.
كتب : أ. عادل الزريقي.
تسنمت قيادة دفة إدارة البنك المركزي اليمني والامل مفعم في الانفس بأنك الملاذ والمنقذ للمشاكل المالية التي يعاني منها الوطن ، خصوصا وأن عقب وصولك لهذا المنصب كان هناك صدى كبير وواسع في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ، عن كفاءتك ، وعن شجاعتك واخلاصك عند تنفيذ مهام عملك ، ومما زاد يقين الناس بأنك فعلا ستكون المنقذ لهم هو تصريحاتك الرنانة عن عدم تهاونك مع أي فاسد أو نافذ ، أو أي عراقيل أخرى قد تعترض مسارك العملي سواء كانوا تلكم المتلاعبين في اقتصاد البلد من الداخل المصرفي أو من خارجه الذين يحاولون السيطرة على القرارات المالية في البلاد وتجييرها بما يخدم مصالحهم الشخصية وإنتماءاتهم الضيقة .
لكن ضاع كل ذلك الامل ، وتبدد ذلك التفاؤل ، وذهبت صدى كل تلك التصريحات والوعود هباء الرياح ، وزاد الطين بلة ومضاعفة المعاناة على المواطن تدهور قيمة العملة الوطنية حاليا أمام العملات الاخرى وإنهيار الاقتصاد الوطني وسقوطه في الهاوية بدون محاولة إنقاذه أو حتى تصريح من قبلكم يبين للشعب اليمني الأسباب والمبررات والحجج لذلك بصفتكم المعني الاول في مثل هذه الأمور حتى يستعيد الناس الامل ويزال عن الانفس الإحباط والقنوط .
اليمن ليس ملكا لرئيس الجمهورية ، ولا لأحد أعضائه ، ولا لمحافظ البنك ، ولا للسعودية ، ولا للامارات ، الوطن اليمني ملكا للشعب كل الشعب اليمني وبدون استثناء ، من المهرة وسقطرى حتى محافظة صعدة ، لذا لابد أن يعلم عن الجهة التي تلعب بشؤونه وبإقتصاده ، هل تلك الجهة هي التحالف ممثلا بالسعودية ودولة الإمارات ؟! ام رئيس الجمهورية أو أحد أعضاء المجلس أم جميعهم ؟! ام غير ذلك ؟! ولكونكم المختصين وظيفيا بالامور المالية والنقدية من المفترض بل من الواجب عليكم أن تسمون تلك الجهة للشعب حتى يقول الشعب كلمته ، ويتجه نحو المسار الذي يراه مناسبا للخروج من قمقم الأزمات التي يعاني منها .
لأن الصبر بذاته قد ضاق من صبر المواطن اليمني ، وقد طفح الكيل وزاد الضغط ، وبات الشعب كله بين قوسين أو أدنى من الانفجار ، فثورة الجياع لن ترحم الفاسدين اينما كانوا واينما وجدوا ، وسوف يزلزل الأرض من بين أقدام الطغاة والظالمين .