كتب : ماجد الداعري
اليوم كلهم يسرقون بكل ما أوتوا من إمكانية ووسيلة وطريقة، ويتعاملون مع الوظيفة العامة، دون أدني حس إنساني أوشعور وطني ووازع أخلاقي بالمسؤولية تجاه شعبهم المنكوب بكل الأزمات.
ويلهفون بكل بجاحة اللصوص ودون حتي مجرد تفكير بأن هناك من قد يحاسبهم يوما ما على فعلتهم بحق بلدهم وشعبهم المسحوق جوعا وعناءا
ولذلك تجدهم اليوم يتسابقون سرا وعلانية لجمع أكبر قدر من الأموال والمكاسب وكأنها آخر أيامهم المتبقية لهم في السلطة والوظيفة والوطن، وعليهم استغلالها لنهب اكبر قدر ممكن من الأموال وتحقيق أعلى مستويات من الأمان المعيشي لهم ولمستقبلهم وأولادهم واحفادهم.
وبالتالي فمن أين يمكن للفساد أن يحارب في وطن منكوب باجشع لصوص في الأرض ؛ وكيف يمكن لأي إصلاحات اقتصادية أن تنجح وتنفذ في بيئة موبوءة بأوبخ عصابات لصوصية بالعالم، ترى الوظيفة مكسبا والسلطة غنيمة.
قيادات تراى أنها تعيش فرصتها الذهبية الآمنة لتحقيق أمنيات الثراء وان عليهم استغلالها ، قيادة تعرف ماذا تريد ولذا فهي على يقين بأنها لن تجد فرصة أفضل منها، ولا مرحلة مواتية يمكنه أن تضمن بها مستقبلها ومستقبل وأولاده من بعدها خيرا من الفرصة المتاحة لهم اليوم ، وطز في الشعب ومعاناته وجوعه فهذا موضوع آخر وقضية أكبر مني ومن منصبي وصلاحياتي وغيرها من الأعذار السخيفة التي يحاولون بها تبرير لصوصيتهم الإجرامية بحق شعبهم المنكوب بهم وحقد من جاء بهم وفرضهم علينا لتحقيق مصلحته على حسابنا ومعاناتتا وخيرات بلدنا المسروقة منا ونحن نجتر آهات القهر ونمسح عرق الحر المتصبب من جبيننا، نتيجة سياسة تعذيبنا بالحر وقطع الكهرباء، حتى يصبح تشغيل ساعة كهرباء أو الحصول على شربة ماء بارد وقطعة ثلج، منتهى أمنياتنا في وطننا الكريم المعطاء بكل الموارد والخيرات والثروات، والفقير إلى قيادة وطنية تمتلك إرادة شجاعة وتؤمن بحقنا في السيادة على بلدنا وتجبر الجميع على ضرورة احترام استقلال قرارنا الوطني ؛ وليس قادة تصنعهم غرف المخابرات واقبية العمالة والارتزاق للخارجي.