كريتر نت – عدن
أنهى المجلس الرئاسي جولته الخارجية التي شملت كلا من الكويت والبحرين ومصر وقطر، حصل خلالها على وعود خليجية بتقديم الدعم لليمن لمواجهة الازمات التي تضرب البلاد، فضلا عن وعود جديدة قدبمة ، لدغدغة العواطف بضم البلاد إلى نادي الأغنياء، مجلس التعاون الخليجي.
وفي الوقت الذي كان ينتظر عودة المجلس الرئاسي إلى عدن، لمواصلة الجهود لحلحلة الازمات خصوصا الاقتصادية منها، توجه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة السعودية الرياض، في خطوة أثارت مخاوف اليمنيين من عودة سيناريو الرئيس السابق عبدربه منصور هادي .
تشير مصادر مطلعة، إلى أن عودة المجلس الرئاسي إلى الرياض لم تكن ضمن البرنامج الرسمي للجولة الخارجية، لكنها على الأرجح جاءت على وقع الإحتجاجات ومتابعة الوعود السعودية التي تبخرت فور عودة المجلس إلى عدن قبل أكثر من شهر.
وتثير عودة الرئاسي إلى الرياض تساؤلات حول طبيعة المرحلة القادمة خصوصا مع التغيرات الطارئة على الأرض، بالتزامن مع إنطلاق تظاهرات شعبية غاضبة في عدن نتيجة سوء الأوضاع الخدمية والمعيشية، وتراجع العملة.
ووصل الرئيس العليمي الى الرياض صحبة عدد من أعضاء المجلس أمس الأول الأحد في زيارة غير معلنة، لوحظ أنها جاءت في وقت يقوم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزيارة خارجية لعدد من الدول في مقدمتها مصر، ما يعني أن المجلس سيكون عليه الإنتظار حتى عودة بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية.
سياسيا، فتحت السعودية قنوات اتصال مع الحوثي عبر وساطة عمانية، لابرام تفاهمات جديدة بين الجانبين، والمؤكد أنها لم تخطر حلفاءها المفترضين في الشرعية، كما سبق أن فعلت عندما أبرمت اتفاق هدنة مع الحوثيين مطلع ابريل وطلبت من الشرعية الموافقة فحسب.
وتأتي هذه المباحثات السعودية في وقت رفضت فيه مليشيا الحوثي كل مقترحات الأمم المتحدة بشأن فتح طرق رئيسية للتخفيف من الحصار المفروض على تعز منذ أكثر من سبع سنوات.
وقد ذهب السعوديون الى تمديد الهدنة لشهرين آخرين والضغط على المجلس الرئاسي، للقبول بذلك، دون اي تنازلات من قبل الحوثيين .
أما اقتصاديا، فقد توقف الدعم السعودي، عشية قيام الرئيس هادي على نقل صلاحياته لمجلس رئاسي جديد في 7 إبريل الماضي، عند لحظة الإعلان عن منح 3 مليارات دولار مناصفة مع الإمارات.
وحتى اللحظة لم تقدم الرياض أي من تعهداتها، بينما أغدق خليجيون الكثير من الكلام الدبلوماسي عن اهمية اليمن، وداعبوا مخيلة يمنية محدودة الأفق، بوعود قديمة جديدة عن ضم اليمن لنادي الأغنياء الخليجي، وسط انهيارات اقتصادية ومعيشية متلاحقة.
على الصعيد العسكري، تستمر مليشيا الحوثي بإشعال المعارك على طول الجبهات مع تركيز خاص على محافظتي مأرب وتعز، وقد سجلت خروقات بالآلاف ما يجعل الهدنة مجرد اتفاق بين السعودية والحوثيين وسط استمرار المليشيا في قصف وقتل المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة بمافيها الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
ووسط هذه الأوضاع السياسية والعسكرية والإقتصادية المعقدة ، لن يكون المجلس الرئاسي الذي جرى الإحتفاء السعودي المؤقت به، قادرا على فعل شيئ حيال اي ملف.