د.ياسين سعيد نعمان
وأيلول آت بطعم الحياة
ليجتث ما صنع المبطلون
– تحل الذكرى السادسة والخمسين لثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة هذا العام وقد أوشك العام الرابع للحرب،التي أغرق الانقلابيون اليمن فيها،أن ينتهي . رفضوا اليد الممدودة للسلام بعد أن جعلوا من الحرب غطاءً لتلويث اليمن بالنقع المنبعث من مسيرة النهب ، مستلهمين تاريخا من العنصرية والفجور .
– الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض اليمن بطوله وعرضه دفاعاً عن أحلام اليمنيين بوطن مزدهر خالي من الظلم والاستبداد هم من يجب أن نحني لهم هاماتنا اليوم ، ونتذكر في زحمة هذه الأوجاع كلها أسباب الانتكاسة التي تعرضت لها الثورة .
– لقد كان التحدي الأكبر لثورة سبتمبر هو ما تعرضت له من إيقاظ لثقافة النهب التي وضعتها في مسار غير مسارها ، وهو المسار الذي أوصلها إلى النقطة التي تم عندها إعادة تسليمها إلى أيدي أعدائها مؤسسي وحماة هذه الثقافة التاريخيين الأشاوس .
– عند النقطة الأخيرة من هذا المسار، الذي تداخل مع إعصار إفشال الوحدة السلمية ، وإفراغ الجمهورية من حمولتها السياسية والاجتماعية التي بشرت بغد مشرق للشعب ، جاء ورثة هذه الثقافة الأكثر إلتحاماً بقيمها القبيحة ليمارسوا خسة النهب والإذلال بدمغة “الولاية” وحصانة “الانتساب” المزعوم .
– وسع الحوثيون نطاق هذا الموروث اللئيم مستعينين بما تختزنه مرجعياتهم من تاريخ ذي باع طويل في النهب والفيد والسطو ، لإعتقادهم أن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لانتزاع سبتمبر من ضمائر الناس ، وتصفيته من ترجيعات الذاكرة بعظمة المنجز والتضحيات التي قدمت من أجله، غير مدركين أنهم ليسوا أكثر من حاصل جمع مخلفات زوبعة التخلف الذي جثم على اليمن في تاريخه المعاصر ، والتي حملت معها كل ما تراكم في جراب هذه الثقافة من مجاذيب ونهابين ولصوص وأوغاد .
– كثيرة هي الفرص التي قدمتها الحياة لمغادرة هذه الثقافة ، لكن صراعات المتنفذين من ذوي الظفائر المعقودة إلى سنديانات ميراث الفيد والسطو والنهب كانت دائماً ما تفرز قوى من هذا النوع الذي يعيد إنتاج هذا الميراث في أقبح صوره ، بل ، وأحياناً ، في أصغر صوره التي تتناسب مع حجم هؤلاء المتنفذين .
– الحوثيون اليوم يستلهمون تراثاً ، كانت الجمهورية ثم الوحدة قد أهالتا عليه التراب ، حتى جاء من ينبشه ويسلمه لأصحابه القدامى من جديد في سباق التتابع نحو النهايات التي توقفت عند كسر أقفال المنازل .. ولكن هذه المرة بهداية المسيرة القرآنية .
– كم هم صغار بحجم تاريخ لم يغادر ثقافة التنافيذ والخطاط ..
وكم هي المنازل التي سجلت في الذاكرة : “اللصوص مروا من هنا !!!! “