كريتر نت / وكالات
أكد باحثون فرنسيون أن التقارير الأمنية والاستخباراتية الأوروبية أكدت أن قطر شيّدت خلال الفترة من 2011 وحتى 2019 حوالي 1600 مؤسسة تحمل ستاراً دينياً «مسجد ومركز ودار رعاية» وغيرها من أشكال التستر في دول أفريقية فقيرة، واستغلالها لتكون «مفرخة الفكر المتطرف» لاستقطاب الشباب وتجنيدهم بعد غسل عقولهم في صفوف القتال كمرتزقة في دول «الصومال وليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن»، وحققت هذه المفارخ التطرفية ما سعت إليه الدوحة وتمكنت من دعم أتباعها في الدول العربية والإسلامية بالمقاتلين خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال الباحث بمركز «لي سكريت» للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، فرنسوا شنايدر، إن الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الخارجية القطرية ومؤسسة قطر الخيرية ومؤسسة «راف» الخيرية، تؤكد أن قطر شيّدت منذ عام 2011 حتى بداية العام الجاري حوالي 1600 مسجد ودار رعاية أيتام ومتخلى عنهم ومركز ديني وما شابه من مؤسسات في 16 دولة أفريقية «مالي، وتشاد، والنيجر، والصومال، وجيبوتي، وكينيا، وموريتانيا، وبوركينا فاسو، والسودان، وجنوب السودان، وغامبيا، وتنزانيا، وغانا، والسنغال، وإثيوبيا، وأريتريا»، وما زالت مخططات قطر مستمرة نحو دول غرب ووسط أفريقيا، وهذه المنشآت ثبت خلال العامين الماضي والجاري أنها تستغل بهدف استقطاب وتربية الشباب وغسل عقولهم ثم توجيههم للالتحاق بصفوف المرتزقة في العديد من الدول التي تستهدفها قطر وتركيا بأجندتها التخريبية وعلى رأسها «مصر، واليمن، والصومال، وليبيا، وسوريا، وتونس»، وهذا الأمر أكدته عمليات اعتقال والتحقيق مع المرتزقة المضبوطين في ليبيا ومصر وتونس واليمن، وأكدت التحقيقات على نقطة مشتركة تجمع هؤلاء المنحدرين من دول أفريقيا وهي أنهم جميعاً تلقوا علوماً دينية في مؤسسات ومساجد ثبت فيما بعد أنها بتمويل قطري، وأن المدرسين والأئمة والموظفين في هذه المؤسسات تستقدمهم قطر من دول عربية مثل مصر وتونس والجزائر وسوريا، مقابل عقود عمل بأجور خيالية، في ظاهرها أنها دعم للخير وتنمية وإحياء قرى فقيرة، لكن باطنها هو استقطاب وتجنيد المرتزقة بعد غسل عقولهم وحشوها بأفكار متطرفة، وهذا بدا واضحاً جداً في تشاد والنيجر وجنوب السودان، وهي الدول الأكثر تصديراً للمرتزقة نحو ليبيا وتونس ومصر، حيث يقاتل هؤلاء إلى جانب ميليشيات قطر والإخوان.
وأضاف، جاكي نيكيولا، مدير مركز «LFP» للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، أن مخطط قطر لتوجيه الأموال نحو أفريقيا ودعم الإرهاب عن طريق المؤسسات الدينية نجح جداً خلال السنوات العشر الماضية، وحقق النتائج التي سعت إليها قطر، كما مكن الدوحة من تأمين خطوط نقل المال وتوجيه الدعم للإرهاب بسهولة ودون انكشاف أمرها، فبعد أن تقوم قطر بإنشاء مسجد أو مؤسسة خدمية خيرية والإعلان عنها أمام كاميرات الإعلام، واستغلالها في الدعاية للنظام القطري، لا يتوقف دورها بل يمتد تحت بند الإنفاق على المؤسسة «أوقاف ومشاريع إنتاجية لتوفير نفقات صيانة المساجد والمؤسسات، ورواتب الأئمة والموظفين»، وهذه الأموال كبيرة جداً، توجه أصلاً للإغداق على الشباب المستقطب وغسل عقله ثم إلحاقه بمعسكرات التدريب على حمل السلاح ثم نقله إلى جبهات الإرهاب في الدول الأخرى، وهذا أمر تم كشفه في العديد من الدول، خاصة بعد حادث بوصاصو في الصومال مايو الماضي، وحادث تفجير بلدية مقديشو أخيراً، وحوادث ضبط المرتزقة في ليبيا ومصر، كلها أجمعت على نقطة واحدة، وهي أن قطر تخصصت في إنشاء مفارخ الإرهاب في أفريقيا خلال عقد من الزمان وتوجههم حالياً لفرض أجندتها السياسية في المنطقة.