د. نجيب ابراهيم
رئاسة بلا عنوان وحكومة بلا مؤسسات كل اعضائها يجيدون الترحال بحقائب ملابس وحساب بنكي وجواز دبلوماسي.
يحملون معهم احلام شتى إلا حلم وطن ينشد الامن والإستقرار و السلام.
يتبادلون المواقع والتسميات في المناصب بدرجاتهم ونثرياتهم ورواتبهم وبدلاتهم ..
لم يحدثوا شيئ في جسم قضية الوطن المتهالك ..العسكر يديرون المعارك ودبلوماسية التحالف تحشد التأييد الإقليمي والدولي لإستمرار الحرب.
أطراف الحرب دول إقليمية وادواتها قوى وطنية ومسرحها ارض يمنية وقرار استمرارها ارادة دولية.
الأمم المتحدة تبعث ممثليها ليبعثوا الروح في قيادات الحرب كلما خارت قواهم.. لقاء الكويت شهورا بدون نتيجة ..جنيف الاول اسابيع والثاني والثالث ايضاً.. تتغير الوجوه وتبقى المواقف والمشكلات.. لامرجعيات للتفاوض ولاتفاوض بمرجعية..حضور غير مشروط عدى شرط استبعاد التمثيل الجنوبي المستقل.. كل هذه اللقاءات لم تناقش المشكلات الجدية ، بل تناقش “حسن النوايا ” التي هي اصلاً ليست نوايا المتحاربين ،بل نوايا من يدير الحرب.
المبعوث الاممي يبحث عن النجاح في الفشل ويعلن نصراً مؤزاً في قبول الاطراف دعوة للجلوس الى طاولة بدون الجنوبيين كممثلين لقضيتهم على حوافي طاوله قد لاتكون واحدة.
ولكي يختلف عن سلفه جعل ل”الجنوب” تمثيل حضور بدون قضية خلف الكواليس ، في حين كان سلفه ينحي القضية الجنوبية بتمثيل إنتمائي مدمج في قوام التمثيل لطرفي النزاع بعيدا عن مشكلات النزاع ( شرعية ضائعه) و (سلطة أمر موجعه) وتظل القوى الجنوبية تنتظر موقف التحالف الايجابي من القضية الجنوبية بدون ضغط يفرض قوة وجوده على الارض وتحرك يحد من قوة فرقاء الرفض.
لقاء جنيف المرحل لن يغير من واقع الحال على الأرض .. لقاء جنيف تاكيد لقوى تحترب وقيادة تقترب من الموقف الموحد من القضية الجنوبية والقوى السياسية المستقلة عن طرفي نزاع السلطة وحلها وهذا هو الإنجاز الذي قد يخرج به لقاء جنيف المبحر
في رحلة بلا بوصلة ومسير بلا توجه و فعالية بدون هدف .