محمد علي شايف
لروح الشهيد البطل الشيخ وليد حسن صالح
نائب قائد الحزام الامني محافظة الضالع
ايها الفتى الذي استطيع الجزم بأن ازقة مدينته الان تصغي الى اصداء اصواته النقية البراءة وهي تتردد بين جدران البيوت تلك التي تحفظ احجارها ندوب رصاص القهر لتغدو نقوش الفخر المقاوم لهمجية المحتل كانين ناي ذاكرة الالام ؛ وهمس اوتار ارادة الحرية خلف الحيطان فتغاريد احراق رايات الاستسلام .
مدينة تقاوم تستهين بالة الموت ووسائل الترهيب ؛ وبريق ذهب الترغيب فحاصرت حصارها الظالم .
اشعلت بالدم الغالي شعلة الرفض فاحرقت ذرائع المحال ؛ وهدمت حواجز الخوف ؛ وقطعت اذرع الاستكبار .
حوصر الحصار بالدم المقاوم من الشهيد توفيق الجعدي الى اخر دم مفادي اليوم .
حينما كانت ارادة الحياة تكتب بحبر الحلم الاحمر كانت امهات الشهداء يستقبلن مواكب ابنائهن الصادحة بعهود الوفاء بالزغاريد منذئذ الى ملحمة 25 ايار البشارة .
وهذا المساء لم يسمع احد شوارع وازقة المدينة تردد من وسط اصداء اصوات الذاكرة المتناغمة جلل جلل ؟! أ حقا فتى صوت الامل شهيدا رحل ؟
بماذا اخاطب روحك هذا المساء يافتى ترجل بعد طول السفر والعناء على حين غفلة شهيدا
انا لم ولن ارثيك كي بعيدا عن السلوان اعليك وابقيك ؛ فالموت يا وليد اضحى بيننا وحشا اليفا والحزن بات لنا وطنا رديفا فلتعذرني روحك ان الدمع في الماقي جف ؛ ورحيق المراثي شاخ وشاك لغة قالبية مستنزفة المعاني ؛ فما عاد يضخ في سماء الارادات عهدا عزما ؛ ولا عطرا بلون الجلنار ؛ ولا يهدي الثكالى واليتامى شهدا بلون الفخر ورائحة النصر الهاطلة من غيوم سرية للامال وطنا حرا يعانق النجوم .
ومهما حصل فدمك جملة اخرى في متن كتاب السفر الى استعادة العزة والكرامة في وطن حر مستقل كامل السيادة مهما تلبدت السبل وتعثرت الخطى واحتبست الرؤى لانه حق موضوعي لا يسقط بالتقادم .
وبرغم ذلك التمس من روحك في علاها ان تهبني فرصة لاقول : لقد بلغني النبأ الجلل يا ابا عبدالرحمن عنك وعن شهيد الملحمة الشوبجية الخامس محمد الشوبجي فرمتني الصدمة بسهمين الاول لكما محملا بالحزن والم الخسارة والثاني عليكما مشتعلا بالاسئلة الى متى ستظل غفلتنا مصيدة سهلة ليصطادنا فيها اعداؤنا ؟
كيف تسللت اليك الغفلة يابن حسن ولديك تجربة غنية في صرف الانظار عن عيون الاحتلال عن دورك الكفاحي والمدينة تحت الحصار ؟
هل اسقطنا من قاموسنا الاحتمال والبدل ؟
ان عدو عزتنا الاحتلال بوجهيه اشبه بالكائن المتحول في الاسطورة كل يوم يظهر بوجه وفخاخه المصنوعة من غفلتنا من شكل الى شكل تتبدل .
كم مرة بين الدماء والاشلاء تصفعنا حقيقة الغفلة بحجم الزلل القاتل منذ عام الخطيئة مرورا بعام النكبة الى اخر دم شهيد ونحن نرصد بين كل زلل وزلل زللا اشد ألم من الاول ؛ وهكذا دواليك ؛ وكأن نبي الاسلام لم يحذرنا بحديثه لايلدغ المؤمن من جحر مرتين
ثم أولم تتاكد لنا وبنا مقولة ان النوايا الحسنة طريق معبد الى جهنم .
منذ امتطينا صهوة الوهم والنوايا الغبية الى صنعاء لنحصد ماساة احتلال همجي اقتلاعي ما برحت مستمرة منذ لعنة السبعتين الى اليوم تتغير الاسماء تستبدل الرايات والاوجه الاقنعة ليكن الجنوب الغنيمة وجهة حروبهم المتعددة الاشكال وقبلة صلاة المنفعة يختلفون يقتتلون وعلى الجنوب يلتقون يتوحدون.
فلتعذرني روحك يا وليد وكل ارواح الشهداء الابرار ان وجعي يا شهيد وجعين فوجدتني مضطرا ان ابتعد ما استطعت عن قالب التقليد المستهلك كي تصافح مناجاتي روحك بلغة حزن غير معهودة لا اشك بانها سوف ترضيك ؛ لانك لاريب على طلقة الغدر من فخ الغفلة نحوك اغمضت عينيك ؛ وادركت بعد فوات الاوان ما كان ينبغي عليك ؛ واحتفظت روحك بوصيتك الاخيرة .
لو ان الحذر طرح سؤال الخطر لولد الاحتمال واستدعى البديل ؛ واه لن ننساك ايها البطل المتسامي بساطة ايها الفتى وليد الذي رحل الى جوار ربه شهيدا .
لروحك السلام ولما بذر دمك وكل الشهداء والجرحى البقاء امانة على رقبة كل جنوبي حر صادق العهد حتى يتحقق حلمك حلمهم في وطن حر مستقل وادعو الله ان يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك الفردوس الاعلى
والدعوة موصولة لذويك ومحبيك ان يلهمهم الله وايانا الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
ولا نامت اعين الجبناء