محمد الحميدي
.
تعد قضية الإرهاب في اليمن واحدة من أخطر القضايا التي أثّرت على الحالة الأمنية في البلاد، وأضعفت هيبة الدولة، وتسببت في تعرض سيادتها لانتهاكات دول أجنبية بذريعة محاربة الإرهاب، فضلاً عن تشوه سمعة اليمن في مختلف بلدان العالم، وتأثير ذلك على المواطنين اليمنيين في الداخل والخارج، والتعامل معهم كمشتبه بهم في مختلف المطارات والموانئ الاجنبية , والمساهمة بشكل غير مباشر لايصالنا الى هذا الواقع الذي نعيش اليوم ويلاته .
ان ما زاد من خطورة الإرهاب في اليمن، ليس توسعه ,ولا تعدد مكوناته واختلاف اشكاله , بل فشل الدولة بأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية بالأمس واليوم في مواجهته والقضاء علية , منذ ظهوره مطلع التسعينات من القرن الماضي .
وتعود اهم اسباب فشل اليمن في مكافحة الارهاب خلال الفترة الماضية من وحهة نظرنا الى ما يلي :-
غياب الارادة السياسية للقضاء على -1
الارهاب في اليمن خلال حكم صالح
2-علاقات المصالح والمنافع التي جمعت بين التنظيمات الارهابية والسلطة السياسية والدينية والاجتماعية في اليمن لفترة طويلة من الزمن
3- توحد خصوم السلطة والارهاب ومصالحهم في الداخل والخارج في اكثر من مرحلة
4- استيعاب الدولة للكثير من اعضاء تنظيم القاعدة والجهاد الاسلامي وغيرهم في مؤسساتها المختلفة, وتولي البعض منهم مناصب امنية وعسكرية رفيعة خاصة بعد انتهاء حرب 1994م.
وجود حاضنة اجتماعية وقبلية للكثير-5 من منتسبي القاعدة في مختلف المناطق
اليمنية.
6- استغلال صالح والاخوان الجماعات الارهابيه ,كورقة امنية لا رهاب وتصفية الخصوم, وفرض بعض اجنداتهم السياسيه
7- تعدد الجهات المختصة بمكافحة الارهاب بين(الامن – الجيش -الامن السياسي -القومي) فازدوجت مهامها وتشتت جهودها
8- غياب خطط الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الارهاب على مستوى الدولة واقتصار خطط الجيش والامن على ردود الفعل وليس صناعته , وتنفيذ المهام القصيرة والانية ,التي تقتصر على دحرهم من منطقة الى اخرى وليس اجتثاثهم وتفكيك حواضنهم الاجتماع.
9- عدم اجراء أي تغيير او تعديل في المناهج الدراسية ,والخطاب الديني, وهو مجال خصب, لعمل وتحركات جماعات الإخوان السياسي , وغيرهم من التنظيمات التي تتبنى دعوات الجهاد بإطارها العام
عدم حزم الدولة مع الارهابين-10 ,واستعمالهم كورقة لابتزاز الخارج ودول
الجوار للحصول على الدعم السياسي والمال .
11- بناء وحدات عسكرية على اساس الولاءات لا على اساس الكفاءة وعدم تغييرها او تطعيمها بخبرات وطنية ومهنية, وهي حالة ما زلت ماثلة ومتكررة في واقع اليوم.
تسليم صالح الكثير من معسكراته ,-12
بأسلحتها وعتادها مع قيام ثورة الشباب للجماعات الارهابية, كما حدث في شبوة وابين في ابريل- مايو 2011م وفي لحج وعدن في اواخر مارس 2015م
13- غياب الاطار التشريعي لمكافحة الارهاب وعدم تجريم الانتماء للتنظيمات الارهابية او الدعوة للانضمام اليها او ايواء عناصرها او التبشير بأفكاره