كتب – جميل الصامت
اقول بكل ثقة ان اليمن فقدت مشروعا تنويريا بكل المقاييس برحيل المفكر والناقد الادبي والكاتب السياسي الاستاذ/ محمد ناجي احمد الذي غادر دنيانا يوم امس اثر حادث مروري غامض ..؟!
عرفته مناضلا وزاملته في القطاع الطلابي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مطلع تسعينات القرن المنصرم .
شغل موقع المسئول السياسي له يمثلنا امام الجهات المختلفة وخضنا معا مواجهة السياسات التعسفية للنظام في الجامعة وخارجها .
وضع الاستاذ محمد تحت اعين الرقابة الامنية القامعة لكل فكر حر ليصبح ضيفا دائم لدى الاجهزة الامنية ،كنا نفلت دونا من قبضتها ،ربما لفشلها في تعقب الكثير منا والاكتفاء بمثثلنا السياسي والناطق الرسمي للقطاع .
احداث ديسمبر 1992م في تعز وماشهدته من احداث دامية واعمال غاضبة اثر الانتفاضة الشعبية ضد النظام ،وجهت حينها سلسلة اتهامات للمثقف الثائر محمدناجي .
اتذكر مساجلاته السياسية ومقارعته لجهات الاسلام السياسي والفساد عبر مختلف المنابر الاعلامية .
للاستاذ محمد مواقف انسانية ونضالية لا تحصى كما له كتب وكتابات مميزة تتلقفها اروقة الثقافة وزوايا الفكر وقادة التنوير في طول البلاد وعرضها وايضا خارجها .
امتلك ناصية النقد وقدرة التحليل الواعي ولغة المنطق السلس الذي قلما يجيده محترفوا الكتابة ورجال الادب .
فعد منذ وقت مبكر احد الادباء والكتاب الشباب في تعز .
له من جوانب التنوير ما يجعله مكتبة متنقلة تبعث اشعاعاتها في كل اتجاه .
عاش مناضلا شريفا ومثقفا ثوريا ومفكرا تنويرا ،مثل قيمة انسانية كما كان قامة ادبية لا تنحني امام العواصف .
رحل عنا تاركا فراغا في الساحة الادبية وزوايا التنوير ضمن من رحلوا مكتويين بنار الحرب وتداعياتها المؤلمة .
الرحمة تغشاك اخي محمد ناجي والعزاء للاخ المفكر الثائر احمدناجي احمد النبهاني ،ولشقيقته الاستاذة جميلة ولاولاد الفقيد آية واسراء وابراهيم ولوالدتهم وجميع افراد الاسرة .