كريتر نت – متابعات
بدأت الجمعة “استفتاءات” الضمّ في المناطق الأوكرانية الخاضعة بشكل كامل أو جزئي لسيطرة روسيا، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية، في خطوة دانتها كييف وحلفاؤها واعتبرتها غير قانونية وتمثل تصعيدا في النزاع.
ومن المقرر أن يستمر التصويت الذي بدأ عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش، حتى 27 سبتمبر في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا (شرق) وفي منطقتَي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الروس (جنوب)، في خضمّ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
وكانت السلطات التي قامت موسكو بتعيينها في أربع مناطق أوكرانية تمثل نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، قد أعلنت الثلاثاء عزمها على تنظيم استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا، وذلك بدءا من 23 ولغاية 27 سبتمبر.
لكن لا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع، وتسيطر على نحو 60 بالمئة فقط من دونيتسك.
وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء غزو أوكرانيا في فبراير، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون “انضمام جمهوريتهم إلى روسيا”، بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس.
وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح السؤال “هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟”.
كما أوضحت تاس أنه “نظرا لضيق الوقت والافتقار إلى المعدات التقنية، اتخذ القرار بعدم إجراء تصويت الكتروني واستخدام البطاقات الورقية التقليدية”.
وستكون الإجراءات في المناطق الأربعة غير تقليدية إلى حد بعيد، بحسب تاس.
نتائج الاستفتاء يعتقد أنها ستكون حتما لصالح روسيا
وقال ليونيد باسينشيك رئيس “جمهورية لوغانسك” المعلنة من جانب واحد، لوكالة تاس إن المنطقة تنتظر هذا الاستفتاء منذ 2014 مضيفا “إنه حلمنا المشترك ومستقبلنا المشترك”.
ومن جانبه، قال فلاديمير روغوف، وهو مسؤول في الإدارة المدعومة من روسيا في تلك المنطقة “بدأ التصويت في الاستفتاء على أن تصبح منطقة زابوريجيا جزءا من روسيا باعتبارها كيانا أصيلا من روسيا الاتحادية! إننا عائدون إلى الوطن!”.
وتأتي استفتاءات الضم في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة إلزامية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط، والتي بدورها لقيت تنديدا في دول الغرب.
وجاءت التعبئة بعد استعادة القوات الأوكرانية غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد استعادت فيه كييف مئات القرى والبلدات التي ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية.
وأي ضم للمناطق الأربع إلى روسيا، وهو أمر مفروغ منه بالنسبة لغالبية المراقبين، سيمثل تصعيدا كبيرا جديدا في النزاع.
ويجري التصويت في ظل انتشار أمني مكثف لضمان سلامة العملية، وسط استمرار القصف الأوكراني للمناطق المحررة واحتمال قيام سلطات كييف بأعمال إرهابية وتخريبية لعرقلة الاستفتاءات.
ولضمان حقوق اللاجئين، أقيمت مراكز اقتراع في أنحاء روسيا، ومنذ ساعات فتحت أبوابها مراكز التصويت الواقعة في المقاطعات والأقاليم بشرق روسيا.
وتؤكد روسيا أن الاستفتاءات فرصة لسكان المنطقة للتعبير عن آرائهم، إذ قال وزير الخارجية سيرغي لافروف هذا الأسبوع “منذ بداية العملية.. قلنا إن شعوب المناطق المعنية يجب أن تقرر مصيرها”.
مقابل ذلك، تقول كييف إن موسكو تنوي تصوير نتائج الاستفتاء على أنها علامة على دعم شعبي، ثم استخدامها ذريعة للضم، على غرار استيلائها على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي.
ومن خلال دمج المناطق الأربع مع روسيا، يمكن لموسكو تبرير التصعيد العسكري على أنه ضروري للدفاع عن أراضيها.
وقال بوتين الأربعاء إن روسيا “ستستخدم كل الوسائل المتاحة” لحماية نفسها، في إشارة على ما يبدو إلى الأسلحة النووية، مضيفا أن هذا “ليس خداعا”.
وقال دميتري ميدفيديف، الذي كان رئيسا لروسيا من 2008 إلى 2012، في منشور على تيليغرام “التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام كل قوى الدفاع عن النفس”.
أعضاء لجنة محلية يجتمعون في مركز اقتراع قبل الاستفتاء المخطط له في دونيتسك
ويعتقد أن نتائج الاستفتاء ستكون حتما لصالح روسيا. وكانت النتيجة الرسمية للتصويت في شبه جزيرة القرم في عام 2014، الذي قوبل بانتقادات دولية بوصفه مزورا، هي تأييد الضم بنسبة 97 بالمئة.
وندد قادة العالم بالاستفتاءات بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال حلف شمال الأطلسي إن “الاستفتاءات الصورية… غير قانونية وغير شرعية”.
كما قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تراقب الانتخابات عادة، إن النتائج لن تكون لها قوة قانونية لأنها لا تتوافق مع القانون الأوكراني أو المعايير الدولية ولأن المناطق غير آمنة.
واعتبرت أوكرانيا أن الاستفتاءات مؤشر على خوف موسكو. وقلل الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أهمية “الاستفتاءات” الخميس قائلا “أي قرار قد تتخذه القيادة الروسية لا يغير شيئا بالنسبة لأوكرانيا”.
وأضاف “ما يهمنا بشكل قاطع هو المهام التي أمامنا. وهي تحرير بلادنا والدفاع عن شعبنا وحشد الدعم العالمي (الرأي العام) لأداء هذه المهام”.
كما قال سيرغي جايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك، إن مدير إحدى الشركات في بلدة بيلوفودسك التي تسيطر عليها روسيا، أخبر الموظفين أن الاستفتاء إلزامي وأن من يرفضون المشاركة سيُطردون وتسلم أسمائهم إلى جهاز الأمن.
وأضاف أن السلطات الروسية في بلدة ستاروبيلسك منعت السكان من المغادرة حتى الثلاثاء مع إرسال مجموعات مسلحة لتفتيش المنازل وإجبار الناس على الخروج للمشاركة في الاستفتاء.