كريتر نت – متابعات
تشهد تشهد محافظة المهرة ووادي حضرموت، شرقي اليمن، توسعاً مستمراً للاحتجاجات الشعبية المطالبة بتمكين أبناء المحافظتين من إدارة شؤونهم، في ظل إصرار وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان على إثارة الفوضى وإشعال الفتنة بقرارات تخدم الإخوان وتسعى لتمكينهم من المحافظتين.
وأصدر الوزير حيدان، مؤخراً، قراراً بتعيين أحد القيادات الأمنية المقربة من الإخوان من خارج محافظة المهرة على رأس جهاز قوات الأمن الخاصة -الأمن المركزي سابقاً- وهو ما قابله أبناء المهرة بالرفض الشعبي.
ونفذت الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي في المهرة، وقفات احتجاجية رفضاً لقرار وزير الداخلية الذي أقصى كوادر المحافظة وحرمهم من حقهم في تولي المناصب في السلك العسكري والأمني.
وتجمع العشرات من أعضاء الهيئة أمام بوابة معسكر القوات الخاصة وديوان محافظة المهرة للتعبير عن رفضهم لقرار الوزير حيدان. وشدد المشاركون في الوقفات على ضرورة تبني السلطة المحلية في المهرة لحقوقهم واستحقاقاتهم العادلة والمشروعة، وحفظ حقوق أبناء المحافظة في التمكين على مختلف المستويات وتنفيذ اتفاق الرياض بشقيه السياسي والعسكري.
مرحلة تصعيد قادمة
وأكد رئيس الهيئة العقيد محمد حسين الجدحي، أن هناك رفضا شعبيا للممارسات الإقصائية والتهميشية المستمرة لأبناء المهرة من قبل حكومة الفساد، موضحا أن قرار وزير الداخلية إبراهيم حيدان بتعيين القيادي “المجهلي” على رأس جهاز الأمن الخاصة في المهرة هدفه افتعال الأزمات.
وقال، إن الوقفات الاحتجاجية كانت بداية لتدشين مرحلة جديدة من مراحل التصعيد ضد نهج حكومة الفساد المتلاحقة والتي آخرها التعيين الاستفزازي لقادة عسكريين من خارج المحافظة متجاهلين الكوادر والقادة العسكريين والأمنيين من ابناء المحافظة، موضحا أن الهيئة العسكرية للجيش والأمن الجنوبي في المحافظة سبق وناشدت عبر بياناتها السابقة والحالية للاستجابة لمطالبها ومطالب أبناء المهرة في تمكينهم من إدارة شؤون محافظتهم عسكرياً وأمنياً وإدارياً.
وأوضح العقيد الجدحي، أن أبناء المهرة وجهوا رسائل واضحة برفض الممارسات الاستفزازية واستمرار سلب حقوقهم المشروعة، مشيراً إلى أن عدم تنفيذ مطالبهم والاستجابة لها سيدفع نحو اتخاذ خطوات تصعيدية حتى تحقيق كامل الأهداف في تمكين المهريين من إدارة مؤسساتهم الأمنية والإدارية.
خدمة للإخوان
قرار تعيين “المجهلي” المقرب من الإخوان على رأس الجهاز الأمني في المهرة، حظي بمباركة من قبل مكونات وقيادات إخوانية تغنت خلال الفترة الماضية بأحقية المهريين بمناصب محافظتهم.
ويوضح الناشط سالم علي المهري، أنه بعد تعيين القيادي العسكري اللواء محسن مرصع قائدا لمحور الغيظة، شنت وسائل الإعلام الإخوانية ونشطاؤهم وقياداتهم المحلية في المهرة حملات مسعورة رفضاً لقرار التعيين الذي أصدره رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بالرغم من أن الرجل كان يشغل منصب قائد لجهاز الشرطة العسكرية بالمهرة منذ سنوات وجرى تعيينه من قبل الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
وقال الناشط المهري، إن الإخوان برروا حينها حملاتهم ضد اللواء مرصع، كونه من خارج المهرة وأن هناك كوادر من أبناء المحافظة مؤهلة وتستحق المنصب، في حين أن السبب الحقيقي وراء رفض القرار كان عدم تبعية اللواء مرصع لمشروع الإخوان في إحكام السيطرة على المهرة.
وأضاف: اليوم ذات القيادات الإخوانية ووسائل إعلامهم أعلنت صمتها ومباركتها لتعيين القيادي “المجهلي” القادم من خارج المهرة لتولي منصب أمني رفيع داخل المحافظة، وسبب الصمت هنا واضح في كون الرجل المعين مقربا من التنظيم الإخواني وتم تعيينه من وزير الداخلية الموالي لهم.
تكرار سيناريو وادي حضرموت
قرار وزير الداخلية بتعيين “المجهلي” على رأس جهاز قوات الأمن الخاصة في المهرة، ليس الأول الذي جاء لإثارة الفتنة واستفزاز الشارع المهري.. خلال العام الماضي أصدر الوزير حيدان قرارا بتكليف القيادي الإخواني القادم من مأرب العقيد مروان مجاهد علي السبعي في منصب أركان حرب قوات الأمن الخاصة في وادي وصحراء حضرموت.
ولقي القرار موجة غضب شعبية في ظل الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سيئون ومديريات الوادي والصحراء، والتي طالبت بإيقاف العمل فيه ورفض التعامل معه، كون القرار جاء لتمكين سلطة الإخوان على السلك الأمني.
واستنكرت، حينها، الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت قرار وزير الداخلية إبراهيم حيدان. وأكدت رفضها لكل قرارات التحدي وتجاوز إرادة أبناء حضرموت في إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية لصالح الإخوان المسلمين سعياً منهم لتفجير الأوضاع في وادي حضرموت بعد أن كانوا سببًا في تفجيرها في محافظة شبوة.