كريتر نت – وكالات
في اليوم الثالث لزيارته لبنان، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، خلال جولة في مرفأ بيروت السبت، إنه “لا يمكن العودة لعصر كان يحدث فيه أي شيء على المرفأ أو على حدود لبنان، وهو ما أسهم في هذا الوضع”، مشدداً على أنّ الولايات المتحدة لن تسمح بعودة الفوضى إلى حدوده البرية والبحرية.
وأكد هيل أن “فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) سيصل إلى بيروت، وسنحرص على حصول اللبنانيين على إجابات شفافة حول ما حصل”.
والتقى هيل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وأكد جعجع، وفق بيان صادر عن مكتبه، أن “الحل الفعلي للخروج من الأوضاع المتردية التي وصلت إليها البلاد يبقى كامناً في تقصير ولاية مجلس النواب الحالي والدعوة إلى انتخابات مبكرة تبعاً لقانون الانتخابات النافذ باعتبار أنه طالما أن المجموعة المتسلطة باقية في السلطة فلا حل ممكناً ولا خروج من الأوضاع المأزومة التي ترزح تحتها البلاد”.
ولم يعارض جعجع، “إذا كان لا مفر في الوقت الراهن”، تشكيل حكومة جديدة، مشترطاً أن تكون “مستقلة فعلياً من أجل الاهتمام بشؤون الناس الآنية الملحة”.
نداء إنساني
أطلقت الأمم المتّحدة الجمعة نداء إنسانياً لجمع تبرّعات بقيمة 565 مليون دولار لمساعدة لبنان بعد 10 أيام من الانفجار المدمّر الذي وقع في مرفأ بيروت وأوقع 171 قتيلاً على الأقل وأكثر من 6500 جريح.
وقالت المنظّمة الدولية في بيان إنّها “أطلقت نداءً إنسانياً بهدف جمع ما قيمته 565 مليون دولار بهدف مساعدة لبنان على الانتقال من الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة الفورية إلى التعافي وإعادة الإعمار، وفي نهاية المطاف نحو الانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل”.
وأوضح البيان أنّ هذه التبرّعات ستخصّص للمساهمة في جهود “الأمن الغذائي، من خلال التوصيل الفوري للوجبات الساخنة وحصص الإعاشة الغذائية لتحقيق الاستقرار في إمدادات الحبوب الوطنية والصحة، من خلال إعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، وتوفير مجموعات علاج الإصابات والأدوية الأساسية ومن خلال توفير النقود للمأوى للعائلات التي تضررت منازلها وتمويل إصلاح المباني والمرافق التي تضررت من الانفجار والحماية، وكذلك دعم نظافة المياه والصرف الصحي”.
ونقل البيان عن نجاة رشدي، المنسّقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان، قولها إنّ “مهمة إعادة بناء حياة الناس والتعافي من الدمار ما زالت في بدايتها”. وأضافت “أحثّ المجتمع الدولي على إظهار التزامه الثابت تجاه شعب لبنان وأن يسدّد بدوره كرم لبنان المذهل تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين”.
من جانب آخر، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، الجمعة، أنه سيقدم المساعدة إلى السلطات اللبنانية في ما يتعلق بالتحقيق في سبب الانفجار. وقال المكتب في بيان لـ “رويترز” إنه سيشارك في التحقيقات “بناء على طلب الحكومة اللبنانية”.
وأضاف: “بما أن هذا ليس تحقيقاً من قبل المكتب، فلن يقدم تعليقاً إضافياً في الوقت الحالي. يجب توجيه المزيد من الأسئلة إلى السلطات اللبنانية بصفتها المحققة الرئيسية”.
وقال مسؤول في تطبيق القانون، لـ “رويترز”، إنه لا يمكنه تقديم تفاصيل عن نوع المساعدة التي سيقدمها المكتب، وما إذا كان أفراده في طريقهم بالفعل إلى بيروت.
والانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية في الرابع من أغسطس (آب) الجاري ونجم عن تخزين كمية هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفئها حوّل بيروت إلى مدينة منكوبة، وأودى بحياة أكثر من 170 شخصاً وأصاب أكثر من 6500 بجروح، عدا عن تشريد نحو 300 ألف تضرّرت منازلهم.
ضحيتان من كندا
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الجمعة، أنّ اثنين من مواطنيه قتلا في انفجار بيروت، الذي أوقع 171 قتيلاً على الأقل وأكثر من 6500 جريح.
وقال ترودو في بيان “اليوم، أنضمّ إلى الكنديّين في جميع أنحاء البلاد للحزن على فقدان مواطنَين كنديّين في الانفجار المأساوي في بيروت”.
وأضاف أنّ “أولويتنا الأولى هي ضمان حصول الكنديين وعائلاتهم الذين تضرّروا من الانفجار على المساعدة القنصلية اللازمة للتعامل مع هذا الوقت العصيب”.
وأوضح أنّه “بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواطنين اللبنانيين في كندا، بشكل مؤقّت، تمديد إقامتهم في كندا إذا لم يتمكنّوا من العودة إلى ديارهم بسبب الانفجار”.
وشدّد ترودو على أنّ “كندا ستواصل الوقوف إلى جانب شعب لبنان ودعمه في بداية المهمة الصعبة المتمثّلة في إعادة بناء حياتهم ومدينتهم”.
وذكّر ترودو في بيانه بأنّ حكومته “قدّمت 30 مليون دولار كمساعدة في أعقاب الانفجار لمساعدة الشركاء الموثوق بهم على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة”.