كريتر نت – متابعات
تعد المواجهة بين ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي في ذهاب ربع نهائي المسابقة القارية واحدة من المواجهات نادرة الحدوث في كرة القدم العالمية، لكن على الرغم من ذلك تصاحبها الإثارة والأحداث المشوقة. كما ستكون الأنظار شاخصة نحو مباراة بنكهة إيطالية تجمع نابولي بميلان.
ويواجه ريال مدريد حامل اللقب اليوم الأربعاء على أرضه فريق إنجليزي آخر هو تشيلسي، في إعادة لنصف نهائي موسم 2020 – 2021، حين خرج الفريق اللندني منتصرا (1 – 1 و2 – 0) وربع نهائي الموسم الماضي حين فاز النادي الملكي ذهابا خارج أرضه 3 – 1 وتأهل إلى نصف النهائي رغم خسارته إيابا في ملعبه 2 – 3 بعد التمديد في مباراة ملحمية، خصوصا من مهاجم ريال الفرنسي كريم بنزيمة. وذلك بعد تخلّصه من ليفربول في ثمن النهائي بالفوز عليه ذهابا 5 – 2 خارج الديار و1 – 0 إيابا. وسيلتقي الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بطل المسابقة أربع مرات كمدرب (رقم قياسي)، فريقه اللندني السابق.
مشوار مذهل
ناشد مدرب تشيلسي الإنجليزي فرانك لامبارد لاعبيه أن يضعوا عروضهم المخيّبة في الدوري الإنجليزي الممتاز وراءهم والسير على خطى المشوار المذهل للبلوز عام 2012 الذي شهد تتويجه في دوري أبطال أوروبا. وكان تشيلسي أحرز باكورة ألقابه في دوري الأبطال محققا مفاجأة مدوية آنذاك عندما تفوق على برشلونة بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في نصف النهائي قبل أن يهزم بايرن ميونخ الألماني في عقر داره في المباراة النهائية بركلات الترجيح.
كان السيناريو حينها مماثلا لوضع تشيلسي في الوقت الحالي، إذ كان يحتل مركزا متأخرا في الدوري المحلي، فقامت إدارة النادي بإقالة المدرب البرتغالي أندري فياش بواش وتعيين الإيطالي روبرتو دي ماتيو لاعب تشيلسي السابق مدربا في مارس 2012. كان تشيلسي قد خاض مباراة الذهاب في ثمن النهائي ضد نابولي الإيطالي بإشراف بواش وخسرها 1 – 3 قبل أن يقلب الأمور لصالحه إيابا بإشراف مدربه الجديد في العاصمة الإنجليزية.
وتولى لامبارد، الذي كان ضمن الفريق المتوج أوروبيا عام 2012، تدريب النادي اللندني بعد إقالة غراهام بوتر، وهي المرة الثانية التي يشرف فيها على تدريبه علما بأنه يعتبر أحد أساطيره بعد الجولات والصولات التي حققها عندما كان لاعبا في صفوفه. يحتل تشيلسي المركز الحادي عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد موسم مخيب شهد في مطلعه إقالة المدرب الألماني توماس توخيل في سبتمبر الماضي قبل تعيين بوتر بدلا منه، لكنه لم يمكث في منصبه أكثر من سبعة أشهر ليلقى المصير ذاته.
وعلى الرغم من أن المستوى الحالي لتشيلسي لا يبشر بقدرته على تحقيق مفاجأة مدوية ضد ريال مدريد حامل لقب المسابقة القارية 14 مرة (رقم قياسي)، فإن لامبارد اعتبر أن كل شيء ممكن إذا أظهر لاعبو فريقه الرغبة في تحقيق ذلك، مذكرا بإنجاز الفريق قبل 11 عاما بقوله في المؤتمر الصحفي المخصص لمواجهة ريال مدريد “كنا حينها نملك رغبة جامحة وشخصية قوية من كوكبة اللاعبين الموهوبين المتعطشين منذ سنوات للتتويج بدوري الأبطال”.
وأضاف “يتعين على أي مجموعة من اللاعبين أن تعيش فترة عصيبة لكي تصل إلى المجد”. ولم يفز تشيلسي في آخر أربع مباريات وقد خسر مباراته الرسمية الأولى بعد تعيين لامبارد الأسبوع الماضي أمام ولفرهامبتون 0 – 1 في الدوري. وقام لامبارد في مباراته الرسمية الأولى بعد تعيينه بإشراك المهاجم السريع رحيم سترلينغ أساسيا، وهو يعتمد عليه بشكل أساسي ضد ريال مدريد لزيادة فاعلية خط الهجوم العقيم. وعانى سترلينغ كثيرا في صفوف البلوز منذ انتقاله من مانشستر سيتي العام الماضي.
وسجل سترلينغ سبعة أهداف فقط هذا الموسم في مختلف المسابقات، من بينها الهدف الحاسم لتأهل فريقه إلى ربع النهائي في شباك بوروسيا دورتموند الألماني. ويعتقد لامبارد أن سترلينغ لا يزال بإمكانه التأثير بشكل إيجابي على تشيلسي، حيث قال “رحيم يملك خبرة هذا النوع من المباريات. هو أحد أفضل الأجنحة في العالم لفترة طويلة”. وأضاف “ارتقى بمستواه في مثل هذه المباريات في الماضي، لذا من الواضح أننا سنعتمد عليه فيما يتعلق بهذه الناحية لأن بعض عناصر الفريق ربما يكونون أصغر منه سنا وأقل خبرة”. وتابع “هذه المباراة لن تخيفه. أتذكر عدد المرات التي قلت فيها للأجنحة الشابة ‘شاهدوا لماذا يسجل رحيم سترلينغ 20 هدفا في الموسم’. أعتقد أنه لاعب كبير”.
مواجهة للتاريخ
سيكون ميلان الإيطالي، بطل المسابقة سبع مرات، الأربعاء في مواجهة مواطنه نابولي الذي فرض نفسه أحد أفضل الفرق في القارة العجوز هذا الموسم، بتصدره الدوري المحلي بفارق 16 نقطة عن لاتسيو وبلوغه ربع نهائي الأبطال لأول مرة في تاريخه. صحيح أن نابولي اقترب كثيرا من إحراز لقبه الأول في الدوري منذ 1990، حين كان يلعب في صفوفه أسطورته الأرجنتينية الراحل دييغو مارادونا، إلا أن ميلان اكتسحه مطلع هذا الشهر برباعية نظيفة في عقر داره، عندما غاب هدافه المصاب النيجيري فيكتور أوسيمين. وهذه أول مواجهة إيطالية في الأدوار الإقصائية منذ دربي ميلانو في نصف نهائي 2005. وقال مدرب نابولي ستيفانو بيولي “كنت أفضّل عدم ملاقاة فريق إيطالي. ميلان يملك خبرة مسابقة أحرز لقبها سبع مرات”.
وستكون المواجهة مثيرة خلال مباراة ميلان ونابولي الإيطاليين بين الجناحين الطائرين البرتغالي رافائيل لياو في صفوف الأول والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا في صفوف الثاني. ويتألق الجناحان بشكل لافت هذا الموسم؛ فقد سجل كفارا 12 هدفا في الدوري المحلي مقابل 10 للبرتغالي. وبعدما ألحق ميلان خسارة قاسية بنابولي برباعية بينها هدفان للياو، سُئل الأخير من هو الأفضل بينهما فأجاب “لا أدري. أنا من أنصار كفارا. أعشق ما يقوم به على أرضية الملعب، هو يشبهني قليلاً. يقدم مردودا جيدا جدا هذا الموسم”.
ويعتبر الجورجي مفاجأة الموسم في الدوري الإيطالي وعلى الصعيد الأوروبي بعد أن كان مغمورا جدا لدى قدومه من نادي دينامو باتومي مطلع الموسم الحالي وساهم بشكل كبير في تصدر نابولي الدوري الإيطالي حيث يتجه إلى التتويج بأول لقب فيه منذ عام 1990. وشكل كفارا ثنائيا خطيرا في خط المقدمة إلى جانب المهاجم النيجيري المتألق فيكتور أوسيمين متصدر ترتيب الهدافين (21 هدفا) والذي يحوم الشك حول مشاركته ضد ميلان.