كريتر نت – حدث نيوز
في خطوة قد تعيد رسم المشهد السياسي اليمني، أعلن جمال الغراب، صحفي وناشط شمالي لاجأ في كندا، عن نيته وعدد من الشباب تأسيس “حراك شمالي” يطالب بفك الارتباط عن الجنوب.
ويرى الغراب أن هذا الحراك يمثل الحل الأمثل لتجاوز “فشل الوحدة المشؤومة” واستعادة ما يعتبره “عزيمة وكرامة الجمهورية العربية اليمنية” قبل عام 1990.
وعبر الغراب عن حبه العميق لعلم الجمهورية العربية اليمنية السابق، الذي يصفه بـ “الذاكرة الحية التي تنبض في قلبي”.
ويستذكر أيام ما قبل الوحدة، التي يرى أنها كانت من “أجمل مراحل حياتنا نحن أبناء الشمال”، حيث كانت البلاد تعيش “بنعيم الاستقرار والكرامة والعيش الرغيد”، وكانت “دولة يحترمها العالم”.
هذه الفترة، بحسب الغراب، عكست هوية وتاريخًا عريقًا لأبناء الشمال، وشكل العلم رمزًا للعظمة والكفاح والكبرياء.
وعلى النقيض، يقدم الغراب صورة قاتمة لواقع اليمن بعد الوحدة، متهمًا إياها بأنها السبب في “الفرقة والضعف والكراهية”.
لتقريب الصورة، يروي الغراب تجربة أسرته الشخصية، حيث تحولت حياتهم من “استقرار أشبه بحياة الخليجيين” إلى “فقر وغلاء في الأسعار وانعدام للأعمال وحياة أشبه بالجحيم”.
ويسخر من احتفالات النخب اليمنية بالوحدة، متسائلًا: “هل اليمن موحد أصلًا حتى نحتفل؟” مؤكدًا أن البلاد “ممزقة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها”.
وفي تحدٍ للمتاجرين بـ “ورقة الوحدة”، أشار الغراب إلى أن الحراك الشمالي سيسعى لفك الارتباط “بشكل ودي وبحسب القوانين والمواثيق الدولية”.
ووجه سؤالًا مباشرًا إلى المجلس الانتقالي الجنوبي: “هل سيقبل إخواننا في الجنوب أن نتحاور معًا حول هذا الأمر؟” مختتمًا دعوته بشعار #نعم_لفك_الارتباط.
ترحيب جنوبي بحراك الشمال
من جانبه، رحب نشوان العثماني، صحفي وكاتب يساري جنوبي بـ “الخطوة النوعية الموفقة” التي يمثلها الحراك الشمالي الجديد.
واعتبر العثماني أن هذه المبادرة “إبداع” و “نقطة التقاء” بين الحراك الشمالي ومطالب الجنوبيين بفك الارتباط.
ويرى العثماني أن “الوعي اليمني تعرض للتجميد”، وأن “مثل هذه المشاريع الخلاقة” هي الوحيدة القادرة على تحريكه وتجاوز حالة “الحيرة والدوخة” التي تسيطر على النخبة اليمنية تجاه واقع ما بعد 1994.
واختتم العثماني حديثه بدعم واضح للحراك، داعيًا إياهم إلى “المضي قدمًا”.
هل تشكل هذه الدعوات الشمالية لفك الارتباط بداية لتحولات جذرية في المشهد اليمني، أم أنها مجرد صدى لمطالبات سابقة قد لا تجد صدى واسعًا على الأرض؟