احمد عبد اللاه
انعقدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون SCO في مدينة تيانجين الصينية (31 أغسطس – 1 سبتمبر 2025)، بمشاركة قادة الصين وروسيا والهند، إلى جانب إيران وتركيا وعدد من دول أوراسيا… تمثل مجتمعةً ما يقارب نصف سكان العالم.
وقد بدت هذه الدورة بمثابة نقطة تحوّل في مسار التعددية الدولية، إذ تسعى الصين وروسيا والهند، ومعهما بقية الأعضاء، إلى صياغة بدائل مؤسسية في مجالات التمويل والتقنية والأمن، بما من شأنه تقليص الفجوة مع الغرب، وربما منافسته مستقبلاً.
-الصين أطلقت مبادرة حول الحوكمة العالمية وبناء نظام دولي أكثر عدلاً، وتجاوز عقلية الحرب الباردة. كما جسّدت رؤيتها من خلال حزمة اقتصادية مباشرة لدعم مشاريع الدول الأعضاء، إلى جانب توفير قروض عبر اتحاد بنوك المنظمة.
-روسيا طرحت فكرة إصدار سندات سيادية مشتركة، وإنشاء منظومة مدفوعات وتسويات مالية مستقلة عن الدولار واليورو، بما يتيح تحصين الأعضاء من أدوات الضغط المالي الغربي.
-الهند ركّزت على تعزيز الأمن الإقليمي ومشاريع الربط الاقتصادي، مع المحافظة على قدر كبير من البراغماتية في مقاربتها.
في المجمل، لم تكن القمة مجرد ساحة لتبادل الخطابات الدبلوماسية، بل عكست إشارة واضحة إلى أن النظام العالمي بدأ يتجاوز ثنائية “الغرب في مواجهة بقية العالم”، ويتحوّل تدريجياً نحو تعددية قطبية مؤسَّسة، حيث يشكّل التمويل والذكاء الاصطناعي والأمن أضلاع مثلث النفوذ القادم.
أين العرب؟
تسعى مصر من خلال مشاركتها إلى بناء جسر بين إفريقيا وآسيا، وإدماج السوق المصري ضمن المبادرات الدولية للتكامل الاقتصادي التي تطرحها منظمة شنغهاي للتعاون.
غير أن المشاركة العربية ما تزال محدودة وأقرب إلى الطابع الرمزي، في حين أن اللحظة التاريخية تفرض إعادة التفكير في جدوى الانتقال نحو شراكات استراتيجية فاعلة، ضمن دينامية التعددية التي تعيد صياغة العلاقات الدولية.