كريتر نت – متابعات
بعد جدل وخلاف بين الأوساط السياسية والثقافية الكويتية، شرعت الحكومة في إزالة اسم مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية “حسن البنَّا” من شوارعها، حيث كلف مجلس الوزراء الكويتي، أمس الثلاثاء، وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية نورة المشعان باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستبدال أسماء الأشخاص على الطرق والشوارع والميادين للتوجه نحو ترقيمها.
وتعتزم وزارة الأشغال، وبلدية الكويت، استبدال أرقام بأسماء الشوارع التي تحمل أسماء لشخصيات ليست من رؤساء الدول، وحسب قرار مجلس الوزراء الكويتي، فسوف تقتصر تسمية بعض الشوارع على السلاطين والملوك والحكام والأمراء ورؤساء الدول. وفيما يتعلق بالشوارع التي تحمل أسماء الدول والعواصم، فسوف يتم التعامل وفقاً للمعاملة بالمثل.
وحسب هذا القرار، سيتم استبدال اسم “شارع حسن البنا”، وإزالة المسمى الذي يرمز لمؤسس تنظيم “الإخوان المسلمين” من أحد شوارع الكويت.
ويقع “شارع حسن البن” في الرميثية، إحدى ضواحي مدينة الكويت، غرب منطقة البدع وشرق منطقة بيان، ويلتقي مع “شارع عبد الكريم الخطابي”، وهو أحد زعماء الاستقلال في المغرب، الملقب بـ”أسد الريف”، لأنه قاد “ثورة الريف”، في شمال المغرب نهاية الخمسينات ضدّ الاستعمارين الإسباني والفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى، ومن خلال هذا الشارع يمكن الوصول إلى «شارع البلاجات» مقابل شواطئ الخليج الزرقاء. كما يلتقي “شارع حسن البنا” من الناحية الأخرى بـ”شارع ناصر المبارك”، أحد أبناء حاكم الكويت مبارك الصباح.
وكان اسم “شارع حسن البنا”، محل سجال دائم في الكويت، ما إن يهدأ حتى يشتعل من جديد، في بداية أيلول (سبتمبر) 2020، تساءل الكاتب الكويتي أحمد الصراف، في مقال نشره في جريدة “القبس”: “كيف سمّي شارع باسم البنا؟!”، وقال: “آمنت جماعة الإخوان المسلمين بالعنف وسيلة للسلطة، إن لم تستطع الوصول إليها بطرق أخرى… (..) ولا يختلف الكثير من الباحثين عن الحقيقة أن من رحم الإخوان خرجت حركات وتنظيمات متشددة كثيرة، مثل (التكفير والهجرة) و(القاعدة)، وتالياً (داعش) وغيرها”.
وأضاف: “كان غريباً استمرار الكويت في احتضان (الإخوان) بهذه القوة وإبداء التساهل معهم وغضّ النظر وحتى التعاطف الحكومي، وتسمية أحد أكبر شوارع الرميثية باسم مؤسس (الإخوان)”.
ثم يقول: “تبين من محضر اجتماع اللجنة الحكومية المكلفة النظر في موضوع تسمية الشوارع، بتاريخ 23/10/1966، (..) قامت اللجنة بتسمية مئات الشوارع والحدائق والميادين، بناءً على أهمية المكان المطلوب تسميته، بعد تصنيفها ضمن فئات (..). اطلعتُ على تلك الكشوف، وعلى نصوص محاضر جلسات اللجنة الثلاث، ولم أجد بينها توصية بإطلاق اسم (حسن البنا) على أي شارع، وأجزم بأن لا أحد تقريباً سمع به في حينه، غير أعضاء (جماعة الإرشاد)، وبعض من انتمى لهم”.
ويضيف: “يقال إن عضواً في اللجنة قام تالياً بإضافة اسم البنا للكشوف، من دون علم بقية الأعضاء. وما يؤكد صحة هذا الاحتمال وجود إضافات تالية باليد لأسماء شخصيات معروفة على الكشوف، وبصورة شبه مريبة، بالتمرير أو بغيره”.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، تستوطن شوارع الكويت أسماء تاريخية من القادة العسكريين إلى الزعماء الدينيين، ورجال الفلسفة والمؤرخين، وغالباً ما تساءل مثقفون كويتيون عن غياب أسماء الشخصيات الكويتية، التي توجد بشكل أقلّ من غيرها، خصوصاً أسماء شهداء الكويت وشعرائها والنوابغ العلمية والفنية والرياضية التي مرّت على الكويت.















