غالب الحربي
في مقابلة تلفزيونية مع قناة الحرة الامريكية يوم الاثنين 6 اكتوبر، أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحه الجنوبيه، عزمه على ضم مناطق من تعز ومأرب إلى دولة الجنوب العربي، في خطوة وُصفت بأنها ذكية واستراتيجية وذات أبعاد سياسية وعسكرية عميقة.
هذا الإعلان جاء بمثابة صفعة قوية لقوى الشرعية اليمنية التي تحاول عبثاً زعزعة الأمن والاستقرار والإجماع في حضرموت وبقية مناطق الجنوب. الزُبيدي بهذا الموقف أرسل رسالة واضحة بأن الجنوب لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولات للمساس بسيادته أو تهديد وحدته الداخلية.
كما أن هذه الخطوة تحمل إنذاراً مباشراً لصنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي:
إما أن تُحكم قبضتها على ما تبقى من مناطق العربية اليمنية، أو أن الجنوب سيتخذ قراره بضم تلك المناطق التي تمثل عمقاً جغرافياً وتاريخياً له، استناداً إلى واقع القوة والتحكم الميداني.
من جهة أخرى، فإن ضم تلك المناطق إلى الجنوب يمكن اعتباره حقاً مشروعاً وغنيمة سياسية وعسكرية، وتعويضاً عادلاً للجنوب عما لحق به من أضرار جسيمة خلال فترة الاحتلال اليمني للجنوب منذ عام 1994م.
وفي سياق المقارنة الدولية، فإن توسع الدول القوية في محيطها الإقليمي ليس أمراً جديداً، فكما توسعت دول أخرى بالعالم لحماية أمنها القومي، فإن من حق الجنوب اليوم أن يتوسع في أراضيه التاريخية ويحمي حدوده المستقبلية وفقاً لمصالحه العليا. مع التلويح لإذابة الشرعية اليمنية في حال تاخرت في تحرير صنعاء..
بهذا الموقف يثبت الرئيس الزُبيدي أنه قائد يتمتع بذكاء استراتيجي وبعد نظر سياسي، يعرف متى يلوح بالقوة ومتى يستخدم الرسائل الذكية لتحقيق مكاسب سياسية دون اللجوء إلى المواجهة المباشرة. إنها خطوة محسوبة بدقة تعيد رسم التوازنات في اليمن والمنطقة، وتؤكد أن الجنوب اليوم يتحدث بلغة الدول لا الأقاليم.