الاستاذ منصور عبيد حسين
تعبت قدماه ..ونحل جسده.. ولكنه لم يفقد الامل… تناول لقيمات الغداء مع امه بسرعة ،غسل يديه وذهب الى الفراش ليريح جسده المنهك وضع راسه على المخدة نظر اليها فاشتعل عقله وطار التعب .. انزلها ضمها فهي حلمه ،غربته ،وطنه المنشود،عاد الى الفراش ،مددها بجواره مد يده الى باكت السجارة ،اشعل حبة ،تنفس بعمق، شعر ان جو الغرفة صارخانقا نظر اليها… فاعادها الى مكانها ثم انطلق الى الخارج ، الشمس تجلد الارض ، السماء صافية لاتبشر بغيث ، اكوام القمامة ..طفح المجاري ..زاد من توتره . جلس تحت احدى الاشجار المتناثرة هنا وهناك ،مد بصره الى الارض المترامية امامه وقد تحولت في اغلبها الى اعمدة خرسانية ..من يفعل ذلك بمعشوقته لعن العشوائية ،الدولة …اخرج منديله الورقي ليمسح حبات العرق مرره على مقدمة راسه التي تصحرت منذ ان عاد الى ارض الوطن ..! اشعل سجارة جديدة ،اخذه خيط دخانها ليسمع رنات كلمات اصدقائه ضحكاتهم . اعمل مدرسا ، انه المجال الوحيد لكل من هب ودب…! انا ماجستير هندسة زراعية اعمل مدرسا .. اتنفس رائحة الطباشير وضجيج الطلاب بدلا من عبق الارض ورائحة مزروعاتها… قام كالملسوع ..طرق باب الدار فتحت له امه … دخل مسرعا الى غرفته انزلها ،كاد ان يحطمها تراجع ، اراد ان يسجنها دولاب ملابسه حتى لايراها ، لكنه خاف من زعل امه فهي تريدها معلقة لتتفاخر بها امام زوارها….!!!!