إلهام عبدالله
قــل لــي إذا بـلـغَ الـهَيامُ نـصـابَـهُ
فاخرِجْ زكاةَ العشقِ من شمٍّ و ضمْ
و احــسِـنْ إلـى ذَيـَّا الـفقيرِ فـإنه
مدَّ الكفوفَ إليكَ يشكوكَ العـَدَمْ
يشكو فـؤاداً بـعـثرتْهُ يـدُ الـهـوى
شوقاً تفجّرَ في حشاهُ كما الحِممْ
والروحُ صارتْ بعد شُرْبِ هُيامها
نشوى بغيرالسُّكْرِ في ثوبِ السَّقَمْ
أرسِلْ على قلبِ الشغُوفِ غمامةً
مَــلْآ بــوَدْقٍ مــن قُـبـَيْلاتٍ لِــفَمْ
اُغـمُـرْ بطيبِ الغيثِ تُرْبَ فَـيافـِهِ
و اتركْ غُثاءَ البينِ في كفّ العَدَمْ
حتى إذا ما اعشَوْشَبَتْ صحراءُه
و اخضرَّ عودٌ عادَ من فِيهِ الحُطَمْ
ألْفَيْتَ جناتِ الخــلودِ بسحْرِهــا
بين الضلوعِ فنبعُـها عَذْبٌ و يَـمْ
تتفتحُ الأزهــارُ بعــد ذبـولــهــا
كتفتُحِ الصبحِ النّديِّ إذا ابتسمْ
لينامَ ثغرُ الطّــلِّ فــوقَ خدودها
متورداً نهرَ الخدودِ إذا الـتـثــمْ
فـتداعـبُ الأشجارُ عند ربيعها
بـأنـاملِ الأشــواق قـيثارَ النّغَمْ
والشمسُ تنظرُ من خلالِ عروشها
حُباً تربعَ في الضلوعِ قـد اتـســمْ
جنّاتُ عدنٍ فُجِّــرَتْ أنـــهـــارُهــا
عـسلٌ مُـصفّى، خَـمْرَةٌ ، لَـبَنٌ فلـمْ
تُـدْرِكْ إنِ اغترفَتْ يــداكَ معيِنُـهـا
أَسَنَاً..، و لم تعرفْ تراقيكَ النّــدَمْ
قـلـبُ الـمُـتيـمِ إذ تـفـيأ ظْــلَــهــا
مسْكٌ تضوّعَ في الجَنَانِ بما كَتَمْ
مُترنِحاً كالغُصنِ في كفِّ الهوى
بثمالةِ العشقِ المُعتّـقِ مُسْتَـهَـمْ
فادرِكْ فـؤاداً أرهقته يـدُالنـــوى
واجمعْ شتاتاً بُثَّ في أُفُقٍ فَعَمْ