كريتر نت – برّان برس
في مثل هذا اليوم من العام 2014، اجتاحت جماعة الحوثي المتمرّدة العاصمة صنعاء، وبسطت سيطرتها الكاملة على مؤسسات الدولة، وسط حياد المؤسسة العسكرية والأمنية، وصمت مطبق للنخب والقوى السياسية.
تظهر أحداث العقد الأول من ظهور الحوثيين، كيف استغلّت عصابة مسلّحة بدائية وحديثة النشأة هشاشة الدولة وضعف الأحزاب وانقساماتها العميقة، وتثبت أن الكارثة ليست في قوّة الخصم، بل في عجز المؤسسات والنخب عن المواجهة، حيث يتحول رجل الكهف إلى قوّة مدمرة تحتل البلاد، وتمعن في إبادة أهلها، وتدمير مقدراتها، وتهدد المنطقة برمّتها.
يقدم “بران برس” في هذه المادة، تسلسلًا زمنيًا بأبرز الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها اليمن بين يونيو/حزيران 2004 ويونيو/حزيران 2015، والتي انتهت بسيطرة الجماعة الحوثية على العاصمة صنعاء، والتوسّع خارجها في محاولة للسيطرة على البلاد والتفرد بحكمها، وهو ما أنتج حربًا مدمّرة متواصلة حتى الآن.
حروب صعدة الست
18 يونيو 2004: اندلعت أولى حروب صعدة الست بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي في عزلة مرّان بعد قتلهم ثلاثة جنود استدعي على إثرها زعيم الجماعة حسين الحوثي وتوقفت إثر إعلان مقتله في 10 سبتمبر.
19 مارس 2005: بدأت الحرب الثانية وتوسّعت إلى عدّة مديريات في صعدة، وتوقفت بعد أسبوعين.
28 نوفمبر 2005: اندلعت الحرب الثالثة وشملت ربع مساحة صعدة، وتوقفت في 28 فبراير 2006، إثر صلح قدمت خلاله الحكومة تنازلات بغرض تهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية والمحلية.
27 يناير 2007: بدأت جولة الحرب الرابعة، وامتدت هذه المرّة إلى خارج صعدة، وانتهت بهدنة منتصف يونيو.
29 أبريل 2008: بدأت الجولة الخامسة، وامتدت إلى خمس محافظات بما فيها بني حشيس الريف الشمالي للعاصمة صنعاء، وتوقفت منتصف يوليو، بإعلان الرئيس علي عبدالله صالح وقف إطلاق نار من طرف واحد.
11 أغسطس 2009: اندلعت الجولة السادسة، وتعد أطول الحروب وأكثرها كلفة وتدميرًا، ودخلت السعودية على خط المواجهات بعد توغل الحوثيين في مناطق حدودية، وتمركزهم في جبل الدخان الذي يمتد إلى داخل المملكة.
الحروب التوسعية خارج صعدة
منتصف 2011: بدأ الحوثيون بالتمدد في محافظة الجوف (شرق صعدة)، لكنهم وجدوا مقاومة شرسة من القبائل التي خاضت اشتباكات متقطعة معهم طوال السنوات الثلاث التالية، مع ذلك تقدموا إلى الحزم عاصمة المحافظة بعد تغلّبهم على إمكانيات القبائل المحدودة.
6 نوفمبر 2011: هاجم الحوثيون مديرية كشر وسوق عاهم بمحافظ حجة (غرب صعدة) وسيطروا على عدّة جبال ومراكز حكومية، وتصدى لهم أبناء المنطقة واستمرت المواجهات المتقطعة حتى العام 2013.
إمدادات إيرانية
منتصف 2012: سيطر الحوثيون على ميناء ميدي غربي محافظة حجّة، مما منحهم أول منفذ بحري لتهريب الأسلحة وتلقي الإمدادات الإيرانية.
7 سبتمبر 2012: اتهم الرئيس عبدربه منصور هادي إيران بتغذية العنف في اليمن من خلال دعم بعض فصائل الحراك الانفصالي جنوبًا والحوثيين شمالًا.
23 يناير 2013: ضبطت القوات اليمنية سفينة شحن إيرانية “جيهان1” محمّلة بكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، بينها صواريخ “سام 2” و“سام 3” المضادة للطائرات كانت في طريقها إلى الحوثيين.
7 مارس 2013: ضبطت السفينة “جيهان 2” قرب باب المندب أثناء تهريبها أسلحة مختلفة إلى الحوثيين.
اجتثاث السلفيين
18 مارس 2013: بدأت أُولى جلسات مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء بمشاركة جميع فئات المجتمع اليمني بما فيها جماعة الحوثي التي كانت حينها تخوض حروبًا توسّعية خارج صعدة.
1 أغسطس 2013: اقتحم الحوثيون منطقة دماج بصعدة مركز الجماعة السلفية، في إطار حملة مسلحة بدأت منذ أواخر العام 2011، وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
1 أغسطس 2013: شكّل الرئيس هادي لجنة رئاسية لوقف القتال في دماج بين السلفيين والحوثيين، وفي 21 سبتمبر، أعلنت اللجنة عن توقيع اتفاق لإنهاء النزاع.
20 أكتوبر 2013: فرض الحوثيون حصارًا خانقًا على مركز دار الحديث السلفي بدماج، الذي كان يضم آلاف الطلبة، تزامن هذه المرّة مع قصف مدفعي. وفي نوفمبر2013: شنوا هجومًا مسلحًا واسعًا على المنطقة.
30 أكتوبر2013: أعلن حزب الرشاد السلفي تعليق مشاركته في مؤتمر الحوار مؤقتًا؛ احتجاجاً على استمرار العدوان الحوثي على منطقة دماج. داعيًا أعضاء مؤتمر الحوار إلى تعليق أعمالهم كذلك.
4 نوفمبر 2013: أعلن مبعوث الأممي جمال بنعمر، توصل السلفيين والحوثيين إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في دماج.
7 يناير 2014: الإعلان عن توقيع اتفاق لإنهاء التوتر في محور حرض بمحافظة حجة بين الحوثيين والسلفيين بوساطة لجنة رئاسية.
15 يناير 2014: بدأ الآلاف من سلفيي دماج بمغادرة دماج مع أسرهم ونحو 12 ألف طالب تنفيذًا لاتفاق إنهاء الحرب مع الحوثيين الذي توسطت فيه لجنة رئاسية.
نحو بوابة العاصمة
مطلع يناير 2014: بدأ الحوثيون هجومًا واسعًا ضد قبائل حاشد شمالي عمران، بعد تحييد السلفيين في صعدة وحجّة، ودارت معارك دامية استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والصواريخ، وانتهت بسقوط منطقتي حوث والخمري معقل القبائل في 2 فبراير.
25 يناير 2014: اُختتم مؤتمر الحوار الوطني بالتزامن مع الحرب الحوثية في شمال عمران، وأقرت وثيقته النهائية بالإجماع، وسط مقاطعة حوثية للجلسة الختامية رغم مشاركة ممثليها طوال فترة الحوار.
4 فبراير 2014: بدأ الحوثيون مفاوضات مع مشائخ قبائل حاشد للسماح لهم بالمرور دون قتال، ووقعت اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وبعض القبائل على أن تلتزم الحوثية بعدم الاعتداء على مناطقهم.
تحييد أرحب
6 فبراير 2014: تجددت المواجهات في مديرية أرحب شمالي صنعاء، بعد خرق الحوثيين للهدنة التي سبق وأن وقعوها مع القبائل.
9 فبراير 2014: توقيع اتفاق بين الحوثيين وقبائل أرحب، يقضي بوقف إطلاق النار والتحشيد وتسليم النقاط المسلحة للجيش، لكنه لم يصمد لرفض الحوثيين تسليم النقاط واستمرارهم في التحشيد والاعتداء على القبائل.
إسقاط عمران
15 مارس 2014: بدأ الحوثيون بالحشد والاستعداد لإسقاط مدينة عمران، بدءًا بإنشاء مخيمات اعتصام مسلحة عند مداخل المدينة، ومن ثم اصطدموا بقوات اللواء 310 مدرع منذ منتصف مايو، وكانوا قد صعّدوا القتال ضد قبائل حجور في حجة، والقبائل في الجوف لتأمين تقدمهم في عمران.
يونيو 2014: تقدم الحوثيون نحو مدينة عمران وحاصروا اللواء 310 مدرع الذي كان يقاتل وحيداً وسط صمت قيادة الدولة التي التزمت الحياد وتحولت إلى وسيط سلبي.
1 يونيو 2014: كلّف الرئيس هادي وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، بقيادة لجنة وساطة لوقف المواجهات في عمران بدلًا من القيام بدور المساندة للقوات التي تدافع عن المحافظة.
6 يونيو 2014: أعلنت الحكومة عن اتفاق مع الحوثيين لوقف الحرب في عمران إثر وساطة قادها المبعوث الأممي تضمّن وقف التحشيد، والانسحاب من المواقع، إلا أنه انتهى بتقدم الحوثيين في أجزاء من المحافظة.
26 يونيو 2014: وصلت إلى عمران لجان الوساطة المكلفة بالإشراف على تنفيذ “اتفاق التهدئة” بين الجيش والحوثيين.
8 يوليو 2014: سيطر الحوثيون على مدينة عمران ومقر اللواء 310 مدرع بعد معارك ضارية انتهت بمقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي، ليسقط آخر خط دفاعي صلب عن العاصمة صنعاء.
22 يوليو 2014: اعتصم عشرات المدنيين والعسكريين من أبناء عمران أمام منزل وزير الدفاع في شارع الستين شمالي صنعاء مطالبين بإقالته ومحاكمته، متهمين وزارة الدفاع والدولة بالتواطؤ مع الحوثيين لإسقاط عمران.
حصار صنعاء
30 يوليو 2014: أقرت الحكومة رفع أسعار الوقود بإيعاز من صندوق النقد الدولي، ليصل سعر الصفيحة 20 لتر بنزين إلى 4000 ريال من 2500، وكانت بمثابة هدية للحوثيين الذين اتخذوها ذريعة للزحف إلى صنعاء.
15 أغسطس 2014: بدأ الحوثيون بإقامة عشرات الخيام المسلحة محيط صنعاء على غرار المخيمات التي نصبوها على مداخل مدينة عمران قبل اجتياحها. تزامنًا مع تصعيد المواجهات بمحافظتي الجوف ومأرب، التي كانوا يتوسعون فيها عسكريًا أثناء الحوار الوطني في صنعاء.
18 أغسطس 2014: نظم الحوثيون تظاهرة في صنعاء احتجاجًا على أسعار الوقود، وطالبوا بإسقاط الحكومة وتطبيق مخرجات الحوار. وهدد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بإسقاط الحكومة إذا لم يستجب هادي لمطالبه.
20 أغسطس 2014: أقر الرئيس هادي مع قيادات بارزة تشكيل لجنة من كل القوى السياسية للقاء الحوثي لحثه على التراجع عن محاصرة صنعاء، بعد رفضه خيار هادي بتشكل “حكومة وحدة وطنية”.
21 أغسطس 2014: دعا الحوثي أتباعه “لبدء المرحلة الثانية من التصعيد” بعد انتهاء مهلة حددها للرئيس هادي والحكومة لتنفيذ مطالبه بعد ساعات من لقائه باللجنة الرئاسية في صعدة.
23 أغسطس 2014: عرضت الحكومة اليمنية استقالتها في غضون شهر لإنهاء احتجاجات الحوثيين.
27 اغسطس 2014: شهدت مدينة مأرب لقاءًا موسعًا لقبائل إقليم سبأ، لتدارس مواجهة الحوثيين الذين هاجموا الأطراف الشمالية والغربية للمحافظة، وبدأت التحرك لدعم قبائل الجوف والجدعان في مواجهة العدوان الحوثي.
5 سبتمبر 2014: خرجت مظاهرات معارضة للحوثيين وأخرى مؤيدة في صنعاء وعدد من المدن، بينما واصل الحوثيون إغلاق طريق مطار صنعاء ونصبوا خيامًا في محيط الوزارات والمصالح الحكومية وسط العاصمة.
8 سبتمبر 2014: أغلق الحوثيون مداخل صنعاء أمام السيارات الحكومية وسيارات الجيش والشرطة مانعين دخولها أو الخروج منها.
9 سبتمبر 2014: شن الحوثيون أولى هجماتهم على المؤسسات الحكومية بصنعاء وقتل 7 منهم في اشتباكات أمام مجلس الوزراء، ليهدد الحوثي بـ“خيارات استراتيجية” ضد الحكومة، داعيًا أتباعه للاحتشاد في صنعاء.
إسقاط صنعاء
15 سبتمبر 2014: اتهم مسؤولون حكوميون الحوثيين بمحاولة السيطرة على الدولة بقوة السلاح وتحت غطاء المطالب الشعبية بعد تعليقهم المفاوضات مع الحكومة لما أسموه “تدخلات خارجية”.
17 سبتمبر 2014: وصل المبعوث الأممي جمال بنعمر إلى صعدة للقاء زعيم الحوثيين بشأن تظاهرات وحصار صنعاء.
18 سبتمبر 2014: شهدت أحياء صنعاء الشمالية مواجهات ضارية بين مسلحي الحوثي ووحدات عسكرية ومتطوعين مساندين لها.
19 سبتمبر 2014: تصاعدت حدّة المعارك في محيط التلفزيون الذي تعرّض لقصف مدفعي مكثف، وعلقت شركات الطيران رحلاتها إلى مطار صنعاء.
20 سبتمبر 2014: تقدم الحوثيون في معظم أجزاء صنعاء، واستولوا على مقرات حكومية مهمة بما فيها رئاسة الوزراء ووزارة الإعلام والتلفزيون الرسمي.
21 سبتمبر 2014: سقطت صنعاء رسميًا بيد الحوثيين، بعد سيطرتهم على مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة آخر معاقل الجيش التي وقفت أمامهم. في اليوم ذاته، شهد دار الرئاسة توقيع “اتفاق السلم والشراكة الوطنية” بين الحكومة والحوثيين برعاية أممية تضمن تشكيل حكومة وفاق وإلغاء الزيادة السعرية ومشاركة الحوثيين سياسيًا.
الاحتفاء بالنصر
26 سبتمبر 2014: نظم الحوثيون تظاهرة حاشدة في العاصمة صنعاء فيما أسموه “جمعة النصر”، تزامنًا مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 التي أطاحت بحكم أسلافهم الأئمة ما اعتبره كثيرون احتفالًا بإسقاط الجمهورية.
30 سبتمبر 2014: خرج مئات المتظاهرين الرافضين لـ“احتلال صنعاء” من قبل الحوثيين، مطالبين بانسحابهم، وإعادة مؤسسات الدولة.
موقف آخر من صحراء مأرب
8 نوفمبر 2014: بعثت قبائل مأرب رسالة إلى الرئيس هادي طالبته بالوقوف مع أبناء المحافظة لمنع دخول الحوثي، ليرد هادي على الرسالة بتحميل المحافظ وقائد المنطقة ومدير الأمن والقبائل مسئولية حماية المحافظة.
20 نوفمبر 2014: نفذت قبائل مأرب عرضًا عسكريًا في المطارح التي سبق وأن أسستها في 18 سبتمبر ضمن استعداداتها للدفاع عن المحافظة ومنع الحوثيين من السيطرة عليها. وكانت أول معسكرات شعبية منظمة لمقاومة الحوثيين، واستطاعت وقف زحفهم نحو شرق اليمن.
١٧ ديسمبر 2014، تزامنًا مع احتفاء إيران بإسقاط العاصمة العربية الرابعة، استقبل الرئيس هادي السفير الإيراني الجديد في صنعاء وطالب إيران بنسج علاقاتها مع اليمن وفق الأطر الرسمية وليس عبر المليشيات، ودعاها للاستثمار في اليمن وتطوير العلاقات.
11 يناير 2015: أصدرت قبائل مأرب بيانًا رحبت فيه بقرار حكومي لتشكيل لجنة لمعالجة قضايا محافظتي مأرب والجوف، وسط مخاوف من تكرار تجارب الوساطات الحكومية لإسقاط المدن والمناطق بيد الحوثيين.
نحو القصر
19 يناير 2015، بدأ الحوثيون هجومًا واسعًا على دار الرئاسة من عدّة اتجاهات، وتمكّنوا من السيطرة عليه، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة أمام منزل الرئيس هادي في صنعاء بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين.
21 يناير 2015: استقال الرئيس هادي من منصبه، بعد دقائق من استلامه استقالة الحكومة، لتصبح اليمن للمرّة الأولى في تاريخها بلا رئيس ولا حكومة، في ظل سيطرة الحوثيين على البلاد. ووضع هادي ورئيس حكومته تحت الإقامة الجبرية.
6 فبراير 2015: أصدر الحوثيون من القصر الجمهوري بصنعاء إعلانًا دستوريًا بمشاركة وزيري الدفاع والداخلية قضى بتفويض لجانهم الثورية بإدارة البلاد وحل مجلس النواب وإلغاء الدستور وتشكيل مجلس رئاسي من 5 أعضاء.
8 فبراير 2015: رفضت قبائل مأرب في بيان لها إعلان الحوثيين إلغاء الدستور وحل البرلمان وفرض مليشياتهم بإدارة الشأن العام، معلنة تمسكها بالشرعية المنبثقة من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. كما بعثت رسالة إلى المبعوث الأممي حذرت فيها من خطورة تمدد الحوثيين، وطالبته بزيارة مأرب والمطارح.
9 فبراير 2015: أعلن المبعوث الأممي عن مرحلة جديدة من المفاوضات لحل أزمة فراغ السلطة، غير أنها فشلت مع اجتياح الحوثيين محافظة البيضاء مرورًا بذمار، ومن ثم محافظة تعز، والاتجاه نحو عدن جنوبًا.
مطاردة
21 فبراير 2015: نجح الرئيس هادي في الهروب من قبضة الحوثيين ووصل إلى عدن جنوب البلاد، ومنها تراجع عن استقالته وأكد شرعيته وأحقيته في الحكم.
23 مارس 2015: أعلن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي “التعبئة العامة” للهجوم على عدن والمحافظات الجنوبية بعد أن كانت مليشياته المسلّحة على مشارف قاعدة العند بمحافظة لحج.
25 مارس 2015: غادر الرئيس هادي، عدن سرًا بعد تقدم الحوثيين باتجاه قاعدة العند الجوية، وقصفهم مقر إقامته في معاشيق عدن بالطيران الحربي الذي استولوا عليه في صنعاء.
العاصفة
26 مارس 2015: انطلقت عملية “عاصفة الحزم” ضمن تحالف من 10 دول بقيادة المملكة العربية السعودية، لإسناد الحكومة الشرعية، واستهدفت في لحظاتها الأولى معاقل الحوثيين في مناطق متفرقة بأنحاء اليمن.
2 إبريل 2015: سيطرت القاعدة في جزيرة العرب على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، كبرى محافظات البلاد.
13 ابريل 2015: تصدت قبائل مأرب لمحاولة الحوثيين اجتياح مأرب من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية.
14أبريل 2015: أقر مجلس الأمن الدولي إدراج اسمي نجل الرئيس صالح، أحمد علي، وزعيم التمرد عبد الملك الحوثي، على لائحته السوداء، كما فرض حظرًا على تزويد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالسلاح.
21 ابريل 2015: أعلن قيادة التحالف انتهاء عملية “عاصفة الحزم” في اليمن بعد إزالة التهديد الموجه إلى المملكة ودول الجوار، والبدء بعملية “إعادة الأمل” لمساعدة الشعب اليمني.
6 يونيو 2015: استهدف الحوثيون قاعدة خالد الجوية جنوب السعودية بصاروخ باليستي من طراز “سكود”، في أوّل عملية بعد أقل من سنة على احتلالهم صنعاء وبعد شهرين من تدخل التحالف العربي لدعم الحكومة.
حلقة مفرغة
14 يونيو 2015: بدأت مشاورات “جنيف1” بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة كأولى جولات المفاوضات المفرغة. وفي اليوم ذاته، أسقط الحوثيون الجوف بعد حروب ضارية بين عامي 2011 و2015.
كان هذا الحدث تتويجًا لعقد من الحروب العنيفة والمدمّرة التي أشعلتها جماعة الحوثي منذ يونيو 2004، وتمكنت من خلالها من بسط نفوذها على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في البلاد، لتدخل بعد ذلك مرحلة جديدة من المراوغة تقوم على مزيج من القتال والمفاوضات.
ورغم نجاح الجيش والمقاومة الشعبية بإسناد التحالف في تحرير عدن من الحوثيين بتاريخ 22 يوليو 2015، وإعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد، وكذا تحرير محافظات مأرب والجوف وشبوة وأجزاء من البيضاء وصنعاء وصعدة وحجة، إلا أن الانقسامات العميقة داخل القوى الوطنية والمؤسسات الحكومية مكّنت الحوثيين من البقاء والاحتفاظ بمكاسبهم.
ومنذ إعلان الهدنة الأممية الإنسانية في أبريل 2022، تعيش البلاد حالة من اللاحرب واللاسلم، بينما تتفاقم معاناة اليمنيين يومًا تلو آخر. وزاد الوضع تعقيدًا مع إصرار الحوثيين على توسيع الصراع خارج حدود اليمن بهجماتهم على الملاحة البحرية وما تبعه من ردود دولية متصاعدة.
وكل ما سبق يشير إلى مستقبل ضبابي بلا أفق أو نهاية قريبة لمسلسل الدم والدمار، وبالأخص مع إصرار الحوثيين على المراوغة ورفض التفاوض الجاد مع اليمنيين، متمسّكين بأوهام “الاصطفاء الإلهي” وأحلام “إعادة إنتاج الماضي البائد” على حساب حاضر اليمنيين ومستقبلهم قيم التعايش والسلام.















