كتب .. أ.عادل الزريقي
هاجس اعتقاد الأحزاب الدينية بأن السلطة والحكم حق إلاهي محتكرا عليها يظل شبح يهدد استقرار الشعوب العربية .
هذا الوهم ، وهذا الهاجس ، اللذان تستمد منهما هذه الأحزاب شغفها ونهمها في الحكم ، ولو بطرق ملتوية وعلى حساب استقرار أوطانها ، جعلها لا تراعي إلا ولا ذمة في جعجعة الشعوب الناتجة عن الحروب والصراعات التي تلعب دور البطل في أحداثها ومجرياتها .
فقد بات من الواضح بأن اينما وجدت هذه الأحزاب ، وجد الصراع على السلطة ، ووجدت الفوضى ، ووجد الخراب ، فإن كانت هذه الأحزاب في المعارضة ترتهن للخارج وتستمد منه الدعم ، من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في بلدانها ، وإن وصلت الى السلطة تشبثت بها حتى الموت ، وأحرمت التكوينات السياسية الاخرى من المشاركة معها ، وإن شاركت جزئيا فيها تظل تعيق الطرف او الاطراف الاخرى ، من إحداث اي تنمية او استقرار ، سعيا منها للإنفراد بالسلطة دون غيرها عبر الفوضى ، وان لم تتمكن من الوصول إلى مبتغاها ، هدمت المعبد على رؤوس الجميع ، كما حدث في دول مايسمى بالربيع العربي .
لأنها لا تؤمن بالسلام ، ولا تؤمن بأن الوطن لجميع ابنائه ، ولا تحترم الطرف الآخر ، ولا تؤمن لا بالمشاركة السياسية ، ولا بالديمقراطية ، ولا بالشورى ، حتى ( الشورى ) كمصطلح ديني رباني ، نجدها تفسره على مقاسها ، وكما تمليء عليها اهوائها وشهواتها .
هذه الأحزاب مبدأها دائما ( أنا ومن بعدي الطوفان) ونهجها الاستبداد والديكتاورية ، وتكريس حكم الحزب الواحد والرأي الواحد ، الذي لا يؤمن بالتعددية السياسية ولا يتقبل ولا يعترف بالطرف الآخر.
لذلك لاسلام ولا استقرار ولا ديمقراطية ولا تنمية ، في البلدان التي توجد بها مثل هذه الاحزاب ، حتى تصحو من غفوتها وتستيقظ من سباتها العميق ، وتعود إلى صحوتها بالتخلص من هذا الوهم الزائف والمعتقدات الشيطانية .
فكل الدول العربية تحكم بالشريعة الاسلامية ، وجميع دساتيرها تنص : بأن الشريعة الاسلامية المصدر الوحيد والأساسي للتشريع ، فلا حاجة للشعوب العربية لأي جهة الوصاية عليها ، والنطق بلسانها دون تفويض قانوني أو شرعي منها ، ولا حاجة لها أيضا لهذه الشعوب لأي جهة أن توزع عليها صكوك الايمان ومفاتيح الجنة والنار ، ولم يكن معيار من هو مسلم او غير مسلم ؟! هو تربية اللحاة او شكل اللباس ، كما تتوهم هذه الأحزاب ، ولكن الايمان يقاس بما قر في القلب وصدقه العمل ، فالدين المعاملة ، والأوطان لاتبنى إلا بسواعد أبنائها ، وبمشاركتهم جميعا بالسلطة والحكم عن طريق الديمقراطية المتمثل بصناديق الانتخابات .