كريتر نت / كتب- مرفت الربيعي
14-12-2008م اليوم الذي سُطر وخلد في صفحات التأريخ لم تكن معارك قتالية كتلك التي تعج بها قنواتنا الفضائية والتي سئِم المتابع من أحداثها المملة ، بل كان حدث استغرقت تفاصيلة دقائق إن لم تكن ثواني أمام رئيس أكبر دولة بسطت نفودها في بلداننا العربية بحجة صنع السلام وحماية الأوطان وصون كرامة الانسان وتغنت بحقوق الأنسانية في محافلها وسنت الكثير من القوانين إزاء ذلك وهي بعيدة كل البعد عن كل هذه المسميات ، بسببها تجرعت الشعوب المعاناة والمآسي وذاقت الويلات تحت عباءة الدعم والاسناد للحفاظ على بقاء الحكومات وحفظ الأمن والاستقرار .
ليس حديثي هنا عن الدولة العظمى أمريكا ومنجزاتها المذهلة التي ظهرت آثارها في حجم الذمار الذي خلفته جيوشها ومعاناة الشعوب …دموع اليتامى ، نحيب الأمهات ، صيحات الثكالى ، قهر الرجال … في العراق أوغيرها من الدول التي تقتحم حدودها تحت مسمى حفظ السلام ، بل حديثي عن ذكرى خالده سطرها الشعب العراقي العظيم ، على يد الصحفي “منتظر الزيدي” الذي رشق رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش خلال مؤتمره الصحفي في بغداد بحذاءه ليصبح ذكرى خالده في أذهان الشعوب العربية عامة والشعب العراقي خاصة التي تأبى الظلم والاستبداد تحت أي مسمى .
وما لا تعرفه عن “منتظر الزيدي” فهو مواليد 1979م وهو مسلم شيعي ويعمل بمهنة مراسل صحفي عراقي ركزت تقاريره على وضع الأرامل والأيتام والأطفال بسبب الحرب على العراق .
وقذف زوجي حذائه صوب الرئيس جورج بوش ولكن الرئيس تفادى الحذاء بسرعة فائقة ….
حين رمى الزيدي الفردة الاولى من الحذاء قال :
هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي “.!
وحين رمى الثانية قال :
” وهذه لأجل نساء واطفال وأيتام العراق “.!
ولحظة اعتقاله كسرت ذراعه من قبل الحرس الموجودين هناك وقد حكم عليه بعدها بالسجن مدة 3 سنوات لقاء هذا الفعل .
وفي تعليق لبوش على هذا الموقف قال :
“هذا أغرب شيء تعرضت له في حياتي”.!
منتظر الزيدي اصبح بعدها أشهر شخص في العالم وتطوع مئات المحامين للدفاع عنه واختارته محطة CNN للفوز بشخصية العام .
ونال كذلك تكريماً من كثير من الجهات والمحافل الدولية وحظي بتأييد عربي عالمي ليس له مثيل ، وقدمت له سويسرا حق اللجوء لكنه رفض ذلك .
ولقد تقدمت عروضا كثيرة لشراء حذاء منتظر الزيدي كان أعلاها سعرا عرض تقدم به مواطن عربي بمبلغ 10 مليون دولار لشرائه .
كما ظهرت مئات الالعاب على شبكة الأنترنت تظهر هذا الحدث وحققت مكاسب مالية ضخمة واصبح رمي الحذاء وسيلة للاعتراض عالمياً .
حذاء الصحفي منتظر كان صناعة تركية صنعته شركة بانو للأحذية موديل271 وكان مقاسه 10/44 وهو حذاء عالي الجودة ويبلغ وزنه 300غم .
حيث أن هذا المصنع اضطر لتوظيف 100موظف جديد لكي يستطيع تصنيع آلاف الطلبات التي انهالت عليه لشراء الأحذية منه وحقق مكاسب غير مسبوقة .
ختاماً ….
هل مايزال في بلداننا العربية امثال منتظر الزيدي ليسطر ذكرى أنبل مجداً تتوج به شعوبناً لنتباهى عزةً وشموخاً ، أم أننا سنظل رهائن لخذلان زعماء وضعوا على عاتقهم قضاء وتيسير مصالحهم ولو على حساب شعوبهم لتنكل وتضرب بسياط الظلم لتعيش في أحضان المعاناة .