كتب .. عهد الخريسان
في الوقت الذي أضحى المواطن الجنوبي بشكل عام و اللحجي على وجه الخصوص ضحية لصراعات نخبه الذي بات أغلبها يدور في فلك لا علاقة له بهم المواطن الذي بات كل همه قطعة ثلج يزاحم عليها في حر صيف ملتهب أو ساعة كهرباء يحظى بها طوال ال 24 ساعة أو أنبوبة غاز يفوز بها بعد عناء طويل، نجد مثل هؤلاء النخب المتفيهقة ينظرون و يتفلسفون عن الحكم الرشيد والمبادى الافلاطونية في إدارة المدينة الفاضلة منفصلون بذلك عن الواقع الكارثي الذي وصل إليه الشعب ليشكلوا بذلك جزء من معاناته بدل أن يكونوا ادواتا للحل ؟!!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر ما أصدره محافظ محافظة لحج اللواء أحمد عبدالله تركي من تعميم إلى مكاتب العموم بالمحافظة ومستشفى ابن خلدون العام في عدم التعامل مع وكلاء المحافظة أو المستشاريين الا بتكليف من عنده ،القرار الذي وجدته النخب المتفلسفة بيئة خصبة للخوض فيه سواء من معارضين رأوا في القرار خرقا قانونيا يؤسس لنظام محلي اوتوقراطي مغلق يستبد فيه الفرد بقراره ليجعل من ذاته مركزا للقرار لاغيا بذلك كل أشكال العمل المؤسسي مما ينذر بكارثة تهدم ما بقي من هيكلة الدولة وبين مؤيد رأى فيه الخيار الأمثل لتجنيب المحافظة اثر صراع النخب السياسية واستقطاباتها ومراعاة التراتبية الإدارية الأمر الذي يضمن إلغاء الغوغائية والعشوائية كما يضمن تغذية رجعية للقرار الإداري في المحافظة ويضمن عدم التناقض .
خلاف صحي لكنه لا يراعي الأولوية حيث أنه من المفروض أن تكون أولوية النخب هو كيفية التخفيف من معاناة المواطن الذي بات الطرف الخاسر من مهاترات النخب وتنازعهم على السلطة ليضيع المواطن بين الاولوجراكية الانتفاعية للنخب ومصالحها ،فمتى ياترى نشاهد في بلدنا تكاتف جهود النخب السياسية وأصحاب النقد والرأي من نخب الساحة اولويتهم هي المواطن و همومه بعيدا عن الأطر السياسية الضيقة وخلافاتها و ذوبانها في هذا السياق الغير المجدي ؟! .
ملحوظة أخيرة للناقدين الغير واقعيين الذين يتباكون على الحكم المؤسسي الرشيد نقول لهم حين تنتقدون اي ظاهرة سلبية عليكم انتقادها في سياقها العام دون أي تجزئة أو تخصيص فالبيروقراطية الإدارية والاستبداد موجودان في كل النخب السياسية في المحافظات الجنوبية بلا استثناء وتخصيصكم لطرف دون الآخر لا يعتبر نقد أكثر مما هو اسقاط مغرض يستهدف به طرف ويستثنى الآخر .
الأحد الخامس من شهر الحج الاعظم 1446هجرية
الموافق الفاتح من يونيو /حزيران 2025م