كريتر نت – متابعات
تعتبر حضرموت أكبر محافظات اليمن من حيث المساحة، وتتكون من 30 مديرية، وهي واحدة من أغنى مناطق اليمن بموادر النفط والغاز الطبيعي، ومن ثم كانت دوماً تحت نظر الإخوان.
حشود اليمنيين الغاضبين لبّوا دعوة المجلس الانتقالي، وخرجوا في مليونية غاضبة نظّمتها قبائل حضرموت في الشرق؛ حيث تمركز المتظاهرون في مدينة سيئون، ومنها انطلقت مليونية الخلاص، التي نددت بميليشيا حزب الإصلاح الإخواني، بعد أن رفضت الأخيرة تنفيذ اتفاق الرياض، والذي ينص على نقل القوات التابعة للإخوان إلى نقاط التماس الميداني مع الحوثي، على أن تتولى قوات النخبة الحضرمية كلّ ما يتعلق بالملف الأمني، وذلك بدعم لوجيستي من قوات التحالف العربي.
تهرب الإخوان من إعادة الانتشار
ميليشيا “الإصلاح” رفضت التحرك تجاه الجبهة، وفضلت ممارسة السلطة على قبائل حضرموت، بدلاً من مواجهة الحوثيين، الأمر الذي تسبب في غضب شعبي واسع؛ حيث خرج أبناء القبائل بالآلاف، للمشاركة في مليونية الخلاص من الإخوان.
كان سعيد المحمدي، رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، قد طالب أبناء القبائل الحضرمية بالتجمع في مليونية بمناسبة ذكرى ثورة 14 تشرين الأول (أكتوبر)؛ وتحويل الاحتفالية إلى مليونية كبرى، “تتويجاً للبرنامج التصعيدي السلمي، الذي نفذه أبناء وادي وصحراء حضرموت على مدى الأشهر الماضية؛ للمطالبة بإخراح قوات المنطقة العسكرية الأولى. وإحلال بدلاً عنها قوات حضرمية”. مطالباً التحالف العربي بالضغط من أجل تطبيق بنود اتفاق الرياض، وإخراج ميليشيا الإخوان إلى الجبهة.
المحمدي فنّد “محاولات التزييف البائسة، التي تقوم بها جماعة الإخوان؛ لتوجهات أبناء حضرموت؛ بهدف الإبقاء على نفوذها في وادي حضرموت”. وثمّن في الوقت نفسه ما أطلق عليه وحدة صف أبناء حضرموت، والذي تجلّى بوضوح في تلاحمهم البطولي في مليونية الخلاص من الإخوان، مؤكداً أنّ “نجاح المليونية، والتعبير عن إرادتهم وتطلعاتهم في إدارة شؤونهم، ضمن دولة جنوبية فيدرالية مستقلة، ساهم في إيصال الرسالة”.
من جهة أخرى، طالب المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، بإنهاء التوتر القائم في وادي حضرموت، وإخراج قوات الإخوان إلى جبهات القتال لمواجهة الحوثيين، لافتاً إلى ضرورة تطبيق اتفاق الرياض، حيث لم يعد هناك أيّ مجال “للإبطاء في عملية تنفيذ هذه الأمور؛ لأنّ مجلس القيادة الرئاسي ملتزم بمشاورات واتفاق الرياض، وينبغي عليه أن يتحرك بسرعة لإنهاء حالة التوتر القائمة في الوادي الآن”. وأضاف في لهجة تصعيدية: “إذا فرضت علينا الحرب، سواء لمواجهة الحوثي أو معركة غيرها؛ فالجنوب على قلب رجل واحد، وسيدافع عن كل شبر من أرضه، سواء في حضرموت أو المهرة أو شبوة أو غيرها؛ لأنّ القضية واحدة والهدف واحد، وبالتالي فإن لم يخرجوا بالسلم، ربما تتعقد الأمور وتصبح الخيارات الأخرى موجودة”.
محاولة تلفيق إخوانية فاشلة
كشف علي الكثيري، المتحدث باسم الانتقالي، عن مأزق الإخوان بعد أن انفض عنهم الجميع في وادي حضرموت، حيث لجأت ميليشيا “الإصلاح” إلى تشكيل تجمعات وهمية، من أجل إيهام الشعب أنّ بعض القبائل تؤيدهم، لافتاً إلى أنّ “القيادي في حزب الإصلاح، صلاح باتيس، ومجموعة من أنصار الحزب، هم وراء تجمع قبلي يحمل اسم آل كثير في وادي حضرموت”، وذلك في إطار مخطط إخواني ساذج؛ يهدف إلى خلق مشروعية كاذبة.
وكشف الكثيري أنّ “قبيلة آل كثير لديها مجلس واحد، هو مجلس قبائل آل كثير، هذا المجلس الرسمي يضم مشايخ كل قبائل آل كثير، وهو الأساس الذي يتحدث باسم القبيلة”. وبالتالي فلا صحة لما يدعيه الإخوان كذباً، أثناء محاولتهم تلفيق الحقائق.
تلاحم شعبي
وشهدت مليونية الخلاص مشاركة نسائية لافتة إلى جانب الرجال، في إصرار شعبي واضح على الخلاص من الإخوان، وكشف أحد المتظاهرين في حديث لصحيفة “العين”، عن تعمد الإخوان إطلاق النار على الوفود القادمة من المناطق الغربية لحضرموت، إلى جانب قطع شبكة الإنترنت عن مدينة سيئون.
الدكتور محمد الفرجاني، الباحث المختص بالشؤون العربية، خصّ “حفريات” بتصريحات قال فيها إنّ ما شهدته ساحة قصر سيئون، والشوارع المؤدية إليها في جمعة الخلاص، خير دليل على السقوط الشعبي للإخوان في اليمن؛ حيث انتفض أبناء أحد أهم المعاقل الإخوانية، ضدّ سيطر ميليشيا حزب الإصلاح بحشود مليونية، طالبت برحيل عناصر المنطقة العسكرية الأولى.
ويرى الفرجاني أنّ وجود الإخوان أمر لم يعد يقبل به أبناء الجنوب، وهو ما تجلى بوضوح في هذا التضافر بين المشايخ والأعيان والشخصيات القيادية وجموع الشعب في وادي حضرموت؛ حيث قدّم الجميع ولاءه لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة سيئون، رغم أنف الجماعة وتحت نظر عناصرها المسلحة، كما رددت الجموع اسم، عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وطالبته بالتدخل لإنقاذ أبناء مديريات الوادي والصحراء من عسف الإخوان وتغولهم.
ولفت الفرجاني إلى أنّ اختبار السلطة يؤدي دائماً إلى إثبات فشل الإخوان، وها هي حضرموت تنتفض ضدهم بعد سنوات من وجودهم، بعد أن عانى أبناء المحافظة من تواطؤ الإخوان وانتهاكاتهم المستمرة، واستيلائهم على ثروات المثلث النفطي، والتنكيل بالمعارضة، في أقبية الموت، وكذا محاولتهم التمكين لأنصارهم، والاستيلاء على الأراضي، حيث دفع أبناء القبائل ثمناً هائلاً لظلم الإخوان وفشلهم، والآن حانت لحظة الخلاص، ولن يستطيع الإخوان مهما حاولوا العودة بعقارب الساعة إلى الوراء.
المصدر حفريات