كتب / هاني العطافي
البصمات الطيبة التي يتركها الطيبون عندما يموتون لا تمحى برحيلهم عن الحياة،وستبقى خالدة في الحياة ليستأثر منها الأحياء.
الشهيد البطل جابر عقيل ثابت العطافي أبن ال29 ربيعاً، واحداً من الناس الطيبين، ترك نموذجاً عظيماً في الحياة ٠٠ مات شهيداً بإذن الله من أجل الوطن في جبهات القتال في جبهة المخا في موقع الجبلية بجبهة الساحل الغربي لليمن بتاريخ 30/12/2018م.
كان ضمن كوكبة من أبناء الجنوب هناك لمواجهة مليشيات الحوثي عاش الشهيد في حياته مكافحاً في منطقة ودنة الجبلية مسقط رأسه وهي إحدى مناطق ردفان التي واجهت قوات الإحتلال البريطاني .
ورث الشجاعة عن أسرته التي لها بصمات في تسطير ملاحم الثورة الأكتوبرية عام 1963 التي كانت ردفان مهدها بقيادة الشهيد راجح لبوزة،أستقبلت أسرته عام 2019م،بالحزن والأسى بإستشهاده.
لم يترك الشهيد الحزن مخيماً علينا بل ترك لنا فرح إبنته الصغيرة التي ستنسينا الأحزان،لقد عاش الشهيد مكافحاً في حياته وعاش في منطقته الجبلية التي هي بأشد الإحتياج لوسائل العيش المستقر فعانى بما عاناه أجداده في وقت سابق قدموا الكثير للوطن في الماضي والحاضر وعلى أمل يقدم لهم شيء من هذا الوطن،بذل الشهيد الكثير من الجهد والتعب من أجل توفير سبل العيش الحلال له ولأسرته،وهذه هي سمات الأبطال الشرفاء الذين يتركون أثراً عظيما في الحياة،كان للشهيد طموح مثل أي شاب يطمح أن يكون لديه مستقبل آمن ومزدهر.
أحب الشهيد وطنه الجنوب ومنذ أن أندلعت إنتفاضة القضية الجنوبية في 7/7/2007م لم يتردد عن المشاركة في الفعاليات والمهرجانات والمسيرات بنوايا صادقة نبع حماسه نحو ذلك من حبه لقضية وطنه،شارك في جبهة ردفان العند في عام 2015م،كان أيضا أشخاص من آل بيته شاركوا في مواجهة قوات الحوثيين ومن تحالف معهم ، وكنت برفقته،أنتهت المواجهات في هذه الموقعة وفي عدد من المحافظات الجنوبية بطرد تلك القوات المعتدية،لقد خرج الشهيد مقاتلاً ولم يذهب ليبحث عن مغانم،بل شق نضاله نحو هدف وطني وأمل منشود،ولأن الإنتصارات في بعضها لا يتم تقديرها ويهمل الثبات عليها وتحقيق أهدافها،يتعرض الأبطال للإهمال والنسيان وبقي الشهيد بعض الوقت في بيته حتى ساقته الظروف المعيشية الصعبة للعودة إلى الجبهات العسكرية وتعسكر ودخل الجبهة،ولإن الأبطال لا يترددون عندما توكل إليهم المهام لشجاعتهم تقدم الشهيد صفوف القتال وشارك في تحرير جبهة باب المندب والمخا حتى السيطرة عليها بتحريرها،ومن هناك عاد شهيداً وأدى واجبه،ودفن في مقبرة الملحة التي أنتقل للعيش فيها مع أسرته عندما كان حياً،رحم الله هذا الشهيد البطل الذي لن ننساه وستظل روحه حية فينا،ولن ننسى الظروف الصعبة التي قضيناها معاً في السلم والحرب،وسنسلك السلوك الطيب الذي كان يسلكه الشهيد،وهذا كلامي عن بعض مآثر الشهيد التي أردت أن أنقلها لكم،نسأل الله تعالى أن يرحمه ويسكنه الجنة العليا وأن يعطينا العافية لكي نقدم الخير بأسم روح الشهيد جابر رحمه الله تعالى.