كريتر نت – متابعات
عاد برشلونة وجماهيره إلى الاحتفالات بالألقاب من بوابة بطولة كأس السوبر قبل أيام، ليس فقط لأنها كانت على حساب ريال مدريد الغريم الأزلي، ولكن لأن الفوز بها جاء بالطريقة المرغوبة والتي كان يهندسها المدرب الشاب تشافي هرنانديز، لاسيما بعد معاناة السنوات الأخيرة والخروج دون بطولة في الموسم الماضي.
ووصل فريق برشلونة الإسباني مع المدرب تشافي هرنانديز إلى الطريق الصحيح. ذلك بعد ما توفرت جملة من العناصر المتفاعلة والمترابطة التي تُشكِّل كيانا واحدا. الفريق الوحيد الذي يُنتقد في حالة فوزه ببطولة هو برشلونة إذا غاب عنه الأداء المقنع، وذلك لأن الطريقة هناك ربما أهم من الفوز، والرحلة تتخطى في معناها لذة الوصول، وربما يُغفر لك عدم الوصول لأن القاعدة هناك أن تسافر جيدا.
استفاد تشافي بصفته مدربا للفريق من تلك القاعدة، لم تتحسن النتائج جذريا بعد وصوله الموسم الماضي خلفا لرونالد كومان، ناهيك عن الخروج من بطولة الدوري الأوروبي على يد فرانكفورت الألماني، لكن ما شفع له كان عمله الذي بدا جليا على أرض الملعب خاصة في المباريات الكبيرة، حتى لو شابته أوجه من القصور، وحتى عندما لم تخدمه النتائج كما في كلاسيكو السوبر.
بوصول ليفاندوفسكي ورافينيا وكوندي وكريستنسن، ودخول أليخاندرو بالدي، وعودة عثمان ديمبيلي، حظي الفريق بطفرة نوعية على مستوى الجودة والخصائص، لذلك كان لزاما على تشافي والكادر الفني الانطلاق بمقاربة مختلفة، أقرب إلى الإرشاد منها إلى خلق الأنماط التكتيكية، وصنع لغة مشتركة بين اللاعبين تساعد الجميع على تفسير المواقف داخل الملعب بالمنظور نفسه، لأن المجموعة الحالية قادرة على حل المشكلات بذاتية، لأن خصائصهم تسمح لهم بالابتكار.
اختبار سهل
يسعى برشلونة متصدر الدوري الإسباني لتحقيق فوزه الثامن تواليا في مختلف المسابقات عندما يحلّ ضيفا على جاره جيرونا السبت ضمن منافسات المرحلة التاسعة عشرة، أملا في الاستفادة من مواجهة مطارديه المباشرين ريال مدريد وريال سوسييداد عندما يتواجهان الأحد في قمة مباريات
هذه المرحلة. ويتصدر برشلونة الترتيب برصيد 44 نقطة متقدما بفارق 3 نقاط عن غريمه التقليدي ريال مدريد و6 عن سوسييداد. ويخوض رجال المدرب تشافي هرنانديز اختبارا سهلا على الورق أمام جيرونا الحادي عشر (21 نقطة) على وقع إنجاز التأهل إلى نصف نهائي الكأس، بفوزهم على ريال سوسييداد المنقوص 1 – 0 الأربعاء، بهدف المتألق الفرنسي عثمان ديمبيليه.
أثنى تشافي على لاعبه الدولي قائلا “هو حاسم وأراه سعيداً وفي حالة رائعة. هو أحد أفضل اللاعبين في مركزه في العالم. أنا سعيد جدا من أجله. لقد قلب الأمر ولم يكن ذلك سهلا في برشلونة. أنا أؤمن به كثيرا. اليوم، لعبه غير عادي”.
مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي يدرك أنه يحتاج إلى الفوز والنقاط الثلاث للبقاء على مسافة قريبة من غريمه اللدود
وتوج برشلونة في أوّل ألقاب لاعب وسطه السابق ومدربه الحالي بالكأس السوبر الإسبانية في العاصمة السعودية الرياض في الـ15 من الشهر الحالي بالفوز على الريال 3 – 1، قبل أن يتبعه بآخر في الدوري على خيتافي 1 – 0 في المرحلة الماضية.
كما لم يذق النادي الكتالوني طعم الخسارة منذ سقوطه أمام بايرن ميونخ الألماني في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في أكتوبر الماضي، ضمن سلسلة من 12 مباراة فاز في 11 منها وتعادل في واحدة.
وينافس برشلونة على 3 جبهات هذا الموسم حيث يتحضر لمواجهته المنتظرة أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في ملحق “يوروبا ليغ” الشهر المقبل. وقبل استحقاقه الأوروبي على ملعبه “كامب نو” في 16 فبراير المقبل، سيخوض برشلونة 4 مباريات في “لا ليغا” أمام جيرونا، ريال بيتيس، إشبيلية وفياريال.
من ناحيته، يدرك جيرونا العائد إلى دوري النخبة هذا الموسم وذلك للمرة الأولى منذ عام 2019، صعوبة المهمة الملقاة على عاتقه. فاز الفريق “الأبيض والأحمر” في خمس مباريات مقابل 6 تعادلات و7 هزائم، حيث يتقدم بفارق 4 نقاط عن أول المهددين بالهبوط. كما يتأخر بفارق 5 نقاط فقط عن أتلتيك بلباو الثامن، لذا يدرك جيدا أن فوزه على برشلونة سيقربه أكثر من مناطق الأمان.
مسافة قريبة
يمر جيرونا بفترة جيدة فهو لم يخسر سوى مرة واحدة في مبارياته الثماني الأخيرة في الدوري، وقد جاءت الخسارة في عقر دار فياريال الأحد من ركلة جزاء نفذها بنجاح لاعب “الغواصات الصفراء” داني باريخو في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.
وتكمن قوة جيرونا على ملعبه إذ حصد رجال المدرب ميتشيل سانشيز مونيوس 15 نقطة من مبارياتهم التسع هذا الموسم، غير أن عليه أن يواجه برشلونة، صاحب ثاني أفضل سجل في المباريات خارج الديار في الدوري، حيث حصد 21 نقطة من 8 مباريات. ولا تميل الأرقام لصالح جيرونا في آخر مواجهتين له أمام برشلونة، حيث خسر 0 – 2 في 19 يناير 2019، في حين عاد بتعادل ثمين من “كامب نو” في سبتمبر 2018.
من ناحيته، يدرك مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي أنه يحتاج إلى الفوز والنقاط الثلاث للبقاء على مسافة قريبة من غريمه اللدود، عندما يستقبل في تحدٍ صعب ثالث الترتيب سوسييداد الأحد.
وحجز “لوس بلانكوس” بطاقته إلى المربع الذهبي للكأس بفوز مستحق على جاره اللدود أتلتيكو 3 – 1 في ديربي العاصمة، إلا أنه خسر خدمات الفرنسي فيرلان مندي والبرازيلي رودريغو صاحب هدف التعادل بعد مجهود فردي رائع نظرا إلى الإصابة.
كما تحوم الشكوك حول مشاركة المدافع النمساوي دافيد ألابا الذي أدرج أنشيلوتي اسمه على قائمة المشاركين أمام أتلتيكو، قبل أن يعلن انسحابه من دون تحديد الأسباب. في حين لا يشذ الفرنسي أورليان تشواميني عن نظيره. وخسر الريال في مباراتين تواليا أمام فياريال 1 – 2 في المرحلة 16 من الدوري وبرشلونة في نهائي كأس السوبر، قبل أن يحقق 4 انتصارات تواليا.
وتميل الأرقام لصالح الريال الفائز26 مرة في المواجهات الـ42 الأخيرة بينهما، مقابل 8 هزائم، علماً أن الفوز الأخير لسوسييداد يعود إلى فبراير 2020 في الكأس (4 – 3) على ملعب “برنابيو”، في حين حقق فوزه الأخير على النادي الملكي في الدوري في مايو 2019. من ناحيته، حقق النادي الباسكي سلسلة من 9 انتصارات تواليا في مختلف المسابقات، قبل أن يخسر أمام برشلونة في ربع نهائي الكأس، حيث فشل أيضا في التسجيل للمرة الأولى في 11 مباراة.