كريتر نت – متابعات
دعا معهد بحثي أمريكي بإدراج حزب الإصلاح الذراع المحلي للإخوان في اليمن على قوائم الإرهاب ، مؤكداً ان ذلك أول خطوات السلام.
ونشر المعهد الامريكي للمشاريع البحثية (AEI) دراسة للباحث الأمريكي مايكل روبين تطرق فيها الى المعارضة التي تبديها الأوساط السياسية والدبلوماسية في الغرب من تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
ويشير الباحث الى التبرير الغربي بأن “الشبكة الواسعة من تصنيفات الإرهاب سوف تؤدي إلى نتائج عكسية” ، مستشهداً بالرفض الأوروبي السابق لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية ، بحجة أن ذلك بذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان بسبب اندماج حزب الله في النسيج السياسي للبلاد.
الا أنه يُشير الى نتائج الضربات الإسرائيلية العنيفة التي أطاحت بقيادات حزب الله العام الماضي ، وكيف أنها تسبب في إحياء آمال لبنان في السلام بعد عقود من الحرب.
روبين تطرق الى النقاش الدائر حالياً في أمريكا حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية ، على غرار ما قام به حلفاء واشنطن مثل البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة.
موضحاً بان وزارة الخارجية لا تزال تُقاوم هذا التصنيف الواسع لسببين أولًا أن جماعة الإخوان المسلمين منظمةٌ مُنتشرة؛ بالإضافة الى أنها أيديولوجيةٌ أيضًا ويخشى الدبلوماسيون تحديدَ حدود الجماعة ، ثانيًا، ما يواجه البيت الأبيض من ضغوط من قبل دولٍ متعاطفة مع الإخوان المسلمين أو تابعةٍ لهم، مثل قطر وتركيا.
وإزاء ذلك ، يقترح الباحث على وزارة الخارجية الأمريكية تجاوز الجدل أن تقوم بتصنيف فروع محددة لجماعة الإخوان المسلمين، التي لا يمكن إنكار سجلها الإرهابي.
ومن هذا الفروع فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن المتمثل بحزب الإصلاح الذي يؤكد روبين بأنه يحتضن الإرهاب، مضيفاً :إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن السلام في اليمن ، فمن الضروري أيضاً تسمية التجمع اليمني للإصلاح في قوائم الإرهاب.
وينتقد الباحث الأمريكي منح لجنة نوبل النرويجية جائزتها عام 2011م الى الناشطة بحزب الإصلاح توكل كرمان ، معتبراً ان ذلك محاولة من اللجنة النرويجية لـ”تبييض صورة جماعة الإخوان المسلمين”.
ويشرح قائلاً : ضاعف حزب الإصلاح اليمني من هجماته الإرهابية بعد جائزة كرمان ، في العام نفسه الذي منحها فيه النرويجيون الجائزة، احتمى أنور العولقي، داعية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في منازل كبار مسؤولي الإصلاح.
ويسرد الباحث دلائل على ارتباط الإصلاح بالقاعدة ، حيث يشير الى تعاون الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية التابعة لحزب الإصلاح مع المجلس الأهلي الحضرمي الذي يديره تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال فترة سيطرة الجماعة الإرهابية على مدينة المكلا الساحلية بين عامي 2015 و2016 ، بالإضافة الى دعوات صدرت عن قادة الإصلاح بإشراك القاعدة في إدارة شؤون اليمن.
مشيراً الى إدراج واشنطن والأمم المتحدة للقيادي البارز في حزب الإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني، على قوائم الإرهاب ، مشيراً الى ان الزنداني يُعتبر شريك مقرب من مؤسس القاعدة أسامة بن لادن.
وفي ديسمبر 2016، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية الحسن علي علي أبكر، رئيس فرع حزب الإصلاح في محافظة الجوف، بتهمة “تقديم الدعم المالي والمادي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” ، وفي العام التالي، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على خالد علي العرادة، عضو مجلس قيادة حزب الإصلاح، لكونه عضوًا في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية رجل الأعمال اليمني والقيادي في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، “داعمًا دوليًا بارزًا لحماس”.
وفي حين يؤكد الباحث أن “سجل الإصلاح اليمني غني عن التعريف” في ارتباطه مع الجماعات الإرهابية ، يُعبر عن استغرابه من استهداف واشنطن للحوثين بسبب إرهابهم بينما تتعاون مع حزب الإصلاح باعترافها بهم كجزء من الحكومة اليمنية.
معلقاً بالقول :يحق لحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين التشكيك في جدية واشنطن في تمكينها حليفاً للقاعدة ، واصفاً خشية الدبلوماسيون من أن تصنيف حزب الإصلاح اليمني كمنظمة إرهابية قد يزعزع استقرار اليمن، بأنه “هراء”.
وختم بالقول :إن تمكين جبهة القاعدة لن يحقق الاستقرار أو السلام في اليمن؛ بل سيضمن استمرار فشلها ، حزب الإصلاح اليمني جماعة إرهابية تمامًا مثل حماس والحوثيين؛ وقد حان الوقت لمعاملته على هذا الأساس، وإعلام جميع اليمنيين بأن المجتمع الدولي سيقف إلى جانبهم ضد جميع المتطرفين، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو الطائفية.