كريتر نت – تقرير / انوار العبدلي
وأنسام الفقية
يتعرض المواطن اليمني لمختلف أنواع الانتهاكات التي تمارس بحقه من مختلف أطراف النزاع في اليمن والتي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين السلميين وقت الحروب .
وفئة ذوي الإعاقة ليست ببعيدة عن هذه الانتهاكات التي يرتكبها مختلف أطراف النزاع خلال الاشتباك المسلح وكذلك في مناطق سيطرتهم بحق هذه الفئة في حرباً داخلية لا تزال مستمرة للسنة السابعة أفرزت المزيد من الصعوبات المعيشية والصحية لهم وتزايد في إعداد المعاقين بسبب الحرب وانفجار الالغام حيث سجل الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين ٩٢ الف إعاقة جديدة خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب لينظموا إلى ٤ مليون ونصف معاق يمني كما تم اغلاق وتعطيل أكثر من ٣٠٠ مؤسسة وجمعيات ذوي الإعاقة باليمن في أحدث إحصائية بحسب تقرير يعود للمركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة نشر في ٣٠ مايو ٢٠٢١م بعنوان ” حرب اليمن : قصف ونهب وحرق لمؤسسات ذوي الإعاقة” .
* مأساة + وإعاقات*
القانون الدولي الإنساني يشير إلى أخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب ايقاع اضرار جانبية ومن هذه الاحتياطات توجيه إنذار مسبق للسكان أو الغاء الهجوم وتعليقه في حالة سيتسبب بإيقاع ضحايا مدنيين مسالمين لكن ما حدث لمدرسة مصعب بن عمير شرق مدينة الحوطة بعام ٢٠١٥ م بوقوع ” مأساة حقيقية ” بحق ١١ أسرة وسقوط ١١ ضحية من غير الجرحى بينهم نساء وأطفال كانوا نازحين داخل المدرسة وذلك بقصف طيران استهدف المدرسة وكانت الطفلة ” رحمة مهدي صالح إحدى المصابين
الطفلة رحمة ” ١٠ سنوات” حاليا أصبحت من ذوي الإعاقة وذلك بفقدانها إحدى عيناها وتضرر الأخرى وتشوه وجهها بالشظايا إلى جانب اثنتين من أقاربها كذلك واحدة أصبحت معاقة حركيا بإصابتها بشلل بنصف جسدها والأخرى فقدت واحدة من عيناها نهائيا .
المديرة التنفيذية لجمعية المكفوفين في لحج الأستاذة اقبال قشاش أوضحت في حديثها معنا بأنه لديهم ١٢ شخص أصبحوا كفيفين بسبب الحرب نتيجة تعرضهم للغم أو قصف أو اشتباكات عشوائية .
توقيف أشخاص أو نفيهم يكون له آثار خطيرة على السلامة العامة ويكون محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني ..
* شاب أصم وابكم وتهمة الاشتباه*
بالرغم من مرور أكثر من ٤ سنوات بعد تحرير منطقة عدن ولحج من قوات الحوثي ألا أنني كلما أتذكر الواقعة ينتابنا الخوف هذا ما قاله في بداية حديثه لموقع كريتر نت”
يتم إدخالي وبقوة لداخل باص وانا لا اعرف لماذا ؟
سوى أنني كنت بأحد شوارع لحج مع زميلة لنا وقمت بالتأشير ليتوقف باص النقل لكن تحدث المفاجئة يتم إدخالي عنوة للباص من قبل أشخاص بلباس أمني وسط صراخي دون معرفة زميلتي التي كانت شاهدة على الواقعة من هذه الجهة التي قامت بهذا العمل ولماذا ؟ واين تم أخذي !
مستمراً في سرد الواقعة بلغة الإشارة لأجد نفسي بسجن المحافظة مع عدد من المشتبهين بأعمال إرهابية وكنت أحاول أن أفهم لماذا انا هنا لكن للاسف لم يفهمنا احد حتى تم إطلاق سراحي بعد ساعات وتدخل عدة جهات محلية وبالاخير التهمة ” اشتباه”
نشير فترة الواقعة حدثت بعد تدخل أمني لتحرير لحج من القاعدة بعام ٢٠١٦ م .
تعدد الانتهاكات واختلفت طرقها تلك التي تعرضت لها فئة ذوي الإعاقة من قبل أطراف النزاع في بلداً اصبح فيه القانون الدولي الإنساني ساري وينطبق عليه حتى تحط الحرب أوزارها .
*انتهاك اخر بالترهيب وبقوة السلاح تجاه ذوي الإعاقة*
أربع مرات يتم إيداعنا للسجن ولساعات وايام دون تهمة أو تحقيق هذا ما قاله أحد أفراد ذوي الإعاقة من محافظة لحج في انتهاك صارخ بحقنا كمعاقين .
وأشار ” س..و.ع ” الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بأنه إطلق الرصاص الحي نحونا ونحن ندافع عن حق من حقوقنا بأيدينا يتمثل في مساحة أرض صرفت لنا من الجهات الرسمية بالمحافظة بفترة التسعينات بمؤجب وثائق رسمية ومخططه وسليمة ..
مشيراً بأن الانتهاك كذلك وصل للضرب بقاعدة السلاح وتوجيه كلام يقلل من إنسانيتنا ويهييننا كوننا معاقين .
” بطريقة همجية “
عبارة لخصها أحد المعاقين وهو يتحدث لنا حول ما حدث لهم ولا يزال الانتهاك مستمر بحقهم وهو أحد المستفيدين كذلك من الأرض المصروفة لمعاقي لحج .
تم أخذي مع مجموعة من ذوي الإعاقة فوق طقم عسكري لم يراعوا وضعنا فمنهم من كان على عكاز وكراسي متحركة ورمينا تارة بسجن الخضراء وتارة أخرى بسجن المحافظة بلحج .
موضحاً بأنه كان يمارس علينا ضغط وابتزاز بالقول “اتركوا الأرض ووقعوا وسيتم الإفراج عنكم ” فعلاً لم نشعر بأننا في امان وهذا نتيجة تداعيات الحرب المستمرة وسيادة حالة الفوضى .
ويستمر ٣٠ معاقاً حركياً من محافظة لحج المستفيدين من الأرض المصروفة لهم في الصمود وعدم الخضوع للترهيب الذي يمارس من قبل هوامير الفساد والنفوذ بالمحافظة منذ عام ٢٠١٨ م حتى الان .
وتعتبر اليمن من ضمن ١٦٠ دولة صادقت على اتفاقية الاشخاص ذوي الإعاقة والتي تنص عدد من موادها ” ١١-١٥ – ١٧ ” ضمان سلامة المعاقين وحمايتهم في حالات الخطر والطوارئ وكذلك تسهيل حقهم في الرعاية الصحية والتعليمية وغيرها ألا أن ما تتعرض له هذه الفئة في البلاد اخلى بالتزاماتها تجاه هذه الفئة وحادثة الاعتداء والتهجم على المعاقة حركياً من تعز ” نجيبه الشيباني ” من قبل ما قالت إنها ” مقاومة تعز “بتهمة أنها تصور مواقع عسكرية للحوثي” بحسب ما وصفتها الشيباني شارحه قصتها عبر تسجيل صوتي بما حدث لها طالبة من الجميع بالتضامن معها
بالإضافة وبحسب منظمة المواطنة لحقوق الإنسان تعمد الحوثي بوضع الألغام الأرضية بكل مكان مما يؤدي لخطر الإصابة ببتر أحد أعضاء الجسم أو الوفاة تندرج ضمن انتهاكات وتجاوزات بحق الإنسان وأمنه ويتعارض مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان كذلك .
مشروع سام لنزع الألغام أعلن في بيان له إلى تفكيك ستة آلاف و36 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ بداية شهر اكتوبر وحتى الـ 29 منه من عام ٢٠٢١ م
موضحاً في بيانه أن فرق مشروع سام تمكن خلال الأسبوع الماضي من شهر اكتوبر من تطهير 151530 151 ألفا و530 مترًا مربعًا من الأراضي من الألغام التي تم زرعها من قبل للأطراف المتنازعة .
حيث تزايد أعداد المعاقين باليمن بسبب انفجار الألغام التي يتم زرعها من قبل أطراف النزاع بمختلف الطرقات والمزارع وغير ذلك .
كثيرة هي تلك التقارير لمنظمات دولية أبرز ما تعرضت له فئة ذوي الإعاقة من انتهاكات خلال وقت النزاع باليمن ومنها تقرير لمنظمة العفو الدولية بعنوان ” مستبعدون ..حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن ” تناول احوال ذوي الإعاقة في اليمن بعد مرور ٥ سنوات للحرب مشيرة بأنهم يتعرضون للتجاهل والخذلان والتهميش أثناء النزاعات المسلحة والازمات الدائرة في البلاد كما أشار التقرير لعدم المساواة وحالات النزوح الشاقة للمعاق وما يواجه من حالات اضطراب واضاعت عائلاتهم وقت الفرار من الحرب وتدهور وضعهم الصحي .