كريتر نت – متابعات
يجمع الدور نصف النهائي للنسخة الثالثة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم بين إسبانيا وإيطاليا وهولندا وكرواتيا من جهة من جهة ثانية، حيث تسعى المنتخبات الأربعة للسير على خطى البرتغال وفرنسا المتوجين بالنسختين الأولى والثانية تباعا.
يخوض المنتخب الإسباني موقعته أمام إيطاليا متسلحا بفوزه على “أتزوري” في عقر داره على ملعب “سان سيرو” في نصف نهائي نسخة عام 2021 عندما حلّ وصيفاً أمام فرنسا (خسر 1-2). تواجه المنتخبان في عدة مناسبات، بما فيها نصف نهائي أمم أوروبا 2020، حيث كانت الغلبة للإيطاليين بركلات الترجيح، في طريقهم لتطويق أعناقهم بالذهب على حساب انكلترا بالسيناريو ذاته على ملعب ويمبلي الشهير. وكان المنتخب الإسباني سحق نظيره الإيطالي 4-0 في نهائي كأس أوروبا 2012، عندما توج بلقبه الكبير الأخير.
ضغوطات كبيرة
يخوض رجال المدرب لويس دي لا فوينتي استحقاقهم القاري تحت ضغوطات كبيرة، بعد خسارتهم أمام اسكتلندا 0-2 في مارس خلال التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024. حلّ دي لا فوينتي بدلا من لويس إنريكي المقال من مهامه على خلفية خروج “لا روخا” من دور ثمن النهائي لمونديال قطر أمام المغرب بركلات الترجيح. قال حارس عرين إسبانيا أوناي سيمون أن أسلوب لعب المنتخب لم يتغيّر كثيرا تحت إشراف المدرب الجديد، مؤكدا في مؤتمر صحافي الإثنين “بتنا نلعب بشكل مباشر أكثر قليلاً، ولكن عامة لم يتبدّل (الأسلوب) كثيرا”.
وأضاف “هناك مجالات تتغيّر وعلينا التكيّف مع ذلك (لكن) لدينا العناصر الأساسية ومعهم سنخوض كل شيء ضد إيطاليا”. ويدين “لا روخا” ببلوغه نصف النهائي إلى إنريكي الذي قاده إلى صدارة المجموعة الثانية بفارق نقطة عن البرتغال (11 مقابل 10) وأمام سويسرا وتشيكيا. في المقابل، استدعى مانشيني خمسة لاعبين من إنتر وصيف مانشستر سيتي الانكليزي في دوري الأبطال اثر خسارته 0-1 في النهائي، علماً أن مدرب إسبانيا استدعى رودري صاحب هدف الفوز في المسابقة القارية الأم خلال أمسية اسطنبول.
وبعد غياب المنتخب الإيطالي عن مونديالي روسيا وقطر، ستكون مسابقة دوري الأمم فرصة أخرى له لاستعراض عضلاته. يقول مانشيني إن هذه المسابقة سمحت له باكتشاف عن كثب بعض المواهب الإيطالية الصاعدة، بما في ذلك جاكومو راسبادوري من نابولي وويلفريد نيونتو من ليدز الإنكليزي. وتابع لـ “ويفا”: “من دواعي سروري أن أترك هؤلاء الشباب يلعبون في مثل هذه المباريات رفيعة المستوى”. وأردف “جعلهم يتنافسون في مثل هذه المباريات القوية ساعدهم بالتأكيد على النمو”. خرجت إيطاليا منتصرة من مجموعة “الموت” الثالثة التي ضمت أيضاً ألمانيا وإنكلترا والمجر.
استعادة التوهج
يسعى منتخبا هولندا وإسبانيا لاستعادة الهيبة الأوروبية، وكرواتيا لتتويج أول، في حين يريد رجال المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني تعويض خيبة عدم التأهل إلى مونديال قطر العام الماضي بعد فوزهم بكأس أوروبا صيف 2021. نُظّم دوري الأمم للمرة الأولى عام 2018 بهدف إضفاء المزيد من التنافس على مباريات المنتخبات الأوروبية بدلا من المباريات الودية التي غالباً ما غاب عنها عنصر الإثارة، على أن تتأهل أربعة منتخبات إلى نصف النهائي من صدارة مجموعاتها ضمن التصنيف الأول.
توّجت هولندا التي بلغت ربع نهائي مونديال قطر، بلقبها الكبير الأخير عام 1988 بفوزها بكأس أوروبا بقيادة جيل ذهبي، مع ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد والمدرب الحالي للمنتخب البرتقالي رونالد كومان الذي قال السبت “بإمكاننا أن نكتب التاريخ”. وأضاف “كان الأمر دائما يتعلّق بكأس أوروبا أو كأس العالم، ولكن أضيف دوري الأمم الآن”. وأردف “ما زالوا يتحدثون عن عام 1988، عندما كانت (البطولة) تتضمّن ثمانية منتخبات. هذا يقول كل شيء”.
ويُعتبر كومان عرّاب وصول منتخب “الطواحين” إلى نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم عام 2019 (خسر أمام البرتغال 0-1) قبل أن يقرر التخلي عن منصبه لتدريب نادي برشلونة الإسباني (2020- 2021)، ليعود مجددا لتسلّم مهامه في يناير مطلع العام الحالي، آملا في أن يكون عامل الأرض تحفيزيا في التتويج المنتظر.
وقال المدرّب البالغ 60 عاما للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي (ويفا) للعبة “اللاعبون يضغطون على أنفسهم ويقدّمون أداءً أفضل كفريق”. تأهل المنتخب الهولندي إلى المربع الذهبي من دون هزيمة بعدما احتل صدارة المجموعة الرابعة التي ضمت بلجيكا وبولندا وويلز. حقق 5 انتصارات مقابل تعادل وحصد 16 نقطة. وتدرك هولندا صعوبة مهمتها بمواجهة منتخب كرواتي أثبت معدنه في مونديال قطر باحتلاله للمركز الثالث وبإقصائه البرازيل، أحد ابرز المنتخبات المرشحة للقب، في طريقه إلى نصف النهائي.
وسيكون دوري الأمم بالنسبة إلى العديد من اللاعبين الكرواتيين، أبرزهم “مايسترو” خط وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش (37 عاما)، فرصة أخيرة على المسرح الدولي لانتزاع لقب قاري، وهو أمر لم يسبق لكرواتيا أن حققته، رغم مسيرتها الناجحة في مونديالي روسيا 2018 (حلت وصيفة للبطلة فرنسا) وقطر. وقال المهاجم أندريه كراماريتش لموقع ويفا “سيكون من الرائع الفوز بدوري الأمم وانتزاع لقب لكرواتيا”. وتابع “بالنسبة إلى عدد من اللاعبين الأكبر سنا، تبدو هذه فرصة رائعة للاحتفال بمسيرتنا الدولية بالكأس”.
ثأرت كرواتيا من خسارتها أمام فرنسا في نهائي المونديال بفوزها عليها في باريس في طريقها لاحتلال صدارة المجموعة الأولى بفارق نقطة عن الدنمارك (13 مقابل 12)، في حين احتلت النمسا قاع الترتيب. وعلى غرار هولندا التي تفتقد لجهود مدافعها ماتيس دي ليخت للإصابة، سيغيب عن تشكيلة المدرب زلاتكو داليتش المدافع يوشكو غفارديول للسبب ذاته.