كريتر نت – متابعات
حاول ساديو ماني، نجم النصر، الهروب من سطوة المصري محمد صلاح، نجم ليفربول المستحوذ على الأضواء في قلعة “آنفيلد”، لكنه اصطدم بهيمنة كريستيانو رونالدو، النجم الأول لـ”العالمي”.
ويعاني ماني من انتقادات قاسية من الجماهير ووسائل الإعلام في السعودية، بعد تراجع مستواه بشكل لافت مقارنة بانطلاقته مع النصر.
النجم السنغالي الدولي، الذي انضم للنصر مطلع الموسم الجاري، يعيش إحدى أسوأ فتراته التهديفية طوال مسيرته، بل إن الأمر وصل للمطالبة باستبعاده من تشكيل الفريق.
معاناة في ليفربول
عند النظر إلى أرقام ماني خلال فترته مع ليفربول (2016 حتى 2022) ستجد أنه كان أحد نجوم فريق تحت قيادة المدرب الألماني يورجن كلوب، ومع ذلك فإن السنغالي لم يحصل على التقدير المناسب، في ظل وجود صلاح.
وشارك ماني الثنائي البرازيلي روبرتو فيرمينو وفيليب كوتينيو قيادة هجوم ليفربول في أول مواسمه (2016-2017) بعد انتقاله قادمًا من سندرلاند، حيث قدم مستوى مميزًا لولا تعرضه للإصابة في الشهر الحاسم من الموسم.
وشهد ذلك الموسم 21 مساهمة تهديفية لماني في كل البطولات (سجل 13، وصنع 8)، خلال 29 مباراة.
لكن انضمام صلاح قادمًا من إيه إس روما في صيف 2017 سحب البساط من تحت أقدام ماني بعد الانطلاقة المذهلة للنجم المصري.
وتكفي الإشارة إلى أن صلاح في أول مواسمه مع ليفربول حطم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة بالدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليج” في موسم واحد (32 هدفًا).
وإجمالا سجل صلاح في ذلك الموسم 44 هدفًا، إضافة إلى 16 تمريرة حاسمة، ليصل إلى 60 مساهمة تهديفية في 52 مباراة، بمعدل أكثر من مساهمة في المباراة الواحدة.
في المقابل، اكتفى ماني بـ20 هدفًا و9 تمريرات حاسمة في 44 مباراة بنفس الموسم.
شعبية صلاح ازدادت تدريجيًا في ليفربول حتى أصبح هدافًا تاريخيًا للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم انضمامه بعد ماني.
وخلال المواسم الـ5 التي قضاها الثنائي معًا (حتى نهاية موسم 2021-2022)، عانى ماني من استحواذ صلاح على كل الأضواء، حتى فيما يتعلق بالإشادة من مدربه يورجن كلوب.
ذلك الوضع فجّر الأزمات بين الثنائي، حيث لا ينسى أحد مشاهد الغضب التي كانت تنتابهما كلما قرر كلوب استبدال أحدهما لصالح الآخر، كما أن تسديد ركلات الجزاء كان أحد نقاط الخلاف.
ورغم أن كلوب وصلاح وماني اعتادوا إنكار وجود أزمة، إلا أن روبرتو فيرمينو، الضلع الثالث في مثلث الرعب خلال تلك الفترة، كشف النقاب عن الأسرار خلال كتاب نشره نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال فيرمينو، في معرض حديثه عن علاقة صلاح وماني، “أعرفهما جيدًا، أكثر من أي شخص آخر، كنت دائمًا بينهما في الملعب، كنت ألاحظ النظرات ولغة الجسد وعدم الرضا حين يكون أحدهما غاضبا من الآخر، كنت أشعر بذلك كوني حلقة الوصل الهجومي بينهما، وكنت أيضًا بمثابة “عامل الإطفاء” في لحظات غضبهما”.
بايرن لم يكن الحل
أمام هذا الوضع، قرر ماني الرحيل صوب بايرن ميونخ، الذي كان يبحث هو الآخر عن بديل للبولندي روبرت ليفاندوفسكي مطلع موسم 2022-2023.
لكن هذه التجربة لم يُكتب لها النجاح، وانتهت بعد موسم واحد فقط، شهد إصابة طويلة للاعب، وخلاف شهير مع زميله ليروي ساني في غرف خلع الملابس، عجّل برحيل السنغالي.
وخلال ذلك الموسم، لعب ماني 38 مباراة بكل البطولات، وساهم في 18 هدفًا، بتسجيل 12، وصناعة 6 لزملائه.
كابوس كريستيانو
اعتقد ماني أن النصر سيكون فرصته للعودة إلى الواجهة، خصوصًا في ظل ثورة الصفقات التي أبرمتها الأندية السعودية، فقرر الانضمام إليه مطلع الموسم الجاري، إلا أن حلمه تحول إلى كابوس، بعدما فشل في إظهار قدراته بجوار رونالدو.
انطلاقة ماني كانت مبشّرة، إذ سجل 6 أهداف في أول 6 مباريات بدوري روشن السعودي للمحترفين، لكن النجم السنغالي لم يسجل أي هدف خلال آخر 8 مباريات لعبها بالمسابقة.
كما أحرز ماني هدفًا واحدًا في 5 مباريات بدوري أبطال آسيا، إضافة إلى هدفين في مباراتي كأس خادم الحرمين الشريفين.
في المقابل، فرض رونالدو كلمته بتسجيل 18 هدفًا في 20 مباراة بكل البطولات، كما يتصدر هدّافي الدوري السعودي بـ15 هدفًا.
ولم يستطع ماني أن يكون “النجم الأول” في صفوف النصر، كما لم يأخذ حتى مكانة “الرجل الثاني” في وجود الجناح البرازيلي أندرسون تاليسكا، الذي ساهم بأهداف أكثر منه.