرير عن طريق الخطأ، وكانت إصابته في الرئة، وبفضل الله شفاه الله من تلك الإصابة القاتلة.
فجاء الأخ/ عيدروس الزبيدي بصفته قائد المقاومة في الضالع ليحل هذه المشكلة.
وتشريفا للأخ عيدروس الزبيدي والواصلين معه، قبلنا بوجوههم، فبعد الترحيب بهم، وقبول وجيههم، قلت لهم لي طلب بسيط ؛ هو أن يحذر رفاق السلاح من توجيه بندقيتهم إلى بعضهم البعض تحت أي مبرر ولأي سبب كان .
ذهب بعدها الأخ اللواء عيدروس الزبيدي قائد المقاومة حينها والجمع الذي معه إلى قرية العقلة لحل مشكلة من نفس النوع، ربما استعصى الحل حينها بذات الكيفية.
لكن إشادته بموقفنا بعد مغادرته عصراً من قرية العقلة كانت فخراً لنا وللجميع.
اليوم وبعد أن ظهرت بعض الخلافات بين رفاق النضال، كانت زيارة الأخ اللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى منزل الأخ النائب صلاح الشنفرى بقرية الغول، كمن يطفئ حريقاً بدت شرارته مشعلة لوحدة الصف، لو لم يكن منه هذا التصرف المحمود، الذي يدل على نبل أخلاقه، وأصالة معدنه، وسعة صدره، وفهمه لأبعاد ونتائج الخلافات، فمبدأ النار من مستصغر الشرر.
و بعد ذلك أحب أن أوجه كلمة لكل من يرى السياسة في إشعال الحرائق، وبث التفرقة، وثقافة الكراهية، ومصادرة الرأي، أنه لا أحد يستفيد من تلك الخلافات إلا المتاجرون بدماء الناس وأرواحهم، ومن يعيشون على نار الخلافات وسمومها، لكن النار إذا اشتعلت ستصيب الجميع، و قد لا يسلم منها مشعلوها، والنافخون فيها.
في الأخير نتمنى على الأخ اللواء عيدروس الزبيدي أن يشمل هذا السلوك وهذا الاستيعاب كل المختلفين معه في الرأي والموقف، بمختلف انتماءاتهم السياسية، وفي كل المحافظات، وأن يسود منطق الحوار مع الجميع، وأن يتم تغليب لغة التوافقات على القواسم المشتركة؛ طالما والجميع يركبون على سفينة واحدة، فهذا هو الطريق السليم الموصل إلى بر الأمان.
كما نتمنى أيكون ذلك ديدن القيادات السياسية بمختلف مواقعها القيادية مع كل شركاء العمل السياسي.
تحية للأخ عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على هذا التصرف الحكيم والشجاع، وبوركت جهوده الرائعة.