كتبَ : منيف خالد
في إحدى القرى النائية في الضالع عاش شاب مكافح اسمه اشرف يملك مزرعه قات صغيرة يعتني بها كما يعتني الناس بفلذات اكبادهم كل صباح يخرج اشرف مبكرًا يسقي الغرس يزيل الأعشاب ويتحدث مع الأشجار كأنها أصحابه بجواره كان يسكن العم خالد ‘رجل طيب لكنه كسول الى حد الغرابه لا يملك سوى غنمتين وجدي مشاكس الغنمتان تقضيات يومهما في النوم اما الجدي فله هوايه غريبة اقتحام مزرعه أشرف كلما غاب أشرف كان الجدي يقفز من.
فوق الشبك وكأنه مدرب في سيرك يدخل بخطوات واثقه ثم يبدأ بمضغ أوراق القات الغالية بكل برودة وحين يعود أشرف فجأة يراه الجدي فيحدق فيه بعيون بريئة ثم يثغو وكانه يقول ها في شيء ؟ في البدايه ظن اشرف أن الأمر صدفه لكن الجدي صار يدخل كل يوم وكانه يعتمد مضايقته بل والأسوا بدأ يختار اجود الأغصان فقط وكأنه خبير تسوويق زراعي فغضب أشرف وقرر مراقبته سرًا اختبا خلف شجرة يومًا فوجد الجدي يقترب من السور بحذر ينظر يمينًا وشمالًا ثم يقفز بخفة غريبة وعندما لمح اشرف يراقبه لم يهرب.
بل رفع رأسه ونظر إليه بنظرة تحدٍّ واضحة صرخ أشرف يا جدي قليل الأدب! والله إنك تفهم أكثر من بعض الناس! ذهب اشرف غاضبًا إلى العم خالد يشكوه قائلًا جديك يا عم’خالد مش حيوان ! هذا عاقل ونيته خبيثة! فضحك العم خالد وقال: “يا ولدي، يمكن الجدي يحب القات أكثر منك!”ومنذ ذلك اليوم صار الجدي أشهر شخصية في القرية فكلما مرّ أحد بجانب مزرعة اشرف صاح ضاحكًا احذر.
يا اشرف الجدي بيخطط يدخل اليوم بعد العصر! أما الجدي فكان يرفع رأسه بفخر، وكأنه يقول”طالما ما زال في الدنيا قات… أنا بأكل، ولو زعل اشرف














