كتب – صالح عواض
بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تأسيس مؤسسة ومركز إرادة لذوي الهمم بتريم وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمعاق والطفل .نظمت مؤسسة إرادة لذوي الهمم الاسبوع الماضي بصالة المدينة بتريم احتفالاُ خاصاّ بهذه المناسبة حضره عدد كبير من قيادات السلطة المحلية بالمديرية والوادي والشخصيات الإدارية والاجتماعية وأولياء أمور الطلاب والطالبات والقائمين على المركز؛ تعرف الحاضرون من خلاله على المعاناة التي تعانيها هذه الشريحة من المجتمع التي ظلت محبوسة في سجن محاط بجدران بيوتهم لايعرفون شي عن العالم الخارجي والحياة الاجتماعية فيه! في دائرة مغلقة لا تتعدى الأسرة .
اليوم وقد انطلقوا إلى عالم أوسع ومجتمع أشمل عبر هذه المراكز التأهيلية التي تحتاج إلى جهد وإمكانيات غير عادية نظرا لدقة وخصوصية التعامل مع هذه الشريحة لتتغير حياتهم من الإعاقة الذهنية إلى الإرادة ومن الألم إلى الأمل .
فهذا ما التمسناه في الحفل من خلال مشاهدتنا لنماذج من قصص نجاح لكثير من المعاقين تُبين تحسن الكثير من سلوكياتهم واندماجهم في الحياة العامة في المجتمع .
إلا أننا اصطدمنا بالواقع الذي يعيشه المركز من تجاهل الدولة وبعض مكاتب وزاراتها والجهات المعنية على مستوى الوادي مقارنة بما يولونه من اهتمام بالمرافق التعليمية العامة والخاصة الأخرى؛ فجميع مراكز ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين والصم والبكم تتولى الدولة أو بتوجيهات منها رعايتها الكاملة إلا هذا المركز الذي لم تنظر إليه الجهات المسؤولة بعين الشفقة والرحمة والإنسانية ربما لأنها لم تشعر بتلك المعاناة والمأساة التي يعانيها المركز وطلابه الذي يعمل على فترتين صباحية ومسائية بنظام معقد وصعب جدا يعتمد تأهيل الطلاب فيه على الجلسات الفردية الخاصة بمعدل خمسين جلسة شهريا لكل طالب في كابينات فردية خاصة حرصا على عدم اختلاط الطلاب وعدم تأثر بعضهم ببعضٍ في السلوكيات الذهنية والحركية.
المركز يضم 78طالبا وطالبة من المعاقين ذهنيا يشرف على رعايتهم أكثر من 45 كادرا من المعلمات والإداريين يتقاضون أجورا زهيدة جدا لا تتعدى العشرين ألف ريال فقط إضافة إلى مواصلات الطلاب وإيجار المبنى بمبلغ إجمالي قدره مليون وثلاثمائة ألف ريال شهريا( ١,٣٠٠,٠٠٠) يتكفل به المركز ويفرضه كرسوم شهرية على أسر الطلاب .
فلماذا كل هذا الجفاء على هولاء ؟
باسم الإنسانية وباسم كل طلاب المركز وأولياء أمورهم ومعلماتهم نرفع هذا النداء إلى الإخوة في السلطة المحلية بالوادي ممثلة بالوكيل الأستاذ عصام بن حبريش الكثيري ومدير عام مكتب التربية والتعليم بالوادي ومجلس تنسيق جمعيات ذوي الاعاقة بأن تأخذوا بأيدي هؤلاء ولتكن لكم بصمة خير فيهم لتخرجوهم من بين جدران بيوتهم إلى أوساط المجتمع.
فهناك كثير من التدخلات التي تستطيعون تقديمها للمركز لعل أهمها :
– منح المركز خانات تعاقد للمعلمات والإداريين أسوة ببقية المراكز.
– تقديم الوسائل والأثات اللازم لهم.
– توفير باص خاص لنقل الطلاب .
– العمل على بناء مركز خاص لهم وإدراجه ضمن المشاريع من حصة النفط.
– ضم المركز إلى مجلس تنسيق جمعيات ذوي الإعاقة بالوادي.
– ربط المركز بالمنظمات والجهات المانحة المحلية والدولية. .
فهناك المليارات من مخصصات النفط تُنفق في مشاريع تنموية ينتفع بها كل أفراد المجتمع، فأين نصيبهم منها ؟ مثل بقية أفراد المجتمع من الطلاب والشباب في المدارس والملاعب والمتنفسات العامة ام أنكم قد حكمتم عليهم بالسجن الأبدي وقتل الإرادة والأمل فيهم .