كريتر نت – متابعات
اختتم المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين في الأمم المتحدة بنيويورك برعاية فرنسية سعودية، أعماله بإصدار إعلان حدد خطوات ملموسة لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
ودعا “إعلان نيويورك” الذي أعدته فرنسا والسعودية اللتان تولتا رئاسة المؤتمر وأيّدته 15 دولة أخرى (بينها البرازيل وكندا وتركيا والأردن وقطر ومصر والمملكة المتحدة) وأيضا الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وسط غياب الولايات المتحدة وإسرائيل عن المؤتمر، إلى وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، من أجل إيجاد “حل عادل وسلمي ودائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني استنادا إلى حل الدولتين”.
وفي هذا السياق، شدّدت هذه الدول على أن “الحكم وحفظ النظام والأمن في كل الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية حصرا، مع الدعم المناسب”.
وتأكيدا على هذه المواقف، شددت الدول المشاركة على أنه “يجب على حماس إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية”.
وتستعيد هذه المواقف تعهّدات أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو تمهيدا لهذا المؤتمر وسعيا لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول بالاعتراف بدولة فلسطين.
وفي خطوة مهمة، “يدين” نص الإعلان هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة. وتعد هذه الإدانة ذات أهمية خاصة بالنظر إلى عدم صدور إدانة مماثلة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق.
ورحّب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في مقابلة مع قناة فرانس 24 ببيان “تاريخي وغير مسبوق”.
وقال إن “البلدان العربية، ودول منطقة الشرق الأوسط، تدين للمرة الأولى حماس، تدين (هجوم) السابع من أكتوبر، وتدعو إلى نزع سلاح حماس، وتدعو إلى استبعاد مشاركتها بأي شكل في حكم فلسطين، وتعبّر بوضوح عن نيتها إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مستقبلا، والانخراط إلى جانب إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية في منظمة إقليمية”.
ومن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بقية الدول الأعضاء إلى “تأييد هذه الوثيقة” بحلول مطلع سبتمبر.
ولم يغفل الإعلان الجانب الإنساني للصراع، حيث دعت الدول الـ17 إلى دخول بلا عوائق للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يهدده شبح المجاعة، ورفضت “استخدام الجوع وسيلة للحرب”.
كما عبرت الدول عن دعمها لـ”نشر بعثة دولية مؤقتة لإرساء الاستقرار” في غزة. وستكون هذه البعثة مكلفة بشكل خاص بحماية السكان المدنيين، و”دعم عملية نقل المسؤوليات الأمنية” إلى السلطة الفلسطينية، وتوفير “ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة” وقف إطلاق نار مستقبلي.
وفي بيان منفصل صدر مساء الثلاثاء في الأمم المتحدة، أكّدت 15 دولة غربية، من بينها فرنسا وإسبانيا، “دعمها القوي” لحلّ الدولتين.
ومن بين الموقعين على هذا البيان، أعربت وفود تمثل تسع دول لم تعترف بعد بدولة فلسطين عن “استعداد بلادها أو رغبتها الإيجابية” في الاعتراف. وتشمل هذه الدول أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والبرتغال، وسان مارينو.
ومن أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة، تعترف اليوم 142 دولة، بينها فرنسا، بدولة فلسطين. ويعكس هذا الزخم الدبلوماسي المتزايد إجماعا دوليا متناميا على ضرورة إحياء حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.