كتب .. عدنان سعيد
تأثرت محافظات الجنوب، كسائر بقاع الأرض، بالتغيرات المناخية المتسارعة. فالصيف فيها بات شديد الحرارة، وزادت معاناته قسوةً بانقطاع الكهرباء لأيام طويلة، لتثقل كاهل المواطنين أكثر فأكثر.
ولم تقف الأزمة عند هذا الحد، بل أصيبت مناطق عديدة بالجفاف وقلّت الأمطار، حتى رفع الناس أيديهم إلى السماء في صلاة الاستسقاء، يتضرعون إلى المولى عز وجل طلباً للغيث. وبفضل الله هطلت الأمطار قبل أيام، وكان أشدها ليلة البارحة، فعمّت الأرض بالخيرات والطمأنينة. لكن كما أن للمطر خيره، له أيضاً أضراره، وقد شاهدنا جميعاً ما خلّفه من خسائر مادية وبشرية في العاصمة عدن، وخاصة في كريتر والمعلا.
ورغم الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها السلطة المحلية في عدن، إلا أن هذه الأمطار كشفت عن خللٍ واضح وعشوائية متجذرة، ظهرت في تجاوزات المتنفذين بالبناء على مجاري السيول، وفي انسداد قنوات التصريف بتكدس القمامة، لتتحول نعمة المطر إلى نقمة.
وإذا ما انتقلنا بالحديث إلى لحج الخضيرة، فالمشهد لا يختلف كثيراً. فالمزارعون يفرحون بهطول المطر الذي يروي أرضهم العطشى، لكن الخطر يتكرر في كل موسم، والنكبات تتوالى، بينما تبقى أصواتنا – نحن المواطنين – مجرد صدى لا يصل إلى مسامع السلطات المحلية المنشغلة.
ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى مايو 2021، حين شبّ حريق هائل في مخزن للأخشاب بالرباط، سنستحضر كيف وقف الجميع عاجزين أمام النيران. ونتذكر أيضاً حرائق العند وغيرها، بل وحتى حريق “البيجوت” في الحسيني قبل أكثر من ثلاثة عقود، حين وصلت عربة الدفاع المدني بلحج لإنقاذ الموقف، فإذا بها بلا ماء! يا لها من مأساة حُفرَت في الذاكرة.
واليوم، تفرض علينا هذه الأحداث سؤالاً مقلقاً: ماذا لو تكرر ما حدث في عدن البارحة في عاصمتنا الحوطة؟ ستكون الكارثة مضاعفة، بل أمّ الكوارث! فلا سيارات إطفاء، ولا دفاع مدني مجهز، شوارع محفّرة، قمامة متراكمة، غياب لمجارٍ منظمة لتصريف السيول، ومنازل مهددة بالانهيار. حينها، لن يجد الأطفال والأسر سوى الغرق والانزلاق في برك الموت.
لذلك، لا بد من وقفة جادة ومسؤولة. وهنا نوجّه نداءً عاجلاً إلى اللواء الركن أحمد عبدالله تركي، محافظ لحج، بضرورة إصدار توجيهاته العاجلة للجهات المختصة، والسلطات المحلية في الحوطة وتبن، وصندوق النظافة، والمياه، والكهرباء، لعقد اجتماع طارئ وبحث سبل الوقاية. المطلوب إجراءات فورية تشمل:
• إزالة القمامة من الشوارع.
• فتح قنوات تصريف مياه الأمطار.
• توعية سكان البيوت المتهالكة بضرورة الحذر واتخاذ الاحتياطات.
• ازالة المعوقات من شارع الحوطه الوحيد وردم الحفر.
• تفقد خطوط نقل الكهرباء المعلقة .
فالاستعداد المبكر خير من الندم بعد الكارثة، والعبرة واجبة قبل أن يفوت الأوان.
ويبقى سؤالنا الأخير الذي نطرحه بمرارة: متى سنرى سيارة إطفاء حريق في لحج؟
طاب أخير..وكما عودنا المحافظ تركي..ياليت يقوم غدا بزيارة وسير راجلة لشارع الحوطه ..